الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*البوكر : -لعبة الحظ - و -تغريب- الأعمال الجديرة !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2023 / 5 / 24
الادب والفن


——

…لستُ بمجنون أو بمعقد أو بمتطرف -لما - مذ زمن و أنا أقول مرددا أن الرداءة و الانحطاط و الخراب مسّ الساحة الأدبية و الثقافية.. و لست من المغالين في موقفي من مصداقية ( الجوائز و المسابقات العالمية و العربية).. و كنتُ أقول أن أغلب الأعمال التي تمّ تكريمها في العشريتين الأخيرتين هي أعمال ليست بالضرورة أحسن منتوج إبداعي أدبي سواء ما يتعلق بجائزة نوبل أو بتلك الجوائز العربية المستحدثة ك ( كتارا ) و (البوكر ) و غيرها من المسابقات لتزكية أحسن المنجزات الفكرية الأدبية الروائية ..
-و لا يحرجني إذا قلت لكم لما اصطدم بهذه العبارة اكاد أن أنفجر بالضحك و السخرية من هوية المسابقة التسويقية ( الجائزة العالمية للرواية العربية )… و هو محاولة تسويقية منافساتية واضحة التوهّم لجعل المتلقي يعتقد أنها جائزة ( نوبل ) العربية !..
-احترازاتي و موقفي و تحفظاتي من هكذا جوائز سببه ضياع المصداقية ؛ من حيث هوية اللجان أولا ، من حيث الغموض و الكواليس التي تتم فيها هكذا تصفيات و انتقاءات و اختيارات و لن أطيل في سرد نقاط عدة متعلقة بالتحكيم و انتفاء قرائن مقنعة تفضي بمدى مصداقية التحكيم ..
-الرواية (تغريبة القافر) الفائزة بهكذا جائزة ( البوكر) لعام 2023 لصاحبها العُماني ( زهران القاسمي) استفزت بشكل محسوس الرأي العام و المتابعين للمشهد من الكتاب و المبدعين و الملاحظين .. لكن الاستفزاز لهذه المرة كان أكثر حدة من نتائج الطبعات السابقة معتبرين أن الرواية الأخيرة بعيدة كل البعد بمستواها كي تحظى بالتتويج و تنال لقب أحسن عمل روائي عربي ( عالمي بمنطق الموهومين لأنفسهم !)..و هناك من أثار قضية المحاباة و تشويه أصحاب المال ل ( نُبل) و قدر الجائزة نظريا و النّيل من شرف الأدب العربي -واقعيا - بعد هكذا تلاعب بالتقييم الحقيقي لأفضل عصارات الطرح الروائي المتوزعة من المحيط إلى الخليج !…
-نوبل أولى الجوائز مذ تأسيسها التي فقدت بريقها شيئا فشيئا نظرا لتخبطها في العشريتين الأخيرتين في كثير من القضايا الأخلاقية ناهيكم عن ضبابية آليات اختيار الأعمال الفائزة و تفرّد دول معينة في انتزاعها للجائزة !.في نوبل كمؤسسة فساد عظيم لا يعلمه العامة !..
- إذا تحدثنا عن الفساد في وطننا العربي فالأمر يبدو قدراً محتوما و لا يمكن لهكذا قطاع و مجال ( الأدب و جوائزه ) أن يسلم و ينأى عن ( جو و فضاء و سياقات متعفنة بالفساد ) التي تجثم على المشهد العام …
*هكذا وضع و هكذا مشهد مأساوي يخطئ باستمرار في اختيار -اختيارا فعليا و نزيها - للأعمال الجديرة باعتمادها كأحسن عصارات السرد الروائي العربي يدلّ للأسف على احتضار أخلاقي قبل الاحتضار الإبداعي أمام تفشي البدائل السردية المعتمدة على العبث و إثارة فتن فكرية و ايديولوجية داخل مجتمعاتنا بسبب صعود جيل من الكتاب ( ماسخ ) حتى لا أقول ممسوخ متنصّل تماما عن الأصالة و التراث و القيم و للطروحات الفلسفية العميقة لتنشئة وعي جماعي مجتمعي حقيقي صلب من شأنه رد و ردع فكريا كل ثقافة هدّامة لمجتمعاتنا !.
*و كأن الصدفة الللفظية التي جمعت بين هذه الجائزة الإماراتية العربية ( البوكر) Booker Prize و لعبة الأوراق القِمارية ( البوكر Poker ) ليست بريئة و أن ثمة علاقة ما -بضربات الحظ - أثناء المجازفة بعمل روائي أدبي و الزج به بين أيدي جهات لا نعرف عنها شيئا ، لا أصلها و لا فصلها و لا اتجاهاتها و لا شيء ما عدا أولئك الذين تربطهم ( حميميات و صداقات و وساطات و مصالح لا يعلمها إلا أصحاب ( اللعبة و التلاعب ) بقيمة الرواية العربية الحقيقية ..
-على كل فإن لعبة الحظ نجحت مع "زهران القاسمي ".. و الله أعلم إذا كان الأمر متعلق بمجرّد ( الزهر =الحظ ) أو هناك تفاصيل كواليسية مُرتّبة مسبقا يجهلها الرأي العام و الوسط الأدبي!…
*كم هو قبيح وجه عالمنا اليوم حتى في المجالات التي كنا نتوقع أن نرى فيها جمال أنفسنا و أرواحنا صار عالم الأدب بكل تفاصيله متعفنا هو الآخر و القبح و الفساد عنوانه !!.
—-
*)كاتب، مترجم، مفكر، إعلامي، مصوّر فوتوغرافي ، تشكيلي ، و مدير نشر-تحرير صحيفة ( الفيصل)، باريس .
-باريس الكبرى جنوبا
23/5/23








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع