الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستاذ عبد الكريم الناصري (1918-1966) ترجماته وجهوده اللغوية والفكرية

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 5 / 23
سيرة ذاتية


الاستاذ عبد الكريم الناصري (1918-1966) ترجماته وجهوده اللغوية والفكرية
ا. .د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في تاريخنا الثقافي العراقي شخصيات كان لها دورها في مجالات الكتابة والترجمة والنشر . ومن هؤلاء الاستاذ عبد الكريم الناصري 1918-1966 ومن حسن الحظ ان ابنته الاستاذة بثينة كتبت عن سيرته وهي تنشر له ترجمته لبعض رسائل المس كيرترود لوثيان بل Bell السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني في العراق منذ سنة 1920 حتى وفاتها ودفنها في بغداد سنة 1926 . وقد صدر ما ترجمه ضمن كتاب حمل عنوان ( خلق الملوك) عن مكتبة النهضة ببغداد 1973 .
المرحوم الاستاذ عبد الكريم الناصري ، من مواليد البصرة سنة 1918 وهو باحث ، وكاتب، وأديب، ومترجم ، أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في البصرة ، وكان من المتفوقين ، فأرسلته وزارة المعارف (التربية) في بعثة الى الجامعة الأمريكية ببيروت ليدرس الفيزياء وفي بيروت تعرف على الدكتور شارل مالك استاذ الفلسفة في تلك الجامعة والذي اصبح فيما بعد وزيرا لخارجية لبنان ، فاستهوته الدراسات اللغوية والفلسفية وعزف عن دراسة الفيزياء، فعاد الى بغداد ، خاصة وان ظروف مرضية أجبرته على العودة ، وعدم اتمام دراسته والحصول على الشهادة المطلوبة لكن ذلك لم يعقه عن المتابعة والبحث واستقاء العلم حتى آخر لحظات حياته ووفاته سنة 1966 .
شغل مناصب عديدة منها: (مدير الترجمة والأبحاث في المصرف الصناعي) ، و(مترجم لمجلة العراق الجديد الصادرة بالإنجليزية ) ، واخيرا ( مترجم أول ...في مديرية المالية العامة) . كما عمل مترجما في أكثر من صحيفة عراقية منذ سنة 1945 .. ومن الصحف التي نشر فيها ترجماته : الأهالي ، والحرية، والثورة ، والجمهورية وغيرها.
شُغف الاستاذ عبد الكريم الناصري - كما تقول ابنته - بمجالين أوقف عليهما كل جهوده : الفلسفة ، واللغة. وكان في كل منهما حر الرأي مستقله ، جريئا في عرض أفكاره، دقيق الاستقصاء، ثاقب الذكاء ، وله في اللغة نظريات مهمة لم يمهله الموت للسير فيها أشواطا بعيدة، وقدتعهدتْ ان تجمع تراثه وكل ماكتبه المنشور ، والمخطوط لتكون أبحاثه في متناول الأجيال القادمة.
أما في مجال الترجمة ، فإنه كان دقيقا ومخلصا يساعده في ذلك تمكنه من اللغتين الانكليزية والعربية. وكان أول من ترجم بعض رسائل المس بل Bell الخاصة بالعراق .
في سنة 1961 بدأ بنشر بعض ترجماته لرسائل المس بل في جريدة (الاهالي) ، وبالرغم من انه لم يترجم كافة الرسائل المتعلقة بالعراق كما فعل ذلك فيما بعد الاستاذ جعفر الخياط ، الا ان ما ترجمه يتناول جزءا مهما من تاريخ العراق المعاصر وهو تأليف الحكومة العراقية وتتويج فيصل ملكا على العراق وما رافق كل ذلك من الاحداث المهمة . وكان يحرص في اختياراته للترجمة على الرسائل التي تتناول نواحٍ سياسية وتاريخية وشخصية وهذا اتاح لنا الاطلاع على دواخل ومخاوف وآمال واخطاء وتطلعات هذه المرأة التي كانت متخصصة بالتاريخ ، وتعمل ضابطة سياسية في الاستخبارات البريطانية ومن ثم احتلت منصب السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني في العراق وكان لها دورها السياسي الفاعل
نشر الاستاذ عبد الكريم الناصري ، وترون صورته الى جانب هذه السطور ، وهو يستجم في لبنان في مجلة (الرسالة) المصرية للاستاذ احمد حسن الزيات مقالات في الفلسفة في اواخر الثلاثينات ، وبالتحديد في سنة 1939 وكان عمره آنذاك لايزيد عن ( 21 ) سنة. كما نشر في مجلة (عالم الغد) العراقية في الاربعينات من القرن الماضي، جانبا من مقالاته الفلسفية وهي تتناول سير وأفكار أشهر الفلاسفة الاوربيين.
وفي الستينات من القرن الماضي ، كان ينشر سلسلة مقالات في (الاهالي) ثم (الثورة ) بعنوان (طرائف لغوية) عن اصول وجذور الكلمات في لغات مقارنة ، ويقترح ويصحح تسميات لبعض التسميات المتداولة . من آرائه أن اللغات الإنسانية نبعت من منشأ واحد ، وأن الكلمات العربية اصلها حرفين ولهذا ينبغي ان نردها الى حرفين وليس ثلاثة حروف حسب المتعارف عليه في المعاجم.
والاستاذ عبد الكريم هو بن العلامة عبد العزيز الناصري ، نشر دراساته اللغوية وكانت له ردود كثيرة على الاب (ماري الكرملي) و(الاب مرمرجي) وتعقيبات على الشيخ عبد الله العلايلي ، وكان متفوقا في الترجمة من الانكليزية الى العربية وبالعكس الى جانب اهتماماته الأدبية . آثاره لم تجمع بعد، فهي موزعة في كثير من الصحف والمجلات لاسيما جريدة (الاهالي ) ، وجريدة (الجمهورية ) ، وردت ترجمته في عدد من الكتب والموسوعات منها الجزء الثالث من كتاب ( أعلام العراق في القرن العشرين ) .
تقول ابنته القاصة الاستاذة بثينة الناصري ان جدها السيد عبد العزيز الناصري، كان خطيبا ، وواعظا ومدرسا وقد درس على يديه الكثير من طلاب الدين في العراق والبلاد العربية. وكان شاعرا ايضا. اسمه الكامل عبد العزيز مال الله الناصري نزح من تكريت الى البصرة ، وعاش فيها، في قرية حمدان في كنف الشيخ حسين الحمداني ، وتوفي سنة 1928 ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير في البصرة. وقد جاء ذكر الشيخ عبد العزيز في كتاب ( من اعلام الفكر الاسلامي في البصرة) لعبد اللطيف الخالدي.وكان من اشقائه المعروفين الصحفي الاستاذ عبد الرزاق الناصري الذي أصدر مجلة (النشىء الجديد) في سنة 1927 ثم مجلة (الأيام) في سنة 1930 ثم توالى اصداره لصحف ومجلات منها (المناهل) و(الأنباء) . وكذلك شقيقه المرحوم الاستاذ عبد السلام الناصري ، وكان عضوا مناضلا في الحزب الشيوعي ومن القيادات العمالية ، ويعرف باسم (ابو نصير) وقد قضى شطرا كبيرا من حياته المبكرة في السجون ، وكان مسؤولا في السبعينات من القرن الماضي عن جريدة (طريق الشعب) وهي جريدة الحزب الشيوعية المركزية . وله مؤلفات حول نضال الحركة العمالية في العراق. وله الفضل الذي لاينسى في أنه جمع بعض مقالات شقيقه الاستاذ عبد الكريم الناصري رحمهما الله ، ونقل بعضها من ارشيف المكتبات بخط يده في دفاتر ، وذلك في اواخر التسعينيات من القرن الماضي .. له ترجمات عديدة منها ومن اراد التفاصيل فليزر مدونة ( طرائف الفكر واللغة) وهذه المدونة خاصة بكتابات المفكر واللغوي والمترجم والأديب العراقي عبد الكريم الناصري ومما كتبه مقالات عن سورين كيركغارد وفلسفة ديكارت وجيته والكاتب الامريكي الساخر آرت بكوالد ورابط المدونة التي نجد فيها كتاباته هو :
*http://ak-nasiri.blogspot.com/p/1918-1966.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح