الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغطية الإعلامية للحدث الانتخابي

أسعد كاظم
كاتب وإعلامي

(Asaad Kadhim)

2023 / 5 / 21
الصحافة والاعلام


يعتبر الحدث الديمقراطي المتمثل بممارسة الانتخابات من أهم ما تتعامل معه المؤسسات الإعلامية في تغطياتها السياسية في أي دولة ديمقراطية، حيث ينظر للبلدان التي تشهد تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية على انها على تماس بين ثلاثة أقطاب يمكن اعتبارها ركائز للديمقراطية وقوة الدولة وتتمثل بـ(طبيعة النظام السياسي، طبيعة الرأي العام، السلطة الرابعة التي يمثلها الإعلام) كون ما ذكر يؤثر في شكل الدولة وطبيعة تعاملها مع رعاياها، ومستوى الحرية المتاح بين فئات المجتمع ومشاركته في الحكم.
وبالنسبة للصحفيين، فإن هذه الفترة (نعني فترة التحضير للانتخابات) تعد فرصة ذهبية لتغطية الأحداث السياسية وتقديم التحليلات الصحفية المهنية والموضوعية للقراء والمستمعين والمشاهدين. فبالإضافة إلى تغطية حملات الترشيح والمنافسة الانتخابية، فإن الصحفيين يجب أن يكونوا على دراية بالمشهد السياسي والاجتماعي العام، ويتعين عليهم أن يتابعوا ويحللوا جميع الأحداث التي تؤثر على الحملات الانتخابية وتوجهات الناخبين.
تتميز الانتخابات بأنها تشكل حدثًا مهمًا لكونها تجذب اهتمامًا كبيرًا من قبل الإعلام ووسائله المتعددة. ففي الوقت الذي تسعى فيه الصحف والمجلات إلى تقديم التحليلات السياسية وتقييم أداء المرشحين، تسعى القنوات التلفزيونية إلى تغطية الأحداث بالفيديو والتقارير المصورة. وتذكر أكيم باومان في هذا السياق بكتابها "الاعلام والديمقراطية: (دور ووظيفة الاعلام في احداث التغيير) إنه "لا يمكن لأية ديمقراطية صحيحة العمل بشكل جيد إلا إذا توفرت فيها وسائل إعلامية قوية وحرة" (باومان، 2006: 20).
ومع ذلك، يثار في بعض الأحيان الجدل بشأن دور الإعلام في التغطية الانتخابية، حيث يتساءل البعض عن مدى تحييد الإعلام وعدم التحيز لأي مرشح. وفي هذا الصدد، أشارت مارلين ريمز في كتابها (لقاء مع الإعلام: مبادئ الصحافة الاستقصائية) إلى أن "الإعلام يجب أن يضع في اعتباره أنه يفترض به إعطاء الناس معلومات دقيقة وواقعية، ولكن تلك المعلومات يجب أن تكون دون أي نوع من الانحياز أو التحيز" (ريمز، 2004: 78).

تسند للإعلام مهمة مراقبة الوضع الانتخابي ومجريات الممارسة الديمقراطية وهو في الوقت ذاته يصطدم بكثير من التأثيرات سواء من الأحزاب أو من قبل المؤسسات الإعلامية الأخرى نتيجة اختلاف الثقافة المهنية لدى الإعلاميين أنفسهم وذلك لوجود تنوع في التوجهات والثوابت المؤسسية.
إن العمل الإعلامي الذي يتزامن مع سير الانتخابات بدءا من الترويج لبرامج المرشحين والحملات الموجهة للرأي العام ومروراً بخوض الحديث الانتخابي وترقب نتائجه، يتطلب رصدا للجهات الفاعلة والمرشحين المستقلين والمعارضين، فلابد من الانتباه لجميع المتنافسين وعدم تجاهل اتجاه سياسي على حساب اتجاه آخر، إذ لابد من وجود إلمام لدى (القائم بالاتصال) بالبرامج التي يقدمها مرشحي الانتخابات ولابد أن تؤخذ بعين الاهتمام كل المشاريع السياسية والشعرات المرفوعة بحيث يتم تحليلها ومقارنتها بما يرد من تغذية راجعة يمثلها المجتمع وحراك الشارع.
ومن هنا تأتي أهمية توخي الموضوعية وحسن التعامل مع الجهات الفاعلة في العملية الانتخابية سواء من السياسيين ذاتهم أو مما يصدر من إيضاحات وتصريحات خاصة بالمفوضية المشرفة على احصاء الاصوات وفرزها، والتعامل بشكل قانوني مع المخالفات وما يرد من شكاوى واستفسارات، إذ لابد من الاستفادة من التوصيات التي تنظم عمل الصحفي وتضعه في المسار السليم في تغطية إعلامية مهنية ومحايدة، وجملة من تلك التوصيات للقائم بتغطية الانتخابات تتلخص بالآتي:

1. التزام الدقة والصدق في نقل الأخبار وعدم الإسراع في نشر معلومات غير مؤكدة.
2. الحفاظ على حيادية الصحافة وعدم التأثر بالآراء الشخصية أو الفئوية.
3. عدم التحيز لأي مرشح أو قائمة انتخابية، وعدم تشويه صورة أو تشويه سمعة أي مرشح أو قائمة.
4. الامتناع عن استخدام لغة وصيغة غير لائقة أو مهينة لأي مرشح أو قائمة انتخابية.
5. الالتزام بضوابط النشر والتحرير التي يعتمدها المؤسسة الإعلامية والامتناع عن نشر أي خبر يسيء إلى أي مرشح أو قائمة.
6. الالتزام بمعايير الأخلاق الصحفية التي تضمن حرية الصحافة وحصول المواطنين على معلومات صحيحة وموضوعية.
7. التحري بعمق وتوثيق مصادر الأخبار، والامتناع عن الانتحال أو التدليس للحصول على معلومات.
8. تجنب الانحياز لأي جهة تحاول التأثير على الناخبين أو النتيجة النهائية للانتخابات، وعدم الترويج لأي جدول زمني أو نتائج مسبقة غير مؤكدة.
ومن خلال ممارسة مهنة الصحافة التي تنتهج في جميع مخرجاتها مبدأ (المصداقية والموضوعية، ودقة النقل من المصادر) يمكن للصحفيين أن يساعدوا الجمهور في فهم العملية الديمقراطية ومدى أهميتها، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه تغطياتهم في الحياة العامة. كما أنهم في الوقت ذاته يساعدون في رصد العديد من المشاكل والتحديات التي يشهدها المجتمع السياسي والاجتماعي، والتي يمكن التشجيع على تحويلها إلى طروحات وأفكار وحلول ممكنة التحقيق.
فيسبوك: مدونة التبادل الثقافي.
### إنتهى ###

المصادر:
١) باومان، أكيم (2006): الاعلام والديمقراطية: دور ووظيفة الاعلام في احداث التغيير. دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان.
٢) ريمز، مارلين (2004): لقاء مع الإعلام: مبادئ الصحافة الاستقصائية. دار الفارابي، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا