الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة طقس هروبى جميل

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2023 / 5 / 21
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يبدوا انه منذ زمن بعيد، فطن الانسان الى انه ليس حيوان فقط، ياكل ويشرب ويمارس الجنس ، لقد فطن الانسان منذ وقت بعيد الى ان هناك جانب اخر فى جسده ، فوق هذه المطالب المادية البحته والتى تطحنه يوميا .

هناك شيىء اخر فى جسده هذا التى تدب فيه الحياة يدعوه الى النظر فى متطلباته . انه ما اصطلح على تسميته لاحقا الروح .

ان الرغبه فى السمو والصعود الى السماء ،وتلبية مطالب الروح هذه ليست رغبة قابلة للتحقق بشكل مادى على الاطلاق .

مثلا : مهما انغمس البشر فى الجنس الذى يبدوا ان المتعة القصيرة فيه هى الفترة الوحيدة فى حياة الانسان التى ينفصل فيها

عن العالم المادى ، ولكنها فى كل الاحوال متعة لا تستغرق دقائق .

متعة الطعام الجميل الفاخر الذى يبدوا عشقا لبعض البشر على مدار التاريخ ، حتى انه يقال ان الرومان كانوا يأكلون ويتقياون لاحقا ، لإعادة الاستمتاع بالاكل ، اقول ان متعة الطعام هذه عمل مادى بحت يشبع رغبات الجسد ولا علاقة له بالروح .

وهكذا متع ورغبات اخرى لا يحدها حد ، ولكنها جميعا متعا مادية .

فكيف يمكن اذا تلبيه مطلب روح الانسان هذه ، التى تدب فى راسه ليل نهار ، لقد اكتشف الانسان ان مطالب روحه الخفيه هذه قد تتحقق ، بالصمت ، بالتامل ، بالوحدة ، بالصلاة .

اه ربما تكون فكرة الصلاة وما تعنيه من اداء لحركات وطقوس بشكل منفرد او جماعى ، هى احد اعظم السبل التى توصل اليها الانسان وسيلة لسمو روحه .

وهكذا استطاع الانسان فى كل الامم ، وفى ازمان مختلفة، ومهما كان مدى رقيه او مدنيته ان يبتدع فكرة الصلاة التى يستطيع بها التقرب الى السماء ، وتغذيت روحه الدفينة التى ترغب فى الهدوء ، والتخلص من الانغماس المادى.

فكرة الصلاة سواء منشئها بحث الانسان الدؤوب ، او تنزيل من السماء هى فكرة عبقرية لراحة الروح .

الصلاة بشكل ما ، موجودة بالطبع لدى كل اصحاب الديانات السماوية والارضية ، هناك صلاة فى المسيحية واليهودية والاسلام ، ولدى الكنفوشيوس والبوذية ، والزرادشتية .

وحتى لدى الاقوام القديمة فى حضارة الانكا وحضارة المصريين القدماء والحضارة البابلية والاشورية ، لكل امة ديانتها، و صلاتها .

بل الاغرب ان فكرة الصلاة تبدوا احيانا مختلطة فى طقس مثل اليوجا الهدف من ادائها يرمى الى التخلص من اعباء الحياة بالتجرد والسمو من خلال افعال ترمى الى اندماج روح الانسان بالروح الكونية من خلال تدريبات معينة .

اذا الصلاة هى فعل نهائى يؤديه الانسان عندما ينتهى من مطالب حياته اليومية ويقول ها انا جاهز وماذا بعد ، فيريح نفسه بها .

ولكن لا تكون مبالغين اذا قلنا ان ذلك ليس قاعدة لدى كل البشر ، فهناك من يرى ان الصلاة لغو لاقيمة لها ، وان القيمة العليا للبشر لا تتاثر بالصلاة من عدمها ، بل ان الصلاة ربما تكون مضيعة للوقت فى عمل لا طائل من ورائه .ولا يحتاجها البشر .

فى تقديرى ان البشر فى كل العالم وعلى مر العصور لا يتكررون ابدا ولكل شخص رؤيته الخاصة للحياة ، وقد لا تخطر فكرة الصلاة اطلاقا لشخص ما .

ولكن فى اعتقادى ان لكل شخص دينه وصلاته الخاصة ، واسراره المغلقة التى يولد بها ويدفن ، كل شخص هو كتاب .

اذا استطعت اخى ، ان تريح نفسك بالصلاة فهيا اليها، ان لكل روح طريقها الذى تلجه للراحة ، انها شتى سبل للوصول ، فليذهب كل الى ما يريح شقاء روحه المعذبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة