الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟

داود البصري

2003 / 6 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


   

منذ ان سقط هبل البعث البائد صدام وزمرته الفاشية ، وتجمع الفاشيين والمحبطين العرب في وجوم وحزن وهلع شديد تفوق على كل مراحل الهزائم في تاريخ العروبة الحديث ؟ هلع عبر عن نفسه من خلال التداعيات المرصودة وإنقلاب المواقف السياسية ، وإنكفاء الخطوط الدفاعية السابقة والممولة للنظام الصدامي المنهار ، وعبر عن نفسه أكثر بتجمع كل قوى الظلام والتخلف والحقد للنيل من الشعب العراقي الحر الذي أعطى الإستفتاء الحقيقي لقيمة صدام ونظامه من خلال ذلك ( النعال ) التاريخي الذي إستفز بعض المرضى والمعوقين الفكريين من جماعات الإنحطاط السياسي العربي ، وقائمة هؤلاء طويلة ولاتنتهي بسهولة رغم أنهم يعيشون اليوم وأياديهم على قلوبهم خوفا من فضائح الأيام القادمة وما ستكشفه الوثائق السرية والإستخبارية للنظام الهارب ، ولعل البداية الظريفة كانت في قناة الجزيرة وإنقلابها الأبيض على مديرها السابق محمد جاسم العلي الذي كان الضحية الأولى للعلاقة المحرمة مع صدام وزمرته رغم أن أحد الإخوة القطريين قد أرسل لي رسالة يؤكد فيها وبأغلظ الإيمان من أن العلي قد أبعد عن منصبه لطول فترة بقائه فيه حوالي ستة أعوام وليست لأسباب أخرى؟؟ ثم إختتم رسالته بوصف ماأكتبه لايعدو أن يكون سوى فقاعات هواء لاقيمة لها؟ وأنا أقول له أن ينقل لصديقه المدير الذي كان عبارة : ياجبل مايهزك ريح ؟ وأن يتذكر ليالي دبي الساحرة مع الوزير الصدامي المقبوض عليه حاليا محمد مهدي صالح ( وزير التجارة والعمولات ) فعنده الخبر اليقين ...؟ ثم أن مثل الجزيرة بملاليها السافرين من أمثال علوني وماهر عبدالله وغيرهم من فرسان الإعلام لايحتاجون لأدلة موثقة؟ أتعلمون لماذا ؟ لأن خطهم الإعلامي يقول : لو أن بغلة عثرت في الرياض السعودية أو الجهراء الكويتية لسلطوا عليها الأضواء متهمين السلطات هناك بأبشع الإتهامات ؟ ولكن مجازر العراقيين الجماعية البشعة تظل وجهة نظر وأحداث تحتمل التأويل والمقارنة وحتى النكران وإتهام الآخرين بجريرتها ؟ ألم يؤكد الجزيريون من أن ضحايا المقابر هم من الجنود الإيرانيين ؟ أو لربما كانوا من الجنود الهنود الذين جاءوا مع الإنجليز لإحتلال العراق في الحرب العالمية الأولى ؟ ليس هذا فقط بل أن أحد فرسان الجزيرة من أحباب الدكتور العبقري الهارب وباقر علوم الأولين والآخرين سكرتير صدام عبد حمود حميد! قد أتاح المجال للرفيق الفلسطيني بيوض التميمي أن يبيض على الهواء مباشرة وأن يفقس بأكاذيب طائفية منحطة ومريضة تتجاوز الكفر والتجديف وتتعداه لأنه قد أصاب الكرامة الوطنية العراقية في مقتل محاولا زرع الفتنة ونثر بذور الموت في الوسط العراقي الحر ولكن هيهات أن يتم لهم ذلك خصوصا وأن العراقيين وعبر تاريخهم الطويل المشترك لم يقعوا ضحية لأحقاد الآخرين ، بل ظلوا على الدوام رمزا من رموز التعايش الحضاري والتسامح المذهبي والديني وزمر من شاكلة بن لادن وبقية قطعان التكفير لاخصبة صالحة لنموها في عراق الأحرار ؟ ، واليوم يتمخض الوضع العراقي عن تحديات جديدة تمثلها بعض الزمر من العصابات الفاشية المتدثرة برداء العروبة الفضفاض والتي تحاول زعزعة محاولات القوى الوطنية العراقية الرامية للخروج من الوضع الشاذ الحالي والإسراع بتشكيل الحكومة الوطنية الحرة التي وحدها تستطيع التخلص من جميع إفرازات العهد الصدامي البائد وإعادة الروح للجسد العراقي المنهك بحروب ومصائب العقود الثلاث الماضيات ، مستغلين حالة الفوضى السائدة وسهولة الدخول للعمق العراقي لتنفيذ الأهداف الشيطانية التي فشل النظام الصدامي البائد في تحقيقها وأهمها تدمير العراق تدميرا شاملا وفقا للتعهدات الرئاسية السابقة!! ولعلنا لاحظنا في الآونة الأخيرة إزدياد وتيرة التوتر في بعض النقاط المسجلة تاريخيا في خانة الولاء العشائري للنظام السابق والتي لاتهدد بالتوسع لتشمل العراق فذلك مستحيل لمحدودية تلكم القوى ولكنها تساهم في الإزعاج وفرملة الجهود الوطنية الهادفة للخروج السريع من المأزق الراهن ، واليوم يحاولون إدامة العبث عبر فرق الموت والتخريب المرسلة من تلك الدولة أو غيرها ؟ وهم جماعات معروفة وواجهات معروفة وبأهداف معروفة ، ولعل قضية سفارة عرفات في بغداد تشكل جزءا بسيطا من حجم التواصل والإمداد التخريبي ، وبؤر النظام السابق لم تزل تعمل في الخفاء لتدافع عن رؤوسها التي تطايرت وأحلامها التي تلاشت ولتمني النفس بعودة مستحيلة للماضي ، فالماضي لايعود ومجموعة من العمليات التخريبية لن تقلب المعادلة ولكنها ستعجل بقطف رؤوس وقواعد الفاشية والحقد ... لقد قدر للعراق للأسف أن يكون مختبرا ميدانيا للجماعات الفاشلة سياسيا خصوصا من فئات القوميين المتعصبين أو الموديلات الجديدة من الأصوليين الدينيين المتشددين ، ففي الحرب العالمية الثانية وفي أدق مراحلها ورطوا الشعب العراقي بالوقوف لجانب المعسكر النازي المهزوم مما أدى بالمحصلة لإحتلال بريطاني ثاني للعراق وخسائر بشرية وإجتماعية كبيرة ، واليوم يحاول الفاشلون الزج بالشعب العراقي المنهك في صراع عقيم لاجدوى منه تحت طائلة الشعارات السقيمة إياها متجاوزين هدف الحكومة الوطنية العاجلة التي يعمل كل المخلصين من أجل إقرارها للإسراع بإنهاء الإحتلال وقيام العراق الدستوري الحر الجديد ... يقينا أن التحدي عظيم وكبير ، والأكثر يقينا من أن عصابات الفاشية القومية والأصولية ستنهار كما أنهار القائد الضرورة الذي تحول لبائع طماطم متخفي بعد أن كان سيف العرب...؟.

ولاعزاء للقتلة والمنحرفين.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ