الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وحدة نضال الشعوب الايرانية شرط اساسي لنجاح الحراك الجماهيري وتحقيق المطالب المشروعة
نشطاء عرب الاهواز التقدميين - عاتق
2023 / 5 / 25الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ردا على كلمة الكاتب والناشط الاهوازي الاستاذ يوسف بني طرف في تجمع الاتراك الآذريين في برلين
انتشر فيديو قبل ايام على مواقع السوشيال ميديا عن تجمع للاذريين الايرانيين في برلين شارك فيه عدد من النشطاء السياسيين من بينهم الاستاذ يوسف عزيزي الذي القى فيه كلمة اعلن فيها عن تضامنه ودعمه للشعب الاذري، مقدما عرضا لجوانب من تاريخ اقليم آذربايجان السياسي، وكذلك الاهواز ايضا. ان يشارك الاستاذ يوسف او غيره من النشطاء في تجمعات من هذا النوع دعما لقضايا الشعوب هو امر مطلوب، لكن ان يتم التركيز فيها على امور ونقاط تاريخية خارجة عن سياقها وفي هذه المرحلة الحساسة فهو امر عبثي في احسن الاحوال، وضار في اسوأها. ومن المؤسف ايضا ان السيد عزيزي لم يشر في كلمته الى حراك "امراة، حياة، حرية"، او يعلن تضامنه مع المواطنين والنشطاء الايرانيين وسائر القوى السياسية الايرانية، كما تجاهل ما يجري في ايران، خاصة (ولو عن غير قصد) خبر اعدام الشبان الايرانيين الثلاثة في اصفهان الذين نُقل خبر اعدامهم في نفس اليوم الذي اقيم فيه التجمع المذكور.
مزيدا على هذا، ان ما يبعث على الاستغراب هو استخدام الاستاذ يوسف ولاول مرة عبارات "استفزازية" في غير محلها بالنسبة للفرس من الايرانيين عامة بكل اتجاهاتهم السياسية، وفي هذا التوقيت بالذات، وطرحه بصريح العبارة رؤية "انفصالية" وخطاب "انعزالي" لم نعتد على سماعهما او طرحهما من قبله في السابق. من بين العبارات التي استخدمها هي "مملكة آذربايجان" و "مملكة عربستان"، و "انهم غيروها الى محافظات كي يمنعونا من اقامة دولتينا"، داعيا الى اسقاط المارد "الاستعماري" الجائر، الخ.
لسنا هنا بصدد الخوض في مناقشة قضية الشعب العربي (او الآذري) ومطالبها واهدافها واستراتيجيتها او سرد وقائع تاريخية، فهذا موضوع اخر يتطلب دراسة تحليلية منفصلة لا يتسع المجال هنا لذكرها. لكن ما يمكن قوله وباقتضاب هو ان حقوق الشعب العربي وسائر القوميات لا يمكن تحقيقها بدون التعاون والعمل المشترك مع "قوى المركز" وجميع التيارات والكتل والتنظيمات السياسية الايرانية الاخرى. فنضال الشعب العربي، في هذه المرحلة التاريخية على الاقل، غير منفصل عن نضال باقي الشعوب وهذا يشمل وبشكل خاص "الشعب الفارسي". كما ان تحقيق الحرية و الديمقراطية في ايران، والاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعوب، لا ولن يتم الا بوحدة النضال والتضامن مع جيمع هذه المكونات المذكورة اعلاه.
ما عدا هذا، فلن يكون سوى ضرب من الخيال وصرح من الوهم سينهار على رؤوس الحالمين والمروجين لهذا الخطاب الطوبائي العبثي، وسيجلب مزيدا من الويلات والمعاناة والاحباط لشعبنا العربي! وهذه حقيقة يدركها او يجب ان يدركها هؤلاء الذين يتخبطون بين اوهام السياسة والضياع في المتاهات السياسية. هناك للاسف الكثير من الاهوازيين المتواجدين في الخارج وبعصٌ يسيرٌ من اتباعهم في الداخل ممن يؤمنون ويروجون لهذا النهج والتوجهات غير الموضوعية التي لا تمت بصلة للواقع المرير الذي تعيشه جماهير شعبنا الكادحة المقهورة والمغلوبة على امرها. اذن لماذا يصر هؤلاء الاهوازيون الجالسون في الخارج على تبني هذا الخطاب الفاشل؟! ولمصلحة من؟
الا يصب هذا في مصلحة النظام؟ الا يدرك هؤلاء انهم عمليا، وبشكل مباشر او غير مباشر، يقدمون خدمة مجانية للنظام الذي يستخدم خطاب "النزعات الانفصالية" كبعبع لضرب الحركة العربية و الحراك في عموم ايران، و لطالما روج و يروج بان الحراك مدعوم من الخارج ويقوده الملكيون والانفصاليون وجميع اعداء ايران الذين يريدون تفكيك ايران وتدميرها؟ الا يدرك هؤلاء ان ترويج هذا الخطاب يضر ايضا بمصالح الاهوازيين ويشكل خطورة على حياة السجناء السياسيين والنشطاء الذين يحاول النظام ايجاد اي ذريعة ومبرر لالصاق شتى التهم المفبركة ضدهم؟
اطلعنا على رد الاستاذ يوسف، وان كان متاخرا، على الانتقادات التي وجهت اليه وخاصة من بعض الجهات و المواقع الايرانية، والذي سعى فيه الى تبرير او تعديل و توضيح ما قاله او ما كان يقصد في كلمته. لكن الضرر قد حدث فعلا. للاسف اصبح جليا للكثيرين في الدخل والخارج انه يعاني من التناقض والازدواجية في نهجه ومواقفه السياسية. فهو يضع قدما في خانة "الانفصالية" و "التحرير"، واخرى في خانة "الفدرالية" و "نيل الحقوق في اطار الدولة الايرانية". ألم يكن، أوَليس من الاجدر بالسيد يوسف عزيزي، باعتباره صاحب خبرة في المعترك السياسي وله مكانة ثقافية وادبية مرموقة بين الاهوازيين ومعروف لدى الاوساط الايرانية، ان يكون جسرا للتفاهم الثقافي والسياسي وعامل تضامن ووحدة بين كافة الشعوب دون استثناء وجميع الايرانيين بكل مكوناتهم، من اجل تحقيق اهداف الحراك الجماهيري المرحلية في ايران والمتمثلة باقامة نظام ديمقراطي تعددي يضمن حقوق كافة المواطنين والشعوب الايرانية، بدلا من ان يكون عامل فرقة وشقاق وتوتر يقوّض هذا الحراك التاريخي الذي لن ينجح الا بتكثيف جهود وطاقات كل النشطاء السياسيين والثقافيين واصحاب القلم والكلمة الحرة.
مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق)
۳ خرداد ۱۴۰۲ / 24 مايو 2023
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. جيفري ساكس: الأثرياء يقترضون بفائدة 2% والفقراء بفائدة 5% لأ
.. اللقاء الجهوي الأول لحزب التقدم والاشتراكية حول “منظومة التر
.. كايل أندرسون: كتبت عن الإصلاحات الزراعية وقت حكم جمال عبدالن
.. الريسوني: مسيرة اليوم جاءت للتضامن أيضا مع الصحفيين المستهدف
.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى