الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة جدة وملاحظات مواطن بسيط

طارق الجبوري

2023 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن اي مواطن عربي يتوقع ان تسفر القمة العربية الاستثنائية في جدة التي اختتمت اعمالها قبل يومين ، عن اية قرارات جدية تصب في خدمة قضايانا العربية وما يعانيه المواطن العربي من ويلات بسبب غياب الديمقراطية بشكلها الصحيح .. لذلك جاء بيانها باهتاً ومكرراً لجمل وكلمات شكليه مكررة ومهادنة وماسخه بل ومعيبه تعكس ازمة النظام الرسمي العربي وزعاماته التي يستهويها كرسي السلطة بما تحققه لهم من امتيازات ومنافع !! وواهم من يعتقد ان المواطن العربي كان ينتظر من قمة جدة مقررات جديه وعملية لازمات اقطار وطننا العربي السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. بل انها حتى لم تجرؤ على ادانة مخاطر الاحتلالات الاميركيه والاقليميه لاكثر من قطر عربي ، ناهيك عن ابتعادها ، اي المقررات ، عن الحد الادنى من حاجة المواطن العربي في عيش كريم وامن .. فعلى صعيد القضية الفلسطينة اكد بيان جدة مركزية القضية وهو شيء ليس بالجديد فيما اكد على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل الى تسويه عادله من دون ان يدين جرائم الكيان الصهيوني بحق ابناء شعبنا الفلسطيني وهم يواجهون وحشية الصهاينة من قتل حتى للاطفال وتدمير واعتقالات وقصف وحصار بل ان الملوك والرؤساء العرب احتضنوا الرئيس الاوكراني زيلنكسي المعروف بصهيونيته ومعادته للعرب متجاهلين ما سببه من مأسي للشعب الاوكراني بسبب تنفيذه سياسات الادارة الاميركية!! .. اما في ما يخص سوريا فبرغم صحة قرار عودتها الى الجامعة العربية فانه كان ومن منطلق انساني واخلاقي ان تدعو القمة نظام بشار الاسد الى التخلي عن سياسة القمع ورمي المواطنين ببراميل البارود واطلاق سراح المعتقلين السياسيين .. ولم تختلف الفقرات التي تخص السودان عن غيرها فكانت كلمات رنانة تدعو الى رفض التدخل الخارجي والتاكيد على التهدئة والعمل لانهاء الازمة من دون ان يعلن بيان جدة صراحة اسباب اندلاع المواجهات ودور الكيان الصهيوني فيها .. وعلى نفس المنوال جاءت فقرات البيان الاخرى سواء ما يتعلق بليبيا او اليمن ولبنان او عودة العلاقات بين السعوديه وايران ..
وفي وقت يتطلع فيه كل مواطن عربي الى تطبيق شيء من الديمقراطية في اوطانهم ويصبو الى احترام ابسط حقوقه في الكرامة والمساواة وحياة كريمة ، لم يتطرق بيان جدة حتى ظاهرياً الى معاناة المواطن ولوعاته وقهره وهذا ليس بالغريب على قمم عربية مهمتها تزكية الانظمة العربية والتستر على ممارساتها في حرمان مواطنيها من حرية التعبير والرأي .. وبرغم يقيننا الثابت بان مقررات وبيانات القمم العربية حبر على ورق وانها للاعلان فقط ، فقد كان الاجدى بها ان تخصص وقتاً لمراجعة سياساتها العقيمه التي عرضت امن المجتمع العربي لمخاطر التهميش وطمس الهويه , وان تستعرض التحديات التي تواجه اوطاننا وهي ليست بالقليلة ..
اخيراً لا ندعي انها ملاحظات خبير او محلل سياسي بل هي وكما اشرنا في عنوان المقال ملاحظات مواطن ملتاع ولاختصار فان قمة جدة قمة تطبيع مع الكيان الصهيوني وقمة لم توفق حتى في الالتزام بمباديء الجامعة العربية بحماية الامن العربي بل قمة شكليه لم تستطع حتى من وضع اليه تضمن عودة اللاجئين السوريين بامان من دون خوف من بطش النظام ولم تتبن مشروعاً لانهاء القتال في اليمن او السودان ولا في تبني مطالب المواطنين ممثلين بثوار تشرين في العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال