الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا وانتصار لمسار تهاوي هيمنة القطب الواحد - محصلة استقراء معاد لتركيا . . انتخابات الرئاسة -

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة
الحلقة ( 1 )
تعد انتخابات تركيا في هذه الفترة الحرجة من الصراع العالمي والاقليمي في منحى الولوج المادي نحو وضع لبنات ما عرف تسميته منذ 1990م. ب . . ( النظام العالمي الجديد ) ، تعد من أهم الاحداث الجارية ( في مكانية جغرافية سياسية ) نوعيا على مستوى العالم ، حيث ستحمل النتائج الخارجة عن ذلك الانتخاب ( الرئاسي تحديدا ) ملامح المؤشرات المستقبلية القريبة القادمة وعلى المدى المنظور – وفق زعمنا – اتجاهات التركز العالمي ( غير الضبابي ) في الاصطفاف البنائي لبلدان العالم على صورة تحالفات ( اقتصادية وسياسية وعسكرية خاصة ) وايضا بصورة فردية بمسمى البلدان – الفاعلة والمساعدة قدرة – كواقع دولي غالب ، فيما سيحدد إما أعادة انتاج استمرارية بقاء النظام العالمي الراهن والممتد من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وتحديدا من بعد منتصف اربعينيات القرن العشرين الماضي – من بعد 1947م. – أو فرض واقع موضوعي عالمي لبدايات التشكل الثابت التحولي الى قيام النظام العالمي الجديد ومنحى تشكل الطبيعة التوازنية القادمة للقوى المتصارعة على النفوذ على العالم .
ومثل ما سبق ذكره بالأهمية الخطيرة لراهن انتخابات الرئاسة التركية 2023م. على المستوى العالمي ، فإنها تمثل ذات الاهمية الخطيرة لتركيا نفسها – وللأسف – وفق محدودية متابعاتنا للحدث الجاري وفترته التمهيدية السابقة لقيامه – لم نصادف أية رؤية استقرائية او تحليلية تستشعر بتلك ( الاهمية الخطرة ) لحقيقة هذا الحدث ، حيث انها تتركز كلها على الداخل التركي في صيغة التحالفات السياسية ، وعلى الدور الاستمالي لصوت الناخب التركي في الداخل والمهجر من قبل الحملات الانتخابية والدعائية لكل من المتنافسين الخمسة وبتركز على اردوغان واوجلو تحديدا بكون تحالفاتهما تمتلك العدد الغفير من اتباع تلك الاحزاب ومريديها شعبيا ، بينما تتركز الاستقراءات التحليلية – في اللحظات الاخيرة من قبل بدء الدورة الانتخابية – تتركز تمحورا على مستقرآت ( نتائج استفتاءات الرأي ) التي تقوم بها مراكز الابحاث المختصة بهذا الجانب كجزء من عملها الاختصاصي ، واخرى سياسية تتمحور بين ( التحالف بين بين القوى السياسية من حيث قوة نفوذها الاجتماعي والتأثير الشعبي ) واخرى على ( اهم المبادئ التي يقوم عليه البرنامج الانتخابي لكل المرشحين الثلاثة الاساسيين . . الى جانب الوعود التي يقطعوها على انفسهم للعمل والايفاء بها . . ما أن تقطع النتائج القادمة من من المرشحين الرئيسيين تحديدا من سيشغل منصب الرئيس القادم ) – ومن العوارض الجانبية لتلك المحاور التي تبنى عليها استقراءات التحليل والحكم الافتراضي المسبق لما ستضفي عليه تلك العملية الانتخابية وستكون مؤثرة ( افتراضا ) عند البعض من المختصين بإحداث تغيير غير متوقع على محمول النتائج القادمة .
والعلة المخلة فيما رصدناه من العيب البليغ للعقل – التركي والشرق اسيوي والعالمي – انها يغيب عنها ( انغلاقها المحصور ) للحدث فيما هو تركي صرف . . كبلد معزول عن العالم وما يجري فيه ، أي تتناسى ذهاني حقيقة وجود تركيا كبؤرة موضوعية وذاتية متصلة بالصراع العالمي الشرس الجاري راهنا حول طبيعة النظام العالمي الذي ستسود مؤشراته في القليل القادم من السنوات ، وهي بؤرة حرجة عالميا تتأثر وتؤثر بشدة فاعلة على احداث الصراع العالمي ذلك وما سيأتي عليه مستقبل العالم وصيغة توازن القوى ( قطبيا وكتحالفات ) – هذا غير عيب الاستقراء حتى فيما يخص ذات تركيا فيما تعني لها تلك الانتخابات وما ستنضح به النتائج الاخيرة – فوفقا لما نراه شخصيا أن صيغة التحالفات او الفضائح او الازمات والمشكلات والاخطاء المورثة عن حكم اردوغان او الوعود المقطوعة او حتى الرمزية بالزيارة الرمزية الاخيرة لكل من اردوغان واوجلو بذهاب الاول الى المزار برمزيته التقليدية الى ذهاب الاخر لضريح اتاتورك برمزيته المؤسس لقيام الدولة العلمانية – وهو المؤشر ( المهمل عند المحللين ) غير مصرح به عند اوجلو بتصحيح المسار لنظام الحكم التركي الذي ارجعه اردوغان الى الوراء بما يهدد علمانية الدولة التركية وتثبيت التحول الاجتماعي الى الطابع العلماني و . . وذلك لن يكون إلا بإعادة الربط الإلحاقي لتركيا بالاتحاد الاوربي . .
وببساطة مختزلة يمكن أن نقول – بزعم شخصي – أن الانتخابات ستكون بدورة واحدة فقط ، وسيكون النجاح اردوغان بنسبة تصويت 58-62% ، وهي نتيجة متحركة بموقف شعبي ( عفوي ويغلب فيه الحدس ) رغم دخول اصوات النخب في تلك النسبة تحت اوهام او تحيز الى انجاح اردوغان . هذا التنبؤ – قد يصح او يخطئ – نعلله حاجة تركيا لتكون رقما مهما في معادلة النظام العالمي الجديد القادم . . من حاجتها كملحق تابع لتكتل الغرب الاوروبي الحليف لبقاء الولايات المتحدة الامريكية كقطب فوق متعدد الاقطاب ، حيث لن تكون تركيا سوى معبر واداة مستغلة بأيدي اقطاب الغرب . . رغم الوعود لها بشغل مكانها المهم في الادارة الغربية للعالم – أما من جانب آخر فمسك تركيا اردوغان للعصا من المنتصف بين متقابلي الصراع العالمي بين امريكا – اروبا و روسيا – الصين ، يحفظ تركيا كرقم هام ذات قيمة مستقلة لوجودها العالمي القادم ، وما سيجعلها مستقبلا عمودا من الاعمدة الاساسية لبناء النظام العالمي الجديد القادم – وكل هذا بغض النظر عن ما حمله نهج اردوغان من ازمات واخطاء وتراجعات تذرعيه عن الطابع العلماني والديمقراطية للحياة التركية .


تركيا . . ودور الإعادة لانتخابات الرئاسة
الحلقة ( 2 ) المتممة
إلحاقا بالجزء الاول من موضوعنا حول حمى المواجهة على انتخابات الرئاسة في تركيا ، التي خرجت النتائج المعلنة عنها رسميا مخالفة لما توقعنا به في منشورنا السابق . . كحقيقة صناديق بأن لا يحسم السباق من الدورة الانتخابية الاولى لتمديده الى دورة الإعادة الثانية – والأمر طبيعي أن لا تثبت رؤيتنا وحتى في تقدير النسبة المئوية . . فنحن لسنا بسحرة او ضاربي الودع او الرمل ، كما ولم نبني افتراضنا على تحليل مجرد لإحصائيات رقمية مسبقة – وللحقيقة التي لا يعرفها القارئ أني اكتب مباشرة موضوعي وانشره بذات اللحظة عند الانتهاء منه دون مراجعة لسوء خط النت معي بين انعدام فتح صفحتي كنوع من الحظر وبين تعليقها وعدم قابليتها للنشر . . واعترف بضعف خبرتي بالتعامل مع التكنولوجيا المعاصرة للاتصالات – حيث اكتشفت بعد النشر مباشرة وقراءتي للموضوع اني سجلت معدل النسبة المئوية للفوز بشكل خاطئ غير ما كان محددا في ذهني ، والتي كانت مقدرة بين 54-58% - وعموما ليس الامر هنا ، وإن كانت النتائج الاولية التي خرجت لأردوغان قدرت ب 54% ثم تم تعديلها بعد اعادة التصحيح للنتائج .
طبعا لست هنا لأكون ساذجا للدفاع المراهق عن تثبيت ما توقعت به ( حسم انتخابات الرئاسة في الدورة الاولى ومعدل النسبة المئوية المتوقعة لفوز اردوغان ) – فمعلن النتائج الرسمي هو الحقيقة الثابتة عن مفرز الاصوات ، خاصة وأن جميع المتنافسين والمراقبين اكدوا سلامة ونزاهة تلك العملية الجارية وصدق النتائج الخارجة عنها لكن ما دفعني لكتابة هذا الجزء الملحق – ولكن ما دفعني عودة لكتابة هذا الجزء الثاني الملحق لما رأيته عند من قيم الموضوع من القراء – طبعا لكل قارئ قناعته وتقديره – لكنه يظل لي الحق لتبيان ما لم يكن واضحا لمثل هؤلاء الاصدقاء المقيمين ، فلم يكن مهما لهم التجرد عن الطابع العربي للعقل ( العاطفي والانفعالي المتعجل ) بموقف مسبق للقناعة الذاتية تجاه العملية الانتخابية تلك - وهي مثيل مقابل لذوي العقل العاطفي المتعصب يمينا – حيث أن طبيعة غالبية اعضاء مريدي موقعنا العزيز هذا من جماعة اليسار الذي انا منهم – حيث تسيطر على عقولهم حمية اليسار العاطفي بعدم القبول التفكر والقبول لتوقعنا بفوز اردوغان ، لكونه يمثل نموذج اعادة ( رجعية ) لنظام الحكم في تركيا ، حيث يرجعه الى حكم ديكتاتورية الفرد كتقليص للنهج الديمقراطي والعلمانية التي خطها اتاتورك لنهج الدولة بارتدادها الى الاسلام – بينما اجلوا يطرح اعادة تحرير تركيا من الاسلام وتغيير النظام الرئاسي الى البرلماني مجددا كمنع لتحكم فرد واحد بطبيعة الدولة والنظام وبشكل دستوري - وهو امر نعرفه جميعنا بعالمية النهج اليساري المعادي للرجعية بكل اصولها وصورها – لكن ما يغيب عن اذهان هؤلاء الرفاق ( العرب ) انهم بناء على الاوهام الدون كيشوتية لم يلتقطوا جوهر ما اردنا الذهاب إليه – ابعد من الانتخابات ونسبة الفائز – وهو جوهر بنى على تجرد ذاتي اولا عن أي تحيز يؤثر علينا مسبقا وثانيا أنه بني على استقراء بروح عالمية ( راهنة ومستقبلية ) لكل شعوب بلدان الارض ومن خلال الانتخابات لشغل منصب الرئيس لتركيا للخمس السنوات القادمة – فما يتناساه او لا يحظر في ذهن غالبية من اليساريين بوجود ما نعرفه ب ( اوهام اليسار او توهماته ) كمقابل ل . . ( اوهام اليمين وتوهماته ) ، متناسين في دفاعهم عن قيم المدنية والتحرر في برنامج اوجلو ، انه يطرح إلحاق تركيا كتابع لأوروبا وتحت الوصاية الامريكية بطابع نهجها الفاشي ، ولا يفرقوا بين المدنية كبنية تحول مؤسسي شامل للقيم المجتمعية من حيث التطور بقدر ما ينقادون بسذاجة لفهم المدنية كانفتاح لانحلال القيم بزواج الشواذ من ذات الجنس واباحة الجنس مجتمعيا تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق الاقليات ، كدفاع عن المدنية والانفتاح – وهي رافعة من الروافع الاساسية في النهج الغربي لضرب قيم المجتمعات الاخرى وتهشيمها ليصبح طابعها ( الانقياد المعمق ) للغرب الفاشي .
أما عودة لاستكمال الرؤية كملحق للجزء الاول كانت تكمن في الاستقراء المكمل لحقيقة تركيا ووضعها ومستقبلها فيما وصفناه ( بالمرحلة الخطيرة ) وليس بالقراءة الاعتيادية الظنية والتخمينية او الاحصائية لما ستسفر عليه انتخابات الرئاسة التركية – فكيف نرى متمم الرؤية ؟
اثبت المشهد التركي للعملية الانتخابية وتحديدا الخاصة بشغل منصب الرئيس ، أن الشعب التركي شعبا حيا وحيوي التفاعل مع معيشته ومستقبل حياته و . . لكن ليس شعبا بوعي محصن لإدراك جوهر واقعه القائم ومستقبله ، فما يدركه موقفا معبرا عن ذلك الوعي بتقيده المسيطر على عقولهم ب ( الوهم والانقياد الطوعي العاطفي ) ، فعاطفية ذلك العقل المسيطرة موزعة بين : 1 ) الانقياد بمروج الحملات الدعائية – مقابل اردوغان – بالعودة للديمقراطية المصادرة عبر نهج اردوغان ، وازاحة الدين ( الاسلامي تحيدا ) من طابع الحكم . 2 ) ردة الفعل العاطفية ( البسيطة ) – في امر شديد الخطورة يتعلق بمستقبل تركيا – ضد حكم اردوغان الذي انتج عديد من الازمات تحديدا منها الاقتصادية التي صعبت على المواطنين العيش السلس – وهذا تناسيا أن فترة حكم اردوغان قبل السنوات الثلاث الاخيرة كانت قد صعدت تركيا لتكون من اهم خمسة دول في العالم من حيث الاقتصاد والدخل القومي – هذا الى تحميله ناتج الكارثة الزلزالية الاخيرة وعجز نظامه البيروقراطي من التعامل مع ناتج الحدث وتأمين تركيا قبلا وبعدا عنه . 3 ) عاطفية الجزء القائم من المواطنين المتعصبين بشكل عرقي او تذرعي بتحميل نظام اردوغان كارثة المهاجرين وتحديدا السوريين منهم – وهنا يتناسى رفاقنا اليساريين أن عالمية نهج اليسار تؤمن بالأبعاد الانسانية عند الكوارث والصعوبات في تقبل اللاجئين والهاربين من الحروب او نظم البطش ، بينما يقفون تعاطفا مع افول نظام اردوغان لبديل شوفيني ، اما جزؤهم المكمل يتمثل بجعل ازمات صعوبة العيش او ترجع دخل المواطن التركي او وجوده للفرص ومنها العمل ترجعه لتقبل نظام اروغان تحمل كارثة الهجرة المهولة الى تركيا من الهاربين من حروب الشرق الاوسط وافريقيا . 4 ) وهم العيش بمتخيل العالم الغربي ( الاوروبي – الامريكي ) ، وهو اخطر ما في الامر ، فأولا يهرول هذا العقل لتثبيت الغاية الرئيسية للأجندة الامريكو – اوروبية بتحطيم واحدية القيم الوطنية والهوية التركية للوطن الواحد ، ليتحول الى وطن مفكك بتعدد الهويات ( النفعية والتعصبية ) ، وهو ما يجعل مستقبل تركيا ليس اكثر من وسيط في النظام العالمي الجديد القادم . . لا اكثر ، بينما بلد مثل تركيا بكل ما هي عليه يؤهلها أن تصبح رقما ذات قيمة عالمية مستقلة ، تدخل في توازن الندية في تحالفات صيغ المستقبل لتوازن القوى العالمي القادم .
ولذا مما سبق اعلاه ، نؤكد فوز اردوغان في دورة الاعادة ، وإن كانت الاكثرية المنتصرة لذلك الفوز محركها الفعلي ( عفوي وحدسي ) – الى جانب العاطفي والتعصبي السياسي – حيث أن جوهر هذا الحدث في هذه اللحظة الحرجة تتعلق بالوطن والمستقبل اكثر من تعلقه بالتقدمية او بمحاسبة الاخطاء وتصحيح المسار الديمقراطي ( الغربي ) المتوهم ، وإن حدث عكس ذلك فإن ما ستكون عليه حقيقة العقل التركي . . أنه مغيب لديه فهم الحقائق الجارية المغطاة عنه ، ومغيب لديه فهم مصالحه وحمايتها – وهي ابعد من اسلامية اردوغان او تفرده بسلطة الحكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات