الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 3 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 22
الادب والفن


***
ما زال يشغلك التفكير الباحث عن معللات لما تشاهده وتسمعه وتعيشه يوميا بين مختلف فئات وشرائح المجتمع ، كم من الحروب عاشها انسانه في هذا البلد خلال الستة العقود الاخيرة . . على الاقل ، كم من الحكم والعبر التي استخلصتها عقولهم بادراك واع او عفوي بعد مرور حدث من تلك الاحداث ، التي يكتشفها العقل عكس ما يعيدون تكرار انفسهم مع كل حدث كارثي لاحق – أنهم الشعب لا حول ولا قوة لديه في كل سوء يجري ، يجنون الويلات واثار الدمار جراء اقتتال اطراف على سلطة الحكم – وهم ما يعتقدونه بأنفسهم كمظلومين يرث نتائج كل تلك الكوارث والمجازر الدموية ، يطبعهم هذا الفهم الطفولي المتشكي أن يظلون متصنمين في حياة يعاد تكرارها الاف المرات – يبدو أن ذلك ليس فقط طابع تلك العقود الستة الاخيرة ، بل طبيعة اناس مجتمع طبعوا معنى حياتهم منذ الاف السنين الماضية وحتى الان – ما يختفي من عقولهم المدركة من استخلاص الحكمة والعبرة . . بفعل استلابهم . . انهم وقود تلك المعارك عبر التاريخ ومؤججها ، لولا ذلك لكان أي احتراب بين متنازعين على الحكم . . لا تطول فترة الاقتتال واثار الدمار المخلفة ، تقع معظمها على اطراف النزاع ولا تكون الاثار السلبية على المجتمع إلا طفيفة . . لا تعيق حياته اللاحقة بعد تفجر كل ازمة تمر عليهم ، بل أن تلك الاحداث تخلصه من الجماعات المعتمدة عيشها كأمراء وتجار تلك الحروب – كيف ترون انكم لا علاقة لكم بدورات الدماء والخراب . . انكم ابرياء ، بينما تتجاهلون حقيقة اصطفافكم كتابعين في خنادق اطراف من يديرون تلك الحروب لمنافعهم الشخصية – انكم من على يديه يتم الدمار والقتل ، تعملون ذات الامر في المراحل والفترات المختلفة من تاريخ وجودكم بمسمى المجتمع – انكم من يهدم كل شيء ، وبعد كل حدث يخلخل الحياة . . تعيدون تنصيب طغاة جدد اسيادا عليكم ، مثل ما يديرونكم في الحروب . . يديرونكم بعد كل حرب لتسييد مشيئتهم الاستقوائية والاستعلائية على اناس المجتمع بما ينقض القانون والقيم المكتسبة . . لتحكم حياتهم بخضوع وانتقاص حقوقهم و . . العيش ركضا مزدوجا . . بين حل متاعب وملاحقة متاعب جديدة لهم واخرى مجترة عن ازمان سابقة ، واقع يدخل حياة الناس في ازمة عامة . . تهين وجودهم في هذه الارض ، تتعمق بتسارع . . تعودون للتراص التابع بين هذا وذاك المتنازعين مجددا على قوة نظام التسلط المنفرد على البلد ، عبركم . . يعاد تفجير الوضع والانزلاق في احتراب جديد . . يحمل مساوئ كل التاريخ القديم من جروح ودمار وانتقام . . .

إنه لأمر غريب لا يستوعبه عقل انسان سوي . . كيف لإنسان بلد يئن من حياة مذلة و . . يمجد في الوقت ذاته مستبديه ومن يخدعونه ، يؤلهونهم في حكايا وسير يتوهمونها ، يصورونهم ابطالا ومنقذين يحتذى بهم – قلت في نفسك إنها حياة مموجة لشعب يفتقد الحس السليم لإدراك حقيقة اصل عذاباته . . ومفتقدا للذاكرة ، . . ذهاني لا يعي انه يعيد ذاته القديمة . . ومن خلاله يعيد الحياة لمساوئ الماضي . . بسوء اشد عما كان قبلا – مرة اخرى . . واخرى . . لا تكتشف جديدا ، هو ذاته الجمود لإنسان المجتمع . . وذات متكرر السوء القديم يظل يحكم الواقع والحياة – لا فائدة – يتحرك الزمن بعشرات . . مئات والاف من السنين الى الامام . . بينما شعب هذا المجتمع يعيد منوالي ذاته القديمة – إنه لا يقوى على عيش حياة . . خارج ما تطبع عليه ، إنه القدر الذي يعيد صناعته بيديه بجوهره القديم . . ليحكم دورة حياته اللاحقة في كل مرة ، أما امانيه وصرخاته المعاصرة لعيش انسانية لا تقل عن تلك التي تعيشها الشعوب المتقدمة . . ليست سوى شعارات ظاهرية يخدر نفسه بها . . حين يمارس وقتها تثبيت قيم الماضي على واقعه الراهن ، تبتلع فيه القيم الايجابية وتهدم المكتسبات . . التي تحققت عن سابق – دوامة يتحكم في جوهر نظامها الدوراني مبدأ القصور الذاتي . . بإطلاق منذ اللحظة القديمة من التاريخ . . عند انزلاقه خارج مسار الزمن الطبيعي الموضوعي التطوري لإنسان الشعوب ومجتمعاتها ليسكن بزمن دوراني مفرغ على ذاته ، تصل إليه مؤثرات عصور التطور للشعوب الاخرى . . ما يوهمه بوجوده المعاصر ، بينما حقيقته تظل مغلولة للماضي وإعادة تسيده على الراهن . . دوما – اغلقت مؤرقاتك الذهنية ، ادركت اخيرا انك كنت متوهما ايضا . . أن تكون منقذا . . يمكن لك كسر قانون الدوران المغلق واعادة فتح المجتمع والانسان على المسار الطبيعي للتطور ، وتعلم يقينا أنك كلما تقدمت في العمر واكتسبت معرفة اعمق وقدرة اعلى في احداث التغيير في أي شيء او مجال . . كلما ازداد اعداد المعادين والناقمين عليك . . كلما اتسعت دوائر المحيط الاجتماعي المناوئة لك ، وازدادت اعداد المتطوعين الجهلة والمرتزقة منهم لإنهاء وجودك وذكراك . . تحت دعاوى الوطنية وثوابت المجتمع وتقاليده ، وليس بعيدا أن تغلف تلك الاتهامات بغطاء حماية الدين . . كزنديق مدنس موسوما بالكفر والمروق عن الجماعة – كثيرا ما يأتيك صوتا هامسا في ذهنك محذرا :


. . . . لن تقوى على تغيير طبيعتك في نقد كل ما تراه وكشف ما لا لا يراه الاخرون ، وهو ما يجعلك محرضا . . ما يجمع عليك الاعداء والمستهدفين لك بالسوء . . من كل صوب
. . لكنك تستطيع من خلال استجابتك . . أن تكون حذرا في كل شيء ، وأن تحسب مسبقا كل الاحتمالات للخطوة التي ستتخذها
، . . تعامل مع الناس وفق ما هم عليه وليس وفق ما تفترضهم بما تعتقد تأثير كلامك عليهم ، انهم لن يكونوا غير ما هم عليه . . حتى لو هيء لك أنه يستحبونك ما تطرحه عليهم وتدعوهم إليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا