الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية العراك بالايدي والتنابز بالالقاب

محمد حمد

2023 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية مختلفة لقطات غير ديمقراطية حصلت في جلسة برلمان إقليم كردستان العراق يوم الاثنين المصادف ٢٢ من الشهر الجاري. تضمنت هذه اللقطات "وصلة" من العراك بالايدي والقصف المتبادل بقناني المياه الفارغة. وقد سبق المشهد "الودّي جدا" بين ممثلي حزبي آل بارزاني وآل طالباني، صولة تحضيرية بدأت بالتنابز بالالقاب وتبادل الاتهامات التي كانت جاهزة في جعبة الطرفين منذ وقت طويل. لكنها كانت في انتظار القشة التي قصمت ظهر البرلمان. وكان المشهد برمته دليل واضح وبرهان ساطع على النموذج "النادر" لمجمل الوضع السياسي في إلاقليم.
لا املك ذرة واحدة من القناعة بأن الديمقراطية، ولو بالاسم فقط، موجودة حقا في إقليم كردستان العراق. لا اعرف من اين تاتيهم الديمقراطية؟ وكيف حصلوا عليها؟ ان من ورث السلطة والزعامة عن ابيه وجدّه لا يمكن أن يكون ديمقراطيا ابدا، حتى لو حلف مليون مرة بجميع الكتب المقدسة. وان اسوأ ما في الديمقراطية، أن وجدتْ طبعا، هو أن يجد الإنسان نفسه مضطرا، بهذا الشكل أو ذاك، على اختيار وانتخاب نفس الأشخاص الذين اكل علبهم الدهر وشرب عدة مرات !
ومعلوم, أنه لا يوجد في أي مكان في العالم، حتى في الدول العظمى، شبيه واحد لاقليم كردستان العراق، الذي سيبقى، إلى أجل غير مسمّى، حالة شاذّة ونادرة في عالم السياسة.
أن حكّام الاقليم يضحكون على عقول مواطنيهم
ويحاولون تخديرهم بالعزف على الاوتار "القومية" والعنصرية وايهام البسطاء منهم بأن الأكراد هم شعب الله المختار بعد اليهود !
فكل يوم يختلقون لهم "مناسبة" إعلامية تحرف انظارهم عن مشاكلهم الحقيقية وهمومهم اليومية. فعلى سبيل المثال، يوم للعلم الكردي ويوم للزي الكردي وآخر لميلاد ملا مصطفى البارزاني. وملجأ للكلاب السائبة (آلاف الكلاب السائبة في الاقليم!) وفندق للقطط....الخ.
وآخر "البدع" التي ابتكرها مسعود البارزاني بعد افول نجمه، هو احتفال "مهيب" وسجاد احمر وضيوف "كبار" بمناسبة افتتاح متحف اللوفر، عفوا، اقصد متحف البارزاني الذي يسمّونه "الصرح الوطني". والهدف دائما واحد وواضح وصوح الشمس: الا وهو الظهور المستمر والتحشيد الاعلامي. وتسليط الأضواء عليهم. مع جرعات مضاعفة من المبالغة و"الفخفخة" والسعي المحموم لاعلان الشان، شانهم لا غير. اما المواطن الكردي فهو آخر ما يخطر على بالهم المشغول دائما في إرضاء وكسب ودّ ماما امريكا.
وفي هذه المناسبة رايت بالصدفة مسعود البارزاني يمشي "لهوينا" على السجادة الحمراء وسط صفيّن من "حرس الشرف" وكانه نابليون عصره وبسما رك زمانه ! ياناس يا عالم يا بشر، كفاكم غرورا...كفاكم نرجسية...كفاكم نفخا كالطواوويس. كفاكم مبالغة في كل شيء !
وفي الختام، نود أن نذكّر القراء الكرام انه قبل يومين مرت 31 سنة على تاسيس برلمان اقليم كردستان العراق. فهل سمع او رأى احدكم تغييرا ملموسا بستحق الذكر حصل في الاقليم؟ وهل خرجت السلطة في هذا الاقليم عن دائرة العوائل الحاكمة منذ عقود؟
واذا اختلفوا مع بعضهم البعض وتشابكوا بالايدي وتبادلوا الاتهامات والكلمات البذيىة، فلا يعني هذا شيئا غير الطبيعة والعقلية والثقافة الرجعية المتجذرة فيهم وبُعدهم، كبعد السماء عن الأرض، عن أي شيء ديمقراطي متعارف عليه. وسوف نجدهم في يوم ما، لا سامح الله، يستخدمون الاسلحة البيضاء بدل قناني المياه الفارغة، في إدارة جلسات برلمانهم العتيد. لان جمر الخلافات المتّقد تحت الرماد لا يبشر بالخير. وان رياح التغيير التي طال أمد انتظارها، تقف على الابواب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو