الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سخريات الوضع السياسي ان المجرم بوتين يصدر مذكرة اعتقال بحق القاضي المحكمة الجنائية الدولية

احمد موكرياني

2023 / 5 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


مهما كانت تبريرات فلاديمير بوتين في غزوه لأوكرانيا، فأنها لا تبرر قتل المئات الآلاف من الروس والأوكرانيين وتدمير المدن والبنى التحتية تكلفتها بالمئات المليارات الدولار وتهجير الملايين من الأوكرانيين والروس بسبب نزوة بوتين للبقاء في الحكم.
ان هذه الجرائم جعله مجرما بحق الإنسانية مثله مثل هتلر وموسوليني، والسلطة العثمانية في إبادة الأرمن وحكومات مصطفى كمال اتاتورك في جرائمهم ضد الشعب الكردي في الأناضول وسوريا والعراق وإنكار لوجودهم، ومنع الطاغية اردوغان تدفق المياه الدجلة والفرات في وديانها في سوريا العراق، وجرائم صدام حسين والحزب البعث ضد الشعب العراقي والإيراني والكويتي، والجرائم النظام الإيراني ضد الشعوب في إيران والعراق وسوريا ولبنان وفي اليمن، وجرائم السفاح بشار الأسد بحق الشعب السوري، وجرائم جورج بوش الأب والأبن في 1991 و 2003 في العراق مازالت ماثلة امام اعيننا في تدمير البنى التحتية في العراق التي كانت مُلك للشعب العراقي وليس لصدام حسين، وحل الجيش العراقي واستبداله بالمليشيات الخونة اللذين قاتلوا الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية، وإقامة حكومة الجهلة والمليشيات المسلحة العميلة لإيران في عاصمة الرشيد، فتسببوا في قتل وتهجير الملايين العراقيين، وسرقة مواردهم الطبيعية التي تجاوزت ترليون دولار، وسرقة مصانعهم ونقلها الى إيران، وانتشار الخرافات الدينية وتخلف الثقافي والاجتماعي وتدخل مراجع دينية غير عراقية في حكم العراق، بعدما كان الشعب العراقي رائداً في العلم والثقافة في المنطقة، ان هؤلاء الشرذمة من المجرمين فقدوا الشعور الإنساني في نفوسهم و حملوا ويحملون جينات القتل ورثوها من جينات قابيل ابن آدم عليه السلام.

الجميع يعلم كيف تحايل فلاديمير بوتين على الدستور الروسي بتبادل الأدوار بين رئاسة الدولة والحكومة خلال فترة حكمه والكل يعلم بأنه خريج مدرسة الاستخبارات السوفيتية كي.جي.بي. KGB أي انه لم يكن سياسيا ولا حزبيا متقدما في الحزب الشيوعي السوفيتي، بل أختاره السكير الفاسد بوريس يلتسن اول رئيس للاتحاد الروسي ليخلفه في الحكم شرط منع محاكمته وعائلته بتهمة الفساد، فلا يمكن لبوتين خداع الناس بدفاعه عن مصالح روسيا ضد تهديدات الغرب للاتحاد الروسي، فهو الذي غزا شبه جزيرة القرم والحقها بروسيا، وكان يأمل من غزوته لأوكرانيا ان تكون صاعقة ليلحقها بروسيا، ولكن حساباته خالفت حصاد البيدر، فتحول الى مجرم مطارد من قبل المحكمة الجنائية الدولية فلا مكان سيأويه، فلن يكون نهاية حياته في حالة نجاته حيا بعد ازاحته من الحكم افضل من نهاية الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، نافقا في السجن.

استغرب من المجرمين الحمقى يعتقدون بأنهم سوف ينجون من المحاسبة على جرائمهم ضد الإنسانية، ويتناسون مصائر الطواغيت قبلهم من العتاة المجرمين، كانوا أكثر منهم قوة وأجراما، ويظنون ان قتل الأنسان كنزهة لصيد الحيوانات، وينسون بأن هناك من أكبر منهم يراقبهم ويعرف سريرة نفوسهم المريضة.

أتطلع الى اليوم الذي أرى فيه المجرم فلاديمير بوتين والطاغية اردوغان والسفاح بشار الأسد وقاضي الاعدامات إبراهيم الرئيسي والقيادات الخونة والقتلة التي تسلطت على حكم العراق بعد 2003 خلف القضبان في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أذلاء لا ينصرهم أحد.

كلمة أخيرة:
• أبلغنا الله جل جلاله في القرآن الكريم " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" (أبراهيم، الآية: (42)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي