الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يريدون تحويل دمنا إلى غبار

شوقية عروق منصور

2023 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


في عالم السياسة القوة هي التي تسيطر ، وتحت حد السيف والرصاصة والصاروخ والدبابة دائماً هناك المزارع الواسعة للجشع والطمع وسرقة الشعوب الضعيفة ، حيث يزرعون في هذه المساحات الشعارات المخادعة والكلمات الكاذبة التي تُغلف بأوراق من الوان الإنسانية المزيفة ولكن حقيقة تكون أصابع السيطرة تشد على أعناق الشعوب .
في عالم السياسة على الشعوب أن تكون يقظة وتلف حول أجسادها أحزمة من رفض الهيمنة والسيطرة، ولكن حين يدخل الضعف والفقر والمصالح الشخصية ، تكون الرسائل الموجهة للقوي بأن يدخل حتى من ثقب إبرة الاستغلال ، لا يترك ثغرة إلا ويحاول النفاذ منها .
والشعب الفلسطيني وقع تحت سياط مروضي السيرك الإسرائيلي العالمي والعربي ، وكلما حاول التمرد على السياط والقضبان والوجوه التي تستمع بشاهدة العروض ، كلما قاموا بجره إلى الخلف إلى مخازن الصمت ومطابخ القرارات بأدوات المطابخ الأمريكية والإسرائيلية والرجعية العربية ,
لا نريد فتح الذاكرة، لأن علم كيمياء الواقع الاحتلالي والاتفاقيات مع القيادة الفلسطينية من الصعب فهمها ، ولكن حين يتقن الاحتلال فن الاصطياد ، اصطياد أي حدث ونكتشف أنهم يصبون الباطون حول هذا الحدث ويشيدون حوله بنايات من الصراخ والدموع ويصبحون هم الضحايا ويفرشون ضمير العالم ويرقصون فوقه رقصة " اللاسامية والنازية " .
آخر الرقصات التي يرقصها الاحتلال تحت طاولات التذمر والعصبية والتأثر ومعاداة السامية " أغنية المغني الفلسطيني محمد عساف " أنا دمي فلسطيني " التي كتب كلماتها الشاعر الأردني " سليمان العسّاف " وقام بتلحينها الفنان الأردني وائل الشرقاوي وبثت أول مرة عام 2014 .
" على عهدي على ديني
على أرضي تلاقيني
أنا لأهلي أنا أفديهم
أنا دمي فلسطيني ...أنا دمي فلسطيني "
من يسمع ويقرأ كلمات الأغنية لا يجد فيها معاداة للسامية ، بل جميعنا نفتخر بدمنا ، والدم ليس مجرد السائل الأحمر ، إنه انتماء وجذور وعلاقات وروابط وعواطف وأحاسيس وقضايا ، ولكن حين تُستهدف هذه الأغنية " أنا دمي فلسطيني " وتقوم إحدى الشركات الفنية بحذفها تحت عدة حجج ، هنا نتساءل إلى هذا الحد وصل الأمر .. ؟؟ محاربة الأغنية ؟؟ إنهم يريدون تفريغنا من الدم ، ويضخون مكانه غبار الانحناء والخضوع و الصمت والقبول .
ماذا يتوقع الاحتلال أن تكون الأغاني ؟ بعد أن صادروا الأرض والبيوت والأطعمة والأزياء والأغاني الآن يصادرون الأحاسيس ، لقد وجدوا أن هذه الأغنية ذات الإيقاع الحماسي الراقص والتي تملأ الأجواء عزة وشموخ وكرامة وكبرياء وتدفع الشاب الفلسطيني إلى التمسك بهويته واعتزازه ، لذلك يجب منع بثها ، لعل المنع يغسل الانتماء ويرجعون إلى ثرثرة المقاهي الفارغة .
وغداً سيتدخلون ويمنعون نشيد " موطني " وغيره من الأغاني - الم يطالبوا الرئيس السادات بتغير النشيد الوطني " والله زمان يا سلامي " بنشيد " بلادي .. بلادي " .
على مر التاريخ لا يوجد من يحاول حل جداول " لورغاريتمات " السياسة الاحتلالية ، ولكن التاريخ علمنا أن قطار التحرر يتحرك ويقف في محطات .. منها محطة " أنا دمي فلسطيني " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل