الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقعة ضوء: التبول على الملك

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 5 / 25
كتابات ساخرة


(خص نص إلى هؤلاء الذين "نافشين" ريشهم متل الطواوويس)
ستدفنون وسترمون تحت التراب كأية جيفة وسينساكم الناس بعد ساعات من موتكم ولن يلتفت لكم أحد حتى أقرب المقربين وكل ما يهمهم من موتكم هو ما "سيلهطون" منكم بعد موتكم وما ستتركونه لهم من "ورثة" ومن مال بعد الممات.
المهم، بزماناته، كما يقال، كنا ومجموعة من الصحبة وليس الصحابة والعياذ بعشتار، وبعدما "فقعنا" سكرة "صميدعية" في احد مطاعم الشاطئ الأزرق المنتشرة على بحر اللاذقية الجميل، وفي تلك الأمسية الساحرة، ذهبنا للتجوال على رمال البحر والتمتع بذاك الغسق الـDusk الصيفي الهادئ الخلاب، والمنطقة كما هو معروف عند رأس ابن هاني تعج بالآثار والمتاحف الطبيعية المنتشرة بالهواء الطلق، إذ كانت، ذات يوم، وقبل اجتياح غزاة قريش (أسيادنا الدواعش) لها، ميناءً من آلاف السنين، كنا قد وصلنا في مشوارنا لمنطقة يبدو أنها كانت قرية، ظاهر فيها تقسيمات الغرف والبيوت، ورحنا نتجول في أرجائها، ونستذكر ونتحدث عن تاريخ المنطقة... هنا، وفي تلكم اللحظات من تاريخ أمّتهم الأسود المخزي المشين، دعت "الحاجة الطبيعية" (أعزكم بعل وهبل وعشتار)، أحد الأصدقاء، فانبرى جانبا للتبول لقضاء حاجته، فناداه "صحابي" جليل آخر شبه سكران من نفس "المنتخب" الوطني، رويدك وعلى رسلك يا صاحِ، ألا ترى أمامك شكل قبر فخم إذ ليس من الجائز ان تتبول عليه؟ فرد عليه: هل أنت متأكد؟ نعم. لذلك، ولأنه قبر فاخر، ونكاية، سأتبول عليه، ولو كان قبر فقير لما فعلت... فربما كان لأحد زعران وتجار أو "عرصات" ذاك الزمان "نافشي" الريش والطواويس المعروفين، وربما كان للملك نفسه أو رئيس العسس والشرطة (يعادل رئيس فرع أو مدير إدارة مخابرات بمعايير هذه الأيام) الذي كان يرعب القوم ويرهب الناس ويقض مضاجعهم ويبتزهم ويلفق لهم التهم ويقتص منهم ويسرقهم ويطاردهم ويقطع أرزاقهم، وربما كان أمير هذه المنطقة والملك نفسه صاحب العز والجاه والعظمة والجلالة والصولجان، فدعني أتبول على رأسه ورأس الذي خلفه، فأيم عشتار إن التبول عليه فرض عين على كل ملحد وملحدة ومرتد ومرتدة، فضحك الصحابة والرفاق وقهقهوا حد الاختناق، وانتظموا كتلاميذ صغار في طابور، كطابور المدرسة في الصباح، يتشوقون بلوغ دورهم ليتبولوا بنشوة ولذة وشماتة وتشف، على قبر الملك المفترض المصنوع من الرخام الفاخر والعاج...
والشيء بالشيء يذكر، فقد شهدنا تاريخنا الأسود المجيد والتليد البليد حسب الأناشيد الوطنية، علميات نبش قبور لا تنتهي بين بدو قريش (أسيادنا الغزاة الفاتحين) المتنازعين على السلطة والطامعين بالجاه والمال والنساء، وصلب لأصحابها الملك والخلفاء والأمراء وهدم أضرحة والتبول عليها والعبث بمحتوياتها، وهم أموات، وقد تكون الحكمة والعبرة تقتضي وتقول أن من ليس له قبر قد لا يتبول عليه الناس في قادم الأيام....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب