الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاءات القِممُ العربية -- كُلها لَعَمُ --

عصام محمد جميل مروة

2023 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الإسترسال في سياق عودة جردة حساب القمم العربية التي كانت بداياتها منذُ اواسط الستينيات من القرن الماضي غداة تزاحم الملفات الناتجة عن بروز وبزوغ فجر جديد للأنظمة العربية الفاسدة في توالدها وعدم تجانسها وتزاوجها نتيجة الضعف المُشين الذي كان اشبهُ بالوصف الاوفر حظاً عندما نتحدث عن افتراق في ما بين الخصمين او الزوجين وهنا بداية الطلاق .
عن اتفاق او عن بغض او تفرقة ، الجامعة العربية التي فتحت اولى مؤسساتها قبل سقوط اوراق التوت عن جهل العرب بما سوف يلاقيهم تِباعاً بعد سنوات قليلة على إدراج الجامعة العربية انطلاقاً من مصر الملكية ، ايام قاسية وندية لما يُعتَقدُ البعض ان واقع حال العرب مدروس وممسوك !؟. ولا داعى للقلق حتى لو كانت صفارات الانذار توحى بإسدال ستارة نهاية مسرحية عرض الحرب العالمية الثانية التي إفتضحت من خلالها بروز عجز العرب بقدهم و إجمال سخطهم عند تعبيرهم في ضياعهم وتبهانهم وتقسيمهم . بل الافظع كان سقوط فلسطين اسيرة ما بين راضي ومعترف ومغلوب على أمرهِ ! من ذوات الزعماء لمرحلة تأسيس الجامعة العربية التي لم تقدم دائماً سوى بيانات التنديد والشجب والحسرة والتأجيج فيما بين اهل بيت الجامعة الواحدة والممثلة الشرعية للعرب حينها .
لكن اللقاءات تحت طفرة سياسية واقتصادية ونفطية مع بداية عصر الغِنى والثراء لبلاد النفط والغاز .
على إمتداد اكثر من ستين سنة تبدلت المعادلات وبرزت حكومات وسقطت اخرى ؟ وتباينت فضاحة وغلوَّ شخصيات بارزة "" ذات سمعة ثورية ودينية ووطنية "" ، وحتى زعامات خرجت من بطن الارض العربية الخالصة !؟. على نمط الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي اسر القلوب في خطاباتهِ القومية والاشتراكية والتأميم حينما كانت حماسية عن فلسطين واثارها اذا ما تلقفنا اخطاء واقعة بعد هجوم عام 1956 وقبل سمعتهِ حينما اصبحت كارزمية ادت الى نكسة عام 1967 وفوضويتها لاحقاً . وكلنا يدرى مدى خطورة قمة الخرطوم ولاءاتها عن الصلح والاعتراف والتفاوض !؟. كما شاهدنا رؤساء عندما برزت قضية ثورة الجزائر حيث نهض احمد بن بلا وهواري بومدين "" محمد ابو خروبة "" من مجاهل الشعب الثائر بعد تحقيق الانتصار على دحر دور فرنسا من شمال افريقيا على الاقل من الجزائر صاحبة المليون شهيد كما يُرَوج ايامها . ومؤكداً كان الملك فيصل إبن عبد العزيز صاحب موقف شهير في القمم العربية عندما هدد الغرب وإسرائيل واعوانها في ما يسمى عملية إقفال تدفق براميل وانابيب النفط وضخها للدول الغربية كعقاب على دعمهم المتهور للصهاينة في دولة الاحتلال لفلسطين ،
ومن نجوم وملوك القمم كان الملك حسين ابن طلال سفاحًا مُحبباً لدى الغرب بعدما نسف حق الثورة الفلسطينية في عمان وطردها خارج الحدود توقياً من سقوط المملكة الهاشمية التي وُلِدَت في عملية قيصرية اثناء تحضير عمليات تقسيم تقاطع ورثة الإمبراطورية العثمانية .
وربما كان الملك المغربي الحسن الثاني اكثر جرأةً من اخوانه زعماء العرب ، كان يستضيف القادة والزعماء الصهاينة سراً وعلانية اثناء التحضير للمؤتمرات وتقريب وجهات النظر ما بين اليهود المقيمين في المغرب ، وما بين حكومة إسرائيل الزائرة من حينٍ الى اخر لتمرير اوراق يُرادُ من خلالها الأتصال بالعرب بعد كل حرب ونكسة وانتصار على غرار حرب غفران ورمضان وعبور "" 1973 ""، الشهيرة واليتيمة حسب تقدير مَنْ قرر ولوج الحرب و توقيفها مرحلياً !؟.
كما شاهدنا انقلابات واعدامات السودان بعد قدوم الضابط جعفر النميري الذي خرق حقوق الانسان وفتح ساحات وميادين الشنق والسحل بعد السجن الابدي لأسلافه من نواة ثورة الحرية عبد الخالق محجوب الشيوعي الذي أُعدمَ بموافقة العرب وقممهم !؟.
ومن الضروري قراءة مرحلة بروز الثائر ياسر عرفات صاحب النظارات السوداء واللكنة المصرية من حين لأخر بعد انطلاق حركة فتح التي اسسها في عز إقامتهِ في الكويت منطلقًا من هناك الى مجاهل ثورة الكفاح المسلح ، من الكويت الى مصر ثم الاردن ثم دمشق واخيراً بيروت قلب منظمة التحرير الفلسطينية بعد مرور اعوام وعقود صمت البنادق والعمليات العسكرية الكبرى . كانت بيروت اخر خيام الثورة الفلسطينية بعد إختراقها وإحتراقها من عدم فهم مزايا القمم العربية المتتالية التي لم تَلِدَ الا لاءات عقيمة تليها "" لعم معجمة "" ، ما بين تصريف افعال "" لا - كلا - او - نعم - لعم "" .
العرب اليوم في قمة جدة المدينة الوادعة ، بعد إستضافات ومصالحات وفتوحات ومفاجآت عديدة اهمها عودة سوريا او منح الرئيس بشار الاسد صك البراءة من دماء الشعب السوري الذي سقط على مذابح الانظمة البائدة ، كلها بداية من الدعم الاعمى الايراني والروسي والحلفاء . كانت الصين الشعبية لها الفضل الاول والاخير في استعادة اوراق المسرحية البائسة بعد صراعات دامت حوالى "" 44 "" ، عاماً من التباعد والتباغض ما بين العرب وإيران بعد سقوط الشاه سنة "" 1979 "" ، من هناك بدأ فصلاً جديداً من التباغض العربي العربي والاسلامي الاخوي ، الذي وصل الى مرحلة حمامات من الدماء مابين عراق صدام حسين وفصول استعادة امجاد اجداد العرب . وما بين الزعامة الجديدة للجمهورية الاسلامية الايرانية التي سادت ايام مؤسسها الامام الخميني حينما رفع شعار فتوحات اسلامية بإتجاه القدس الشريف مباشرة بعد إندلاع اعنف حرب مطلع عقد الثمانينيات "" 1980- 1981 "" حرب الخليج الاولى التي لها اخوات ثانية عام سقوط الكويت واحتلالها " 1990 - الثاني من شهر آب "" ، حينها هوت القمم و اصبحت مهرجانات تهريج تَفِحُ منها رائحة الدماء بديلاً من الضحك ، وكانت فعلة القمم العربية بكل غبائها ومؤامراتها ادت الى حرب ثالثة بعدما فُتحت ارض الرافدين عبر المفوض الملعون بول برايمر عام "" 2003 "" حينما قسم ما يمكن اعتباره شرعياً ودستورياً وهُتكت كل الاعراض للقمم العربية الخبيثة من المحيط الى الخليج ومن البحر الى النهر !؟. و بيانات القمم لم تجفُ ولم تحترق بل فظاعتها مؤكداً وليس ربما " تاهت قضية فلسطين ، وبرزت تقسيم وفدرلة لبنان ، ولن تعود سوريا الى عهدها ، واليمن عاجزة حتى عن مداوات جراحها ، والعراق يسبح في مياه عبثية مصبها بلا عناوين ،وليبيا القذافي تتعثر بعد الكتاب الاخضر الذي حرض ما بين الحضر والبدو ، والسودان مجدداً تتحارب على اراضيه قواعد ضباط لا يمكن تقبلهم من شعب اصيل ذاق الأمرين منذُ الاستقلال ، وقضية التوافق الوافدة من حينٍ الى اخر لتصحيح اخطاء لها جذور عقيمة حلها لا يمكن بتلك السهولة بعد قمة جدة في الوقت الراهن "" .
الصين لاعب يُحتسبُ لَهُ مقدرتهِ نسبة الى تطوره السريع لكن تقديم فرض المصالحات ما بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه المرحلة الدقيقة بعد إنفجار حرب روسيا واوكرانيا التي سرعت الى حركات ديبلوماسية وتيرتها غير حديثة او متعارف عليها للمفاجآت المتفاوتة على المسرح الدولى ونيل الحقوق العربية المسلوبة فقط بقرات القمم ليس مجدياً ، وإلا كيف لنا أن نتقبل زيارة مفاجئة للرئيس فلادومير زيلينسكي الاوكراني المرتدى الزي واللباس الزيتوني دائماً ، حيث حَلّ ضيفاً أثقل فوضوية ما لا نتوقعه لاحقاً بعد بيان نهائي لكل قمة عربية .وهنا نتساءل عندما زار ابو عمار مقر الامم المتحدة وخطب من هناك عن غصن الزيتون والبندقية ، وكان يرتدى كوفية خارطة فلسطين ورافعاً وماداً اياديهِ لكن القضية نائمة منذ الاعتراف الرسمي بمنظمة التحرير وقرارت القمة العربية "" 1974 "" .
فلذلك يجب الإعتراف حول لاءات القمم السابقة الكبرى وشعاراتها الرنانة كلها "" ل - ع- م ُ- "" .
في تلك الحالة نقول العرب عجزة وسُعات وفقراء وما لديهم من ثروات ليس بمقدورهم ادارتها او تطويرها مهما كتب كثيرون عن تقدم حديث وجديد في قمة جدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال