الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيم وأعراف مفقودة

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 5 / 27
سيرة ذاتية


عندنا في الجنوب حكمة سومرية موروثة تقول: (ابن الأصول يؤتمن حتى في عداوته، وقليل الاصل لا يؤتمن حتى في صداقته)، ولي مع هؤلاء تجارب مؤلمة، لكنني لم أدرك قيمة هذه الحكمة إلا في الوقت الضائع. بعد ان تجرعت مرارة ثقتي الزائدة بالانتهازيين واصحاب الوجوه الزئبقية. فالنجيب هو صاحب نخوة ومروءة، اما قليل الأصل فهو الذي يجمع الخسة والدناءة والانحطاط، ولديه قدرة عجيبة على الغدر والاساءة لمن مد له يد العون والمساعدة عندما كان يمر بظروف قاهرة. .
أفنيت عمري كله في الاهتمام بكل الذين خُدعت بهم، وكنت اصطدم في كل مرة بمواقفهم المخذلة التي ليس لها ما يبررها. لم اطلب منهم العون والمدد مقابل مواقفي الداعمة لهم، بقدر ما كنت أشعر بالفرح عندما ارى ابتسامتهم المعبرة عن فرحتهم ورضاهم. .
اذكر من هذه المواقف ان (راء - عين) تعرض للسجن التعسفي لأكثر من عامين على يد عناصر الأمن في التسعينيات، فخصصت لعائلته مبلغاً شهرياً من المال وبلا انقطاع أو تذمر، وكنت اوفر لأطفاله كسوة العيد بروح رياضية، وبيد ممدودة. وكنت احرص كل الحرص على سعادة أسرته، ولا اتردد في مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم، حتى جاء اليوم الذي أفرج فيه عنه. وكنت في طليعة المهنئين والمواسين. ثم منحته بعض المال ليستعين به في شؤونه الخاصة قبل عودته للعمل. إلى هنا انتهت مهمتي في صناعة المعروف مع (صديقي) الذي انقلب ضدي بعد بضعة أسابيع، ثم تحول إلى بوق لتشويه صورتي. شعرت في حينها بالحزن والخذلان وتركته الى غير رجعة، ولم اكن اتوقع ان ينقلب ضدي بعد خروجه من السجن. .
ثم شاءت الاقدار ان اتبوأ مركزاً إدارياً رفيعاً، فتقدم (راء - عين) بطلب مقابلتي في تخطيط مسبق من اجل الحصول على بعض المكاسب والمنافع، حاول العودة بوجه جديد وابتسامة عريضة، باسلوب لا يخلو من التودد والتزلف. فرفضت التواصل معه، واغلقت بوجهه قنوات الانتهازية. ادركت حينها عدم جدوى منح الفرص للأشخاص الذين لا يتغيرون ونتوقع منهم نتائج مختلفة، وكانت لنا تجارب في غرس الخير في أرض لاتصلح للزراعة. فالعقرب الذي لدغني في يوم من الايام لن تغيره الظروف ليصبح حمامة. ولم أندم على شيء في حياتي بقدر ندمي على صدق مشاعري وعفويتي المفرطة مع بعض الوصوليين والانتهازيين. فلن اثق بعد الآن بأي إنسان حتى أرى موقفه مني في الشدائد. .
فحسبنا الله فيمن ظلمنا وآذانا، ومن ذكرنا بسوء، وحسبنا الله فيمن افترى علينا ونسب إلينا ما ليس فينا. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت