الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغضبي وتمردي

عماد الطيب
كاتب

2023 / 5 / 26
الادب والفن


قالت له بعد تفكير وتمعن في الامر .. لماذا قطعت التواصل معي على الرغم من حبك الشديد لي ؟
قلت لها : تمعني بكلماتك الاخيرة وستعرفين ان كبريائي حتم عليه التوقف عن الكتابة ..
قالت .. هي كلمات في لحظة غضب واعرف انك تتحمل غضبي وثورتي عليك .. فقدت اعتدت الامر .
قلت لها .. لم يكن المرة الاولى فقد اخذت محادثاتنا طابع المناوشات والمبارزة بالكلمات . وحاولت ان امتص هذا العنفوان من الغضب الذي في داخلك . واسكت لكي اهديء من روعك .. وكم من المرات اقول افهمي قصدي من الكلام ولاتسيئي الظن بي .
قالت .. اعترف اني كنت متسرعة
قلت لها .. انا دائما في موقف المسامح والكريم . واظل اسامح ولكنه كبرياء الرجل ياامرأة حين يستقيظ .. يضحي بكل حياته ولايمس بشيء من كبريائه .. امامك رجل يحمل معاني سامية اظهري حسن النية ولاتجادليه في كلماته لانها لاتسيء لك ويعرف ماذا يكتب .
نظرت لها كان تعب السنين قد بان على ملامحها الجميلة والامراض اخذت منها مأخذا .. هي بحاجة الى يدا حنونة تطبطب على كتفها .. وكأنها تحن الى ايام طفولتها وابيها الذي كان يدللها ويعشقها دون اخواتها واخوتها .. واعتادت ان يطبع قبلة على رأسها الجميل حين يصبح وحين يمسي .. انها تبقى طفلة مهما كبرت .. ومن واجبي الا اقسو عليها فقد كانت الحياة معها قاسية ولعبت لعبتها القذرة معها . وعلي ان احنو عليها . فنحن كلنا بحاجة الى اناس يبادلونا الحب والحنان في ظل مرارة الايام . وانا لا اطلب منها الكثير ولا اطلب تضحيات سوى ان اظل صورة ملونة في ذاكرتها . اعرف ان متطلبات الحياة تزيدها ارهاقا . واكثر مما تتحمله فلا اكون انا والزمن عليها . انها انسانة متعلمة تعليم عالي وشقت طريقها بشق الانفس واثبتت جدارة التفوق العلمي . اتمنى لها السلام الداخلي والصحة والسلامة من كل مكروه .. نحن مجرد اطياف واحلام وخيالات في ذاكرتها لايمتون بصلة الى واقعها الحقيقي . عيشي حياتك وابني نفسك لان لاتوجد فرصة ثانية لنفوسنا كي نعوض مافاتنا . نحن بحاجة من يحبنا ونحبه في ظل جفاف العواطف الذي يعتري النفوس البشرية .. نحن بحاجة الى واحة انسانية لنستريح من هموم الدنيا . نحن بحاجة الى انسان يحمل عواطف ومشاعر سامية . لان طعم المشاعر لذيذ في القلوب ويدغدغ العقول . ويهيج بنا حلو الكلام .. حين نغضب مع من نحب فليس هذا معنى الغضب المعهود .. انه بكاء نفوسنا على مافقدناه من سنين .. ووجدناه ليخرج على شكل صرخة تقول .. اين انت من ذلك الزمان ؟ .. الغضب فينا حزن على الايام .. على فقداننا للاشياء الجميلة في الحياة . على احتراق عمرنا في ظلمة السكون . الغضب ترجمة لجراحنا التي نلتقاها من بعض البشر ونقذفها بقوة دون قصد بوجه من نحبه لنتخلص من ادرانها ووساختها ولاندري ماذا نفعل ولماذا نفعل هكذا ؟!! .. الغضب كطفلة تصمت على ظلم الآخر بأغتصابها حقها .. ولكن حين يحضر ابيها تهرول له باكية
وتضربه بأنفعال وكأن لسان حالها يقول اين انت من ظلم الاخرين .. انجدني من هؤلاء وتحتمي به لان حضنه دائما يشكل مكان الامان ويعبر عن الاختباء من عالم معادي . والغضب تنفيس للمشاعر لاتخرج الا بوجود من نحبه ونعشقه .. اغضبي وابكي كثيرا لان الايام قاسية مما يكفي لكي تتحمله نفوسنا واجسادنا الخربة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل