الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري

رائد الحواري

2023 / 5 / 25
الادب والفن


العقل الباطن في
"اسمي وشم ذاكرة"
عبد السلام عطاري
"اسمي وشمُ ذاكرةٍ
على ذراعِ الصّبيةِ
بحرفينِ يحرقانِ
طراوةَ الجِلْد
حرفانِ يكدحانِ
على ألْسِنةِ المراهقين
المراهقون الذين يغيبون عن المَدرسةِ
وحصصِ الدروسِ المُمِلةِ
ويُشْعِلونَ التّبغَ المَسروقَ
بين صبّارِ الحواكير
خلفَ دورةِ المياه
تحتَ سورِ المقبرة
تبغُ دُكّان الحارةِ العجوزِ
حرفانِ يطيران
ويتوارى الاسمُ
يتوارى خلفَ حزوزِ العُمرِ
وصبّارِ الانتظارِ
حرفانِ من اسمي
والأسماءُ سِيّان"
الطفولة وذكرياتها تبقى عالقة في الذاكرة رغم مرور السنين، فهي الفترة الأهم، الأجمل في الحياة، عبد السلام عطاري يتناول طفولته بطريقة لافتة، فرغم أن الفكرة واضحة إلا أن هناك مفاصل في القصيدة تجعلها متميزة.
بداية ننوه إلى أن غالبية الألفاظ في القصيدة مكونة من أربعة حروف وأكثر، وإذا ما كان هناك لفظ من ثلاثة حروف فإنه يضيف عليه أل التعريف كما هو الحال في: "الجلد، التبغ، العمر، وهذا يأخذنا إلى مكانة الماضي عند الشاعر، فهو يراه كنز ثمين فقدمه لنا بألفاظ (كبيرة)، وهنا نتجه إلى أسباب هذا الأمر وما الدوافع/ المسببات له.
أعتقد أن العقل الباطن للشاعر الذي كان حاضرا في القصيدة، فهناك إشارات تدل على أن القصيدة لم تأتي من خلال حالة وعي الشاعر بما يكتبه، بل من خلال أثر الطفولة عليه/ وما استخدامه لصيغة المثنى والجمع التي جاءت بأكثر من لفظ: "بحرفين/حرفان، يكدحان، يطيران/ المراهقين/المراهقون، حصص، الدروس، حزوز، الأسماء" إلا تأكيد للأثر الذي ما زال عالقا في العقل الباطن، كما أن وجود أل التعريف في "الصبة، المراهقين/المراهقون، المدرسة، الدروس، المسروق، الحواكير، الحارة، المقبرة، ناتج عن حرص الذاكرة على مخزونها الذي تحفظه، فيظهر هذا الحرص من خلال أل التعريف.
وهنا نطرح سؤال: لماذا لم يعرف الشاعر الذاكرة التي جاءت في فاتحة القصيدة/ "اسمي وشم ذاكرة"؟
أعتقد أن الإجابة تكمن في الفاتحة التي جاءت بوعي كامل وصفاء ذهن الشاعر، فهو بدأ القصيدة من خلال فكرة قادته إلى ماضيه، لكن بعدها، وبعد أن استخدم "وشم ذاكرة" لم يعد (يسيطر) على القصيدة وهيمنت ذاكرته على القصيدة، وكانت صيغة المثنى والجمع واستخدام أل التعريف، دلالة على هذا الأمر.
وهنا نتجه إلى الألفاظ المكررة: "اسمي/الاسم/الأسماء (مكرر اربع مرات)، حرفان/حرفين ( مكرر ثلاث مرات)" التي تخدم فكرة الإجابة على السؤال، المحور الأساسي في القصيدة هو "اسمي" وهو المحرك للذاكرة، لكن هل كان يمكن لأثر "اسمي" فقط أن يُكون/ يًوجد القصيدة ويجعلها حية وموجودة بين أيدينا؟ أعتقد لا، فلا بد من وجود أداة قادرة على تكون وصياغة القصيدة، وما الحروف: "حرفين/حرفان" إلا الوسيلة التي أوجدت/ أخرجت/ كونت القصيدة، وما تكرارها، إلا تأكيد للعلاقة المتماهية بين اسمي/الشاعر وبين الحروف/القصيدة.
وهنا نتجه إلى الألفاظ التي جاءت بأثر "حرفان": "حصص، مملة، حزوز" فتكرار الحرف في اللفظ الواحد يؤكد أن هناك ترتيب في اللاوعي جعل القصيدة منتظمة ومرتبة ومنسجمة بهذا الشكل، أختم وأقول لو جئنا بعشره من "عبد السلام عطاري" لما استطاعوا كشعراء واعون أن يأتوا بمثل هذا الترتيب والتناسق في القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان