الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا

كوسلا ابشن

2023 / 5 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


الترهيب و العنف أسلوب إتخذه الإسلام لتخويف و تحذير غير المسلمين من عواقب رفض الإيديولوجية الإسلامية و الخضوع لأوامر العرب, كما أنه الأسلوب ناجع لحث الأتباع على الإستعداد الدائم للجهاد و قتال غير المسلمين. تشير سورة الأنفال (الآية 60) : "وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم". الأية هي دعوة الى تحريض العرب المسلمين على الإستعداد لقتال الآخرين من غير المسلمين, و في آيات آخرى ينتقل المحرض على الإرهاب الى المخاطبة المباشرة لغير المسلمين, لإدخال الرعب في نفوسهم مما سيلحق بهم إن رفضوا الإستسلام, وعدم الإستجابة لطاعة العرب المسلمين, وفي هذا الصدد تقول سورة الملك (الآية 6):" و للذين كفروا بربهم عذاب جهنم و بئس المصير" و في ( سورة البروج:12) يقول: "إن بطش ربك لشديد". لغة الوعد و التهديد و الترهيب أسلوب سيكولوجي يمارسه منظري الإسلام, للضغط على ضعفاء الإرادة و العزيمة بهدف إخضاع هؤلاء الأفراد و الجماعات و الشعوب الغير الإسلامية, لإرادة العرب المسلمين. في حالة فشل الترهيب النظري, حث الإسلام على الإرهاب الميداني بالجهاد ضد غير العرب المسلمين.
في حالات آخرى يستبدل الإسلام لغة الترهيب بلغة الترغيب, كقوله في (التوبة: 72) : " وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها", و يضفي على الوصف شيْ من الروعة و المتعة, في ( سورة الواقعة ):" وحور عين (22) كأمثال اللؤلؤ المكنون (23)". و يستدرك لذة الجنس, في (سورة الرحمن:74): " لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ".و يتكرر إغراء العرب بما منعهم الشرع من ممارسته (نكاح الصبيان), و بما حرمتهم منه الطبيعة ( ألذ الأطعمة), فيقول في(سورة الواقعة: 17ـ 21):" يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ". الحرمان الدنيوي الواقعي, خاصة للفقراء, عوضته الأفكار المثالية بالجنة الآخروية المتخيلة.
الإغراء و الترهيب, أسلوب سيكولوجي, إنتهجه منظري الإسلام للتأثير على المخاطبين لإذكاء نزعة الخوف و الآمال في نفوسهم و تسهيل إستقطابهم الى إعتناق الإيديولوجية الإسلامية. لقد لعبت سيكولوجية الترهيب و الإغراء دورا كبيرا في عملية الدعوة الى الجهاد, التي سيكون فيها نصيبا للمسلمين الفقراء من الغنائم الدنيوية قبل الآخروية, ففي حالة الإنتصار يكافئ بالغنيمة المسلوبة من حلال الآخرين, و في حالة "الإستشهاد" يكافئ بالجنة و ما أدراكما الجنة تتوفر على كل ما حرم منه الإعراب في بلادهم الجرداء. في كلا الحالتين فالأعرابي هو الرابح, ( إما الغنائم الدنيوية و إما الغنائم الآخروية).
هذه الترسانة من الأفكار الإرهابية و التحريضية على إبادة غير المنتميين الى الحقل العربي الإسلامي, قسمت الأرض العامرة الى عالمين متناقضين , عالم عربي إسلامي ( دار الإسلام) و عالم الشعوب (دار الحرب), ما يدل على بلورة نظرية التمييز العنصري عند الأعراب. هذه الأطروحة العنصرية أدت الى الحروب الإستعمارية التي خاضها الأعراب لإحتلال أوطان الشعوب في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. الشعوب التي جعلتها هزيمتها غنيمة حرب, و كانت نتيجتها مصادرة العرب حريتها و إستقلاليتها و حقوقها, كما صادر العرب جغرافيتها و ثقافتها و لغتها و غيروا هويتها القومية الى هوية عروبية زائفة. لا شك أن الإسلام لعب دورا كبيرا في تعريب شعوب الأوطان المحتلة في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا, و هذا ما أشار إليه ابن تيمية في تعريب اللسان و الأسماء, كما حث الإسلام على مصادرة أوطان الشعوب المحتلة, ما تثبته التعاليم المحمدية:" وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" (الاحزاب: 27).
عالمية الإسلام إدعاء باطل, فقد أخذت في فترة متأخرة من أدبيات المسيحية, و هي ليس إلا مغالطة إيديولوجية لإستقطاب الشعوب الغير العربية, إلا أن هذا التحول المخادع في النحى العالمي, برهنت الغزوات الأعرابية الإسلامية عكس الإدعاء, و بقى جوهره عرقي إرهابي. عرقية الإسلام واضحة في أطروحته, بقوله : "وكذلك أوحينا إليك قرأنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها"(سورة الشورى: 5), أو قوله:"وكذلك أنزلناه حكماً عربيا " (سورة الرعد: 38)". الخطاب موجه أساسا للعنصر العربي لا لغيرهم. و ما يعزز عرقية الإسلام, ما أكده الطبراني في (المعجم الأوسط) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسما، وقسم العجم قسما، وكانت خيرة الله في العرب". هذا التقسيم لتمييز و تفضيل العرب عن غيرهم, هو تمييز عرقي. تفضيل العرب عن الشعوب الآخرى, هي دعوة الى تعريب الشعوب. و ما أثبته ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) (1, 419): " أن جنس العرب أفضل من جنس العجم, عبرانيهم وسريانيهم, روميهم وفرسيهم وغيرهم", أو ما ذكره عن محمد, بقوله : قال رسول الله: "إن الرب واحد, والأب واحد, والدين واحد, وإن العربيةَ ليست لأحدكم بأب ولا أم, إنما هي لسان, فمن تكلم بالعربية فهو عربي, وهذا الحديث ضعيف, لكن معناه ليس ببعيد. بل هو صحيح من بعض الوجوه. ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلها رومية وقبطية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلها فارسية. وأرض المغرب ولغة أهلها بربرية, عودوا أهل هذه البلاد اللغة العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم. وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللُغة العربية, واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم, وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم. وَلا ريب أن هذا مكروه" "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/207).و عنه كذلك قوله:"اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب, وأن قراءة القرآن و الصلاة لا تجوزان إلا باللغة العربية, كما أن المسلم لا يكون مسلما حقيقيا, إلا إن حمل أسما عربيا" (اقتضاء الصراط المستقيم). هذا التمييز و الأفضلية للعرب و اللغة العربية, هو تمييز عرقي, و دعوة الى تعريب الشعوب الآخرى و تغيير هويتها الإجتماعية و الثقافية و اللغوية لتتمكن من التحول الى ميزة التفضيل و الإرتقاء الى (خير أمة أخرجت للناس).
قدم منظري الإسلام تعاليمهم المثالية المفضلة للعرق العربي, في قالب من المخاوف و الرغبات تتحكم فيهما قوة خارقة غير مادية و غير مرئية, ترعب الضعفاء الى حد الإمتثال لهذه التعاليم الخارقة و الإرهابية العنفية من دون موانع و مقاومة, و من دون إدراك لنتائج هذه التعاليم المدمرة لإستقلالية و حرية هؤلاء الضعفاء. بسبب سيكولوجية الضعف و الخوف من المجهول المتافيزيقي, كسبت الإيديولوجية المثالية و الإرهابية الإسلامية, قوة التأثير في المجتمعات التقليدية المتخلفة.
الاسلام هو المعتقد الإيديولوجي الوحيد, الذي خدم قوم معين و لغة محددة (العرب و اللغة العربية), و دافع عن غزوات الأعراب و عن النظام العربي الاستعماري, كما دافع عن أحكام التعريب اللساني و التحول الهوياتي, (تغيير الهوية الأصلية الى الهوية العروبية الإستعمارية).
أدرك الأمازيغ بعد الغزو الأعرابي, و ما نتج عنه من آبادة و نهب و سبي, أن الإسلام هو إيديولوجية الإضطهاد السياسي والإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي و اللغوي, ولهذا إرتدوا عن الإسلام 12 مرة, كما ذكر ابن خلدون: "قال ابن زيد: أن البربر إرتدوا عن الاسلام, بإفريقية والمغرب اثنتي عشرة مرة".
نتيجة لما تعرض له الشعب من القهر و الإضطهاد و الإحتقار و الإذلال تحت نير الإستعمار العرو-اسلامي, قام الأمازيغ البرغواطيون بإشعال الثورة القومية التحررية. و نتيجة الإنتصار, طرد الأمازيغ من أرضهم الأستعمار العربي سنة 742 م. لكن الثورة تهاونة في طرد الإيديولوجية الإسلامية العرقية و الإرهابية من بلاد الأمازيغ, رغم المحاولة الخاطئة التي قامت على أساس إنتاج خليط عقائدي جديد, لكن دون القطيعة الإبستمولوجية مع الإيديولوجية الإسلامية, ما أمكن لإستمرارية الإسلام. كان لهذا الفشل, عواقب و خيمة أدت الى إعادة إنتاج الإيديولوجية التدميرية, القائمة على الإستلاب الثقافي و اللغوي و الإغتراب الذاتي, كما هي أداة الإستبداد و الإرهاب.
قامت الدولة المرابطية بالإستفادة من الإسلام, الذي أصبح إيديولوجية السلطة السياسية. كرس المرابطون الوعي الإسلامي الرجعي في أوساط الشعب الأمازيغي (أغلبيته من الأميين), لتنويم الشعب, بهدف منع إنتفاضات الفلاحين و تمرد المعارضين للسلطة. و لم يخدم هذا الوعي المغلوط, إلا المصالح الإقتصادية و الإجتماعية للسلطة السياسية و دمر المقومات الثقافية و اللغوية للجماعات الدونية في المجتمع الإمازيغي.
و عن تعريب البربر, يقول ابن خلدون:" الانتساب الى حمير للترفع عن النسب البربري لما يرونهم في هذا العهد خولا وعبيدا للجباية وعوامل الخراج". و يقول غابرييل كامبس: " إن اللغة البربرية التي كانت لها من قبل ذلك الإنتشار الواسع قد صارت مع مضي القرون الى التراجع أمام اللغة العربية, لكن هذا التعريب اللغوي, الذي ساعد عليه دخول الاسلام الى شمال افريقيا و الصحراء, وقد صاحبه ابتداء من القرن 11 تعريب إجتماعي وثقافي, أدى الى تذويب حقيقي لغالبية سكان الدول المغاربية, ولقد كان تذويبا هائلا الى درجة أن سكان بعض هذه البلدان مثل تونس و ليبيا, أصبح السواد الأعظم منهم يقولون و يعتقدون أنهم عرب, فهم لذلك يعدون في العرب والحقيقة أن القلة القليلة منهم من يجري في عروقهم شئ من الدم العربي" (البربر ذاكرة و هوية, ص. 46). التذويب الإجتماعي و الثقافي الحقيقي لم يبدأ مع الإستعمار الأموي و لا مع غزوة بني هلال و بني السليم القليل العدد, بحيث لم يكن يتعدى عددهما 100 ألف نسمة, قتل معظمهم في حروبهم العدوانية, و لم يبقى منهم إلا القليل جدا. لا يمكن أن يؤثر 100 ألف أو ربما بعض الألاف القليلة جدا, في ساكنة خمس دول تعدد الملايين. التعريب الجدي في بلاد الأمازيغ, حصل في فترة الإستعمار الفرنسي.
سيكولوجية الدونية عند بعض القبائل, وخاصة القبائل الزناتية والصنهاجية أدى الى تهافتها على تعريب هويتها لنيل "شرف" النسب العربي, وهذا ما كان ليتم لولا الإستلاب الإيديولوجي الإسلامي. في هذا الصدد يورد ابن خلدون في (المقدمة), ص.133 قوله:"أن فقهاء الدولة الزيانية أتوا مرة إلى مؤسسها إغمراسن بن زيان، والذي لم يكن يعرف اللغة العربية جيدا وكانت شؤون الحكم تتم باللغتين العربية والأمازيغية، فاقترحوا عليه كتابة تاريخه بحيث ينسب إلى قريش. ورد عليهم: أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب وأما نفعهما في الآخرة فمردود الى الله وعرض عن التقرب اليهما بذلك ". هذا التعريب المحدود كان إختياريا في الظاهر, لكن جوهره قهري مارسه الترهيب الإسلامي.
عملية التعريب اللساني و الهوياتي المحدود أنذاك لم تأخذ صبغة دولتية, لم يكن لهذا التحول الإجتماعي قابلية لتغيير هوية الدولة الأمازيغية, فقد حافضت بلاد الأمازيغ (تمازغا) عن هويتها الأمازيغية, بطبيعة حكمها المحلي, و إستقلاليتها عن الأنظمة الإستعمارية. لكن مع فترة إخضاع تمازغا للإستعمار الأوروبي, سيغير ميزان القوى لصالح الأجنبي, و سيتمخض عنه بروز تصورات سياسية و إيديولوجية جديدة مغلوطة هدفها النيل من الهوية الأمازيغية لبلاد الأمازيغ (تمازغا), لصناعة هوية زائفة (العروبة), قابلة لخدمة الإستعمار الأوروبي. هكذا صنع المشروع الهوياتي العروبي الزائف في مختبر المخابرات الفرنسية بباريس. بإنتهاء وظيفة الإستعمار المتمثلة في آبادة البندقية الأمازيغية, تركت فرنسا وظيفة إستكمال مشروع التحول الهوياتي لعملائها العروبيين.
يقول المجرم العروبي, علال الفاشي في تجمع لشباب زاويته (الإستقلال) سنة 1965 :" قضية العربية في المغرب قضية مزمنة والحق يقال, فهي ليست بنت اليوم ولا ناشئة عن أثر الاستعمار في وطننا, ولكنها في الأصل ناشئة عن تقصير أجدادنا العرب في إكمال مهمة التعريب في المغرب. قلت إن مشكلة العربية في بلادنا مزمنة, وأعنى بذلك أن التعريب الذي بدأه أجدادنا لم يتم في هذا الوطن... وهذا على عكس ما انتهى إليه الأمر في كل من تونس وليبيا والبلاد المشرقية ...". عن مجلة (اللسان العربي). بإعتراف أحد قادة المذهب العرقي العروبي في بلاد الأمازيغ, أن هذه البلاد ليست عربية و شعبها غير عربي, و أن عملية التعريب لم تكتمل بعد, و برء الفاشي دولة الحماية الفرنسية من عرقلة التعريب. لكن الفاشي لم تكن له الجرأة للإعتراف بدور الحماية الفرنسية في صناعة دولة العروبة. نجاح المشروع الاستعماري في صناعة الكيان السياسي الدولتي العروبي, أدى الى إستلاء النخبة الخيانية على الحكم في بلاد الأمازيغ, و بالتالي إستكمال إستراتيجية تعريب الدولة و مؤسساتها و تعريب الشعب و تزييف التاريخ. بدعم الغرب الإمبريالي إستطاعت قوة الكولونيالية الجديدة, تحويل هوية الدولة الأمازيغية الى هوية مزيفة عروبية إستعمارية.
نمو الوعي القومي, و بروز الخطاب التحرري السيادي و دينامية الحركة الأمازيغية المناضلة من أجل حقوق الشعب الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية, سيجبر الكولونيالية العروبية بالتراجع التكتيكي عن تخفيف سياسة التمييز العنصري و الإستبداد المطلق, لكن هذا التراجع النسبي كونه ورقي أكثر منه واقعي عملي, و البدء ببعض التنازلات الورقية لصالح الشعب الأمازيغي, لكن دون المساس بالثوابت الإستعمار الإستطاني (عروبة الدولة).
نمو الوعي القومي التحرري الأمازيغي, مرتبط بالفلسفة الحداثية العلمانية و مرتبط بالأفكار التحررية المستوحات من تاريخنا المجيد و بطولات أجدادنا البواسل. نحن هنا مناضلون من أجل حقنا الطبيعي في أرضنا, لا نبالي بالتصورات الكولونيالية الكرتونية للقضية الأمازيغية. لا تراجع عن النضال التحرري السيادي, رغم سياسة القمع الممنهج و تكميم الأفواه, فأرضنا حبلى بالثوار لا تفنيهم آلة التعريب الإستعمارية و لا ترهبهم الإيديولوجية الإسلامية الميتافيزيقية.
الشباب الأمازيغي الوعي بقضيته العادلة, سائر على درب النضال التحرري ضد الإستعمار العروبي, لا تهربهم الإيديولوجية الإسلامية الإرهابية و لا تفنيهم سياسة التعريب التخريبية و اللاإنسانية, القائمة على تغيير هويات الشعوب الى هوية عروبية زائفة, إنسجاما مع فكرة الوحدة القومية القاهرة, بمضمونها العرقي, لتحقيق إستكمال إذابة هويات الشعوب الأوطان المحتلة, و إعادة حلم بناء الإمبراطورية العربية, و هو مشروع كل التنظيمات العروبية في الشرق الأوسط و شمال افريقيا.
عانت التيارات القومية العروبية بمختلف ألوانها الإيديولوجية و السياسية خاصة في بلاد الأمازيغ بعد الإطاحة بالبعثية و القدافية, و تسارع نمو الوعي القومي التحرري الأمازيغي, أدى هذين العاملين من جهة الى أزمة الفكر القومي القاهر, و من جهة آخرى أدى الى فضح سياسة العروبة الإستعمارية القائمة على التمييز العنصري و الآبادة الهوياتية. إنعاش البعثية السورية مؤخرا, و ضخ التمويل المالي للجماعات العرقية الإرتزاقية المستقرة في بلاد الأمازيغ لإعادة هيكلتها و نشاطها العنصري الإيديولوجي و السياسي, مع دخول السلطات السياسية بالمنطقة بقوة و كثافة في معركة تصفية الحركة الأمازيغية المناضلة و محو الفكر القومي الأمازيغي التحرري, من خلال سياستها المزدوجة المعتمدة على الإستبداد تارة و تارة آخرى بالتنازل عن بعض المطالب الأمازيغية المحفوظة في اللوح المحفوظ. إنتعاشة النزعة العرقية الإستعمارية بعد أزمتها و ركونها المؤقت, و عودتها الى ممارستها السابقة لن ترهيب و لن تفني حركية النضال التحرري الأمازيغي. فالصراع سيحتدم في المستقبل بين قوة الحق الأمازيغي المطالب بحقوقه الطبيعية في بلاده, و قوى الإستعمار الذي يمتلك و سائل التمويل و أداة القمع و أدوات تشويه الوعي عند الشعب, و أخطرها إعادة تحويل الصراع الى شكله اللاهوتي, بين الله و الكفار الأمازيغ لتنتعش من جديد خطب فقهاء المساجد و خطابات شيوخ الزوايا السياسية. الإسلام لعب دائما دوره الرجعي في خدمة سياسة النزعة العرقية العربية و حرمان الشعب الأمازيغي من حقوقه القومية و سيستمر في نفس الوظيفة بمد عنصر القوة للنظام الى أن يتم طرد العرقية العروبية من بلاد الأمازيغ.
الإسلام لن يرهبنا و التعريب لن يفنينا, هو شعار المرحلة الحالية في الصراع ضد النظام الكولونيالي العروبي (الاستعمار لا يسقط بالتقادم ), و شعار في النضال ضد النزعة العرقية القاهرة, و ضد الإضطهاد القومي و الإجتماعي.
كوسلاابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصل الاسلام
على سالم ( 2023 / 5 / 28 - 04:42 )
منذ قديم الازل والاسلام البدوى الصحراوى يرهب الناس وينغص عليهم حياتهم , يعنى تجد المسلم دائما يعيش تحت التهديد والوعيد والرعب والمكائد والمؤامرات , الاشكاليه هنا فى قداسه الاسلام المشكوك فى امرها والتى يصوروها للسذج على انه دين سماوى , لكن الحقيقه يجب ان تظهر فى يوم ما , نظام الحكم الاسلامى نظام همجى بربرى متوحش والواجب علينا جميعا فضحه للعالم