الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مسؤول متحزب ومسؤول مستقل

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 5 / 21
سيرة ذاتية


يتأرجح الناس في تقييمهم للوزراء بين النجاح والفشل، وبين السخط والرضا، وبين الولاء والعداء. وتتذبذب ميولهم بين هذا وذاك، وأحيانا يصل بهم النفاق إلى التزلف للشخص الذي سقاهم المر وأساء إليهم في مواقف مشهودة، بينما يوجهون فوهات بنادقهم للرجل الذي أهتم بشؤونهم وتعاضد معهم، وكان من أقوى الداعمين لهم. .
قبل بضعة أيام كنت اتابع المقالات التي كتبها البعض في البصرة للتضامن مع وزير أصيب بوعكة صحية عابرة، فتوجهوا جميعهم بالدعاء وطلب الشفاء لهذا الوزير الذي كان متغطرساً متكبراً متبطراً عليهم، ولا تربطهم به أية علاقة صداقة، أو جوار، أو زمالة دراسية، بل كان من الذين برعوا في تقريعهم وتوبيخهم، ومارس ضدهم أسوأ إجراءات التعسف الوظيفي، وتسبب في ضياع مستقبلهم وحرمانهم من أبسط استحقاقاتهم، ومع ذلك نشروا صورته، ورفعوا اكف الابتهال واخلصوا النوايا في التضامن معه. في حين يرقد صديقهم الوزير الآخر منذ مدة في نفس المستشفى، من دون ان يتواصلوا معه، وهو الذي بذل اقصى التضحيات من أجلهم، وكان يتواصل معهم، ويتفقد احوالهم، ويوفر لهم الدعم، وشهدوا له كلهم بالتفوق والنجاح والاستقامة والتواضع، وكان متسامحاً معهم، متفانياً من أجلهم، ومع ذلك لم يكتبوا عنه حرفاً واحداً. .
نحن نتحدث هنا عن وزيرين: احدهما وزير نزق بغيض متحزب، وآخر لطيف مستقل بسيط. وبالتالي لدينا وزير متعجرف ووزير متسامح. .
قرأت مقالة كتبها (سين عين) لتلميع صورة ألد أعداء صديقه الوزير المتسامح. ومقالة أخرى كتبها: (أليف عين) يذرف فيها الدموع على الوزير المتعجرف. وشاهدت تظاهرة يقودها الصحفيون في البصرة ضد زميلهم الوزير (الصحفي) المتسامح. .
بات واضحا ان صديقنا الوزير الطيب وجد الشر في المكان الذي غرس فيه الخير، ولم يخطر بباله ان بعض الأماكن لا تصلح للزراعة. .
ختاماً: ربما يكون بعضهم جاحداً وناكراً للجميل، والأخطر أنه عندما يرى جحوده جميلاً. وكل ما يصيب صاحبنا الوزير المستقل من جحود ونكران للجميل لن يجعله يغير من سلوكه الطيب. وأعلم أيها الوزير الطيب أن من تنكر لك وجحدك، سيأتي يوما ويدرك أنك المنجى الوحيد له. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة