الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الروح ضد ثروة القتل (6)

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2023 / 5 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هي الغرائز والحواس الأولى والبدائية حتى كل ما وصل إليه الوعي الإنساني ظلت وتظل المسئول عن تشكيل هذا الوعي وتجلياته على الأرض وما آلت وتؤول إليه البشرية من صراعات وحضارات وإبداعات وإخفاقات فقد يكون من اكتشف الديناميت أراد له فعلا أن يخدم البشرية ويسهل لها كثيرا من الجهد والوقت والتعب ويمنحها فرصا للتقدم الى الأمام بسرعة اكبر ولم يحلم عباس ابن فرناس بالطيران ليذهب الى البلاد البعيدة ليلقي عليهم حمم الموت بل قد يكون اقصى ما حلم ب هان يرى منظر الارض من أعلى ا وان يقصر على نفسه تعب الطريق والتواءاتها بالذهاب بأسرع طريق مستقيم بين نقطتين ومع هذا وجد كلاهما من اخترع الديناميت ومن جاء بعد ابن فرناس ونجح في الطيران نفسيهما وإبداعاتهما تستخدم بأبشع ما يمكن من اذى ودمار وصولا الى قيام الطائرات بقصف مدن يابانية بالقنبلة الذرية واكثر واكثر حتى يومنا هذا فمن اخترع بندقية الصيد كان يريد لنفسه اداة تسهل عليه الحصول على قوت يومه لا ان يقتل من اختلف معه في الراي من البشر.
الذي ابدع في اختراع الروبوت ومنظومة الذكاء الاصطناعي اراد لها ان تكون اداة رخاء ورفاهية للبشر بينما استطاع جشع الرأسماليين ان يستفيد منها اولا لزيادة خزائن ماله وتكديس كل ما يمكن منه والاستغناء عن الايدي العاملة والالقاء بها في مهب الريح لتبحث عن قوت يومها وبالتالي بات من اخترع الروبوت كمن منح سيده سكينا ليذبحه ويذبح أسرته.
" قالت دراسة حديثة ان الروبوتات قد تهدد اكثر من 85 مليون وظيفة في شركات متوسطة وكبيرة الحجم خلال السنوات الخمس المقبلة فيما يسرع وباء كوفيد-19 التغيرات في مكان العمل الأمر الذي يؤدي على الأرجح إلى تفاقم الأوضاعع".
وحسب دراسة نشرتها وكالة رويتر للأنباء " انه بأجرأ مسح على ما يصل إلى 300 شركة عالمية، فان المديرين التنفيذيين في 4 من كل 5 شركات يسرعون الخطط من أجل «رقمنة العمل»، ويطبقون تقنيات جديدة ويبددون مكاسب التوظيف التي حدثت منذ الأزمة المالية في عامي 2007-2008.وقالت سعدية زهيدي، المديرة الإدارية للمنتدى الاقتصادي العالمي، المسئول عن الدراسة «سرعت جائحة كوفيد-19 الانتقال إلى مستقبل العمل».ووجدت الدراسة أن العمال الذين سيحتفظون بأدوارهم في السنوات الخمس المقبلة سيتعين على نصفهم تعلم مهارات جديدة، وأنه بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل أعمالهم بالتساوي بين البشر والآلات ".
أشارت عديد المواقع الى ان هناك شركات تخطط لتقسيم العمل بين البشر والروبوت ومنها شركة الاتصالات بريتيش تيليكوم في بريطانيا التي تخطط " لتخفيض قوتها العاملة بنسبة تصل إلى اثنين وأربعين في المئة بحلول عام 2030، بعد استكمال الشركة تحولها إلى تقنية الألياف البصرية.
وذكرت "BT" بعد إعلانها عن نتائجها السنوية أن قوتها العاملة ستنخفض إلى ما بين 75 ألفا و90 ألف موظف بحلول عام 2030 مقارنة مع 130 ألف موظف حاليا وتستهدف الشركة توفير 3.7 مليار دولار سنويا بنهاية عام 2025 مقارنة بأرقام عام 2020.
وتسعى الشركة الى ترقية شبكتها الوطنية القائمة على ألياف النحاس إلى اتصالات الألياف البصرية عالية السرعة". وقد أعلنت شركة امازون عن نيتها الاستغناء عن 18 ألف موظف ومايكروسوفت عن 11 ألف موظف وهكذا ومع ان البطالة هي المشكلة الاكبر لدى حكومات العالم إلا ان أصحاب رؤوس الأموال لا يفكرون إلا بحجم الأرباح ولا يلتفتون الى قيمة الإنسان وأهميته وكونه نقطة ارتكاز الارض الأولى وقد يكون من السهل على حكومات الدول الغربية التعاطي مع الأمر عبر صناديقها وأشكال الضمان الاجتماعي إلا ان الكارثة ستقع في البلدان المتخلفة والفقيرة التي ستصبح الأكثر فقرا وعوزا وبالتالي ستجد نفسها رهينة لإرادة حكومات الدول الكبرى ومسرحا للعنف والموت وكل الأشكال وأنماط الجريمة وما يرافقها من خراب إنساني ومادي.
ومن هنا يظل السؤال الأصعب أين هي اذن الحواس الارقى والغرائز الارقى من الغرائز والحواس الحيوانية إذا كانت تقود البشرية الى نفس النتائج فتصير حاسة الشم تبحث عن رائحة البارود لا رائحة الورد وطعم الدم لا طعم الحلوى ولون الدم لا زرقة السماء الصافية وصوت الرصاص لا صوت الموسيقى ونداء الموت لا نداء الخير وبتسارع يساوي تسارع عصر ثورة الذكاء الاصطناعي ستصبح أزمة البشرية في البلدان الفقيرة هي القوت لا الرفاهية وسيكون الموت هي الهدية الوحيدة الممكنة من قبل أصحاب مصانع السلاح وبالتالي سيتكاتف كل الشريرين كالعادة فيستغني صاحب مصنع السكاكر عن عماله وحتى لا يصبحوا عالة عليه يتقدم صاحب مصنع السلاح ببضاعته ليتخلص منهم عبر مشاركة الساسة وأتباعهم من أصحاب أدمغة التأجير التمويلي الذين سيصنعون ألف فتنة وفتنة ويغلفونها بألف غلاف وغلاف ليبيعوا سلاح أسيادهم لعامة الناس الذين يصدقون الكاذبين وبائعي الكذب بأشكال براقة بهدف قتل أخوتهم في الإنسانية وخصوصا أولئك الذين يصدقون كذبهم المعسول والمزخرف بأجمل الزخارف.
مرة اخرى ان من يقدم غلافا فكريا للقتل ومن يغلف سلاح رأس المال بغلاف المبادئ والقيم كم يجاهر بالدعوة للقتل في سبيل ترسيخ الديمقراطية فيجري احتلال العراق وتدميره وقتل ناسه بكل الأشكال تحت ستار إشاعة الديمقراطية وتحقيقها فيضيع البلد ويتمزق ويجري نهب ثرواته علنا وعلى رؤوس الأشهاد بينما يتوه الناس لاجئين من اغني بلد الى بقاع الارض باحثين عن خبز او يموتون جوعا في ارض الرافدين ارض الثروات التي لا تنضب ولكنها صارت ملك غزاة الديمقراطية لا ملك ناسها وبمساعدة ساسة وكتاب ومفكرين وإعلاميين يباعون ويشترون كقطع البامبرز.
صحيح ان الجندي الذي يحمل السلاح ويطلق الرصاص ويقتل يظهر في الصورة على انه سيد الجريمة لكن اخطر المجرمين أولئك الذين يجدون صيغا فكرية جمالية ويعظمون من مهمة القاتل حتى يصدق ان القتل هنا للخير وانه بممارسة القتل إنما يحمي البشرية من الشر وليس العكس فجريمة من صاغ فكرة القتل هي الجريمة الأولى قبل من استخدمه لصياغتها ومن قام بتنفيذها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة