الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المس بل تتحدث عن يوم تتويج فيصل الاول 23-8-1921

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
المس بل Bell السكرتيرة الشرقية لدائرة المندوب السامي البريطاني في العراق كتبت رسالة الى والدها تتحدث فيها عن انطباعاتها حول حفل التتويج تتويج فيصل بن الحسين شريف مكة ملكا على العراق في ساحة القشلة ببغداد يوم 23 من آب سنة 1921 .
ومما ترجمه المرحوم الاستاذ عبد الكريم الناصري 1918-1966 من رسائل المس بل في كتاب نشرته ابنته الاستاذة بثينة رسالة كتبتها المس بل الى والدها في 28 آب سنة 1921 قالت فيها ان حفل التتويج جرى الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء 23 آب - اغسطس سنة 1921 وطبعا الساعة كانت مبكرة بسبب الحر الشديد الذي كانت تعانيه بغداد وقد اعدت منصة في وسط ساحة السراي بالقشلة ببغداد القشلة التي سبق ان بنيت في عهد والي بغداد العثماني مدحت باشا 1869-1872 ووضعت امام المنصة مقاعد للمدعوين الذين بلغ عددهم الفا وخمسمائة شخص وكان الى الوراء من المنصة مسكن الملك المؤقت المؤجر وهو عبارة عن قاعات الاستقبال في السراي .
كان فيصل ببزة عسكرية اما المندوب السامي البريطاني السر بيرسي كوكس فكان ببزته المدنية الدبلوماسية وعليها جميع اوسمته ونياشينه كما كان الى جانبه السر ايلمر هالدين القائد العام للقوات البريطانية في بغداد والمستر كورونواليس واتجه الجميع الى المنصة -هكذا تكتب المس بل- والتي يبلغ ارتفاعها نحو قدمين ونصف القدم وكان طريقهم اليها مفروشا بالسجاد وقد نهض السيد حسين أفنان (وهو فلسطيني) كان يعمل سكرتيرا لمجلس الوزراء فقرأ بيان المندوب السامي السر بيرسي كوكس ومضمونه ان فيصلا قد انتخب ملكا من جانب (96%) من شعب العراق .. يعيش الملك وعندئذ وقف الحاضرون وحيوه وفي الوقت نفسه رفع العلم وعزف السلام الملكي البريطاني (حفظ الله الملك) لان العراق لم يكن يمتلك في حينه نشيد وطني .
ثم القى السيد محمود النقيب ابن رئيس الوزراء السيد عبد الرحمن الكيلاني دعاءَ موجزا لمناسبة هذا الحدث التاريخي ثم اطلقت المدفعية (21) طلقة ثم نهض الملك فيصل بن الحسين فألقى خطابا قال فيه :" اتقدم الى الشعب العراقي بالشكر الخالص على مبايعته اياي ، مبايعة حرة دلت على محبته لي وثقته بي فأسال الله عز وجل ان يوفقني لإعلاء شأن هذا الوطن العزيز ، وهذه الامة النجيبة لتستعيد مجدها الغابر ،وتنال منزلتها الرفيعة بين الامم الناهضة الراقية" .
وتحدث الملك فيصل عن والده وقيادته للثورة العربية الكبرى 1916 وقال انه لم يكن يهدف الا الى " تحرير العرب وتأييد استقلالهم القومي " .وقدم الشكر الى بريطانيا التي " اخذت بناصر العرب في اوقات الحرب العظمى الحرجة " .واخذ يُذّكر العراقيين ان بلادهم كانت "مهد المدنية والعمران ومركز العلم والعرفان " والان جاءت الفرصة لكي ينهض العراقيون " ويشيدوا اركان دولتهم على " المبادئ الدينية القويمة وتأسيس حضارته على اساس العلوم الصحيحة والاخلاق الشريفة " . واضاف ان البلاد تحتاج الى الرقي والتضامن والتعاضد والعمل بجد ونشاط . واكد انه سيعمل مع رجال العراق "على اختلاف مواهبهم وتباين طباعهم وتفاوت معتقداتهم والكل عندي سواء لافرق بين حاضرهم وباديهم لولا ميزة لاحد عندي الا بالعلم والمقدرة والامة بمجموعها هي حزبي لا حزب لي سواها ومصلحة البلاد هي مصلحتي لا مصلحة لي غيرها " .
وختم خطابه بالقول ان سيعمل على اجراء الانتخابات وجمع المجلس التأسيسي (البرلمان) وقال :" ولتعلم الامة ان مجلسها هو الذي سيضع بمشورتي دستور استقلالها على قواعد الحكومات السياسية الديموقراطية ويعين اسس حياتها السياسية والاجتماعية ويصادق نهائيا على المعاهدة التي سأودعها له فيما يتعلق بالصلات بين حكومتنا وحكومة بريطانيا العظمى ويقرر حرية الاديان والعبادات شرط الا تخل بالأمن العام والاخلاق العمومية (العامة) ،ويسن قوانين عدلية تضمن منافع الاجانب ومصالحها وتمنع كل تعرض بالدين والجنس واللغة ،وتكفل التساوي في المعاملات التجارية مع كافة البلاد الاجنبية " . واضاف ودعا الى "الاتحاد والتعاضد ..الى الروية والتبصر ..الى العلم والعمل " ادعو امتي والله الموفق والمعين .
طبعا الوفود كانت من كل الالوية ال(14) التي كان العراق يتألف منها ومن اعضاء الوفود شخصيات مدنية وعشائرية ودينية .
طبعا ذكرت المس بل في رسالتها الى ابيها ان وزارة المستعمرات البريطانية ارسلت الى دائرة المندوب السامي برقية طلبت فيها ان يُضمن فيصل خطابه عبارة ان السلطة في العراق الاولى للمندوب السامي البريطاني لكن فيصلا رفض واكد انه يجب ان يُعتبر هو نفسه ومنذ البداية ملكا مستقلا وان ترتبط بلاده ببريطانيا من خلال معاهدة يتم الاتفاق على بنودها ويصادق عليها المجلس التأسيسي قيد التشكيل والا فإنه لن يستطيع ان يحكم البلد كما يجب واضافت في لندن لا يفهمون ما نقوم به في العراق وان من العسير عليهم ان يفهموا اننا لا نقوم هنا بالبناء بأحجار لا حياة فيها بمعنى انها تعلم ان العراقيين واعون وطلال استقلال وهم من ثاروا ثورتهم الكبرى وقالت بالحرف :" اننا انما نعمل على تشجيع البنية الحية في العراق لتنمو ..اننا نحس بنبضها بين ايدينا ..اننا نستطيع توجيهها الى حد بعيد ،ولكننا لا نستطيع الحيلولة دون نموها صعدا وذلك في الحق هو ما دعونا البه " .
طبعا لدينا اسماء الوفود وفود الالوية التي حضرت حفل التتويج وما جرى والتفاعل الذي حصل بين الملك فيصل وشعبه وما قالته الصحف وهذا كله - باعتقادي - يمكن ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير رائعة في التاريخ الحديث .رحم الله فيصلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي