الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في مجموعة - هذه ليلتيِِ- للقاصة المغربية فاطمة بوزيان.

أمياي عبد المجيد

2006 / 10 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لست أدري إن كان الحال الثقافي المغربي بشكل عام والادبي بشكل خاص يبعث عن التشاؤم او التفائل ؟ على العموم شخصيا لست من المتفائلين من هذا الوضع وان كان أفضل بكثير من بعض دول الجوار . لاني إذا تفائلت ساكون خائنا للضمير قبل ان اكون خائنا للثقافة ، لا يجوز ان امتثل لاوامر أحادية ورغبة شخصية دون تقييم كل الواقع . ربما حتى اوهم بان ثقافتنا وادبنا بخير ابدا لن افعل .
بالرغم من وجود فئة من المبدعين واللذين برزوا في السنوات الاخيرة بشكل ملفت يبقى الرهان صعبا وعلينا أن نقدم الغالي والنفيس من أجل تحقيق رغباتنا المتجلية في أدب راق يستجيب لطمحاطتنا.
كما قلت ظهرت ثلة تستحق المتابعة والتشجيع انهم يكتبون بصدق ويحاولون ان يتشبثوا باخر خيوط الامل حتى لا ينهار كل شيء.. من بين هؤلاء فاطمة بوزيان قاصة حكيتها ليست كالحكيات انها شابة تعشق الحرف وتنسج به رداء للقصص الجميلة وتقدم لنا سردا ناضجا .
وأنا أقلب صفحات الدواوين الشعرية ،والرويات، والقصصة المرصعة على رفوف إحدى المكتبات الوجدية (نسبة الى مدينة وجدة ) صادفتني مجموعة قصصية لكاتبتها فاطمة بوزيان ، كنت قد أعجبت باول مجموعاتها المعنونة تحت عنوان * همس النوايا* وكانت هذه أول مجموعة لها ، وفيها إكتشفت رغم حسي الادبي المتواضع والحديث العهد الا انني استطعت ان اتلذذ واستمتع بقصصها واعلنت ميلاد قاصة تتقن فن السرد ، وبعد هذه المصادفة الجميلة مع المجموعة الجديدة (هذه ليلتي) وجدتني منكب على قرائتها بتلذذ أيضا وأستمتعت بها كثيرا وجدت ان فاطمة بوزيان حققت ماكنت أتوقعه منها .ان بوزيان غنت في مجموعتها خارج السرب ، ليس بغناء تمردي أو إنفصالي إنما هي محاولة بريئة منها لتاسيس أسلوب سرد جديد يناسب التغيرات التي يشهدها العالم باستمرار .
صدرت المجموعة صمن منشورات ( مجموعة البحث القصة القصيرة المغربية )وهي مؤلفة من 14 قصة ندرجها بالترتيب - اسرار - فسنان اليزا- بريد الكتروني- محاولة لتلذكر ،محاولة للنسيان- هذه ليلتي -عادي الازدحامولوجي- موت البلابل - الصعود الى الريزو- رنات الديكة- وتحدث تلك الحكاية - هذا السبت ذلك السبت- اشتهاء حزن- الطرز الفاسي.
من خلال عنوان المجموعة والذي هو عنوان لنص ضمني فيها نلاحظ أن فاطمة تحاول نسج علاقة ما بينها وبين الليل لطالما كان الليل ملهما للأدباء ..ترى ماهي علاقة الساردة بالليل؟ طبعا هي وحدها من تملك جوابا على هكذا سؤال .لكن دعونا ان نخمّن نحن أيضا ونقرأ في الفنجان علنا نتقاطع معها في تاويل معين ..ربما تحاول أن تؤكد أن الليل هو متنفس رحب يساعد المبدع على الإبداع بروح مليئة بالشوق والحنين إلى الورقة ، وتستطيع ان تتخلص من هموم الحياة اليومية والرتين اليومي لتحتفل بالييل ، فهي عندما اشارت الى الليلة عمدت الى ذلك و بينت لنا أن الليل هو اختيار طوعي ناتج عن قناعة تامة .
إن مجموعة بوزيان جاءت محاكية للواقع وتحاول أن تفك رموز شفرات مجتمع لم يستوعب بعد الانفجار الإعلامي ووسائط اللإتصال التي كانت في زمن قريب من المستحيلات .(الانترنت، البريد الالكتروني ، الهاتف النقال، ....)
والملفت اكثر في نصوص بوزيان إعتمادها لتقنية تثري النصوص وتجعلها في مستوى القص الجميل ، إنه جرد لكل القوى المتحكمة في سيرورة الواقع باسلوبها السلس لا يخلو أحينا من السخرية الإجابية ، وتحاول الّزج بالقارئ في قصصها وتجعله طرفا في القصة ، حتى أن بعضنا وانا متاكد ان لا احد قرا مجموعة بوزيان الاخيرة الا وبادرته هذه الفكرة التي مفادها ان هناك نصوص او مقاطع من نصوص جرت ان حدثت مع احدنا في حياته اليومية خاصة الشباب ، الذين يستعملون بشكل مكثف وسائل الاتصال .. وللغتها المكثفة اكثر من دلالة فهي تريد ان تنسلخ عن المالوف وتؤسس بوادر جديدة لتقنية سرد جديد فلغتها شعرية الى حد كبير وطريقة بناء النص المشرذمة حتى اننا نتوه احيانا بين بدايته ونهايته اكثر ما يثير الغرابة لكن سرعان مايتفهم القارئ ان بوزيان تحاول ان تتحرر من شروط السرد التي اقول عليها أنها قمعية الى درجة كبيرة ولا توفر أي مبادرة للمبدعين على الاقل المبتدئين لتفجير طاقاتهم فسرعان ما نرى اولائك من يسمون انفسهم نقادا يتهجمون عليهم ويحبطونهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتهاء الاجتماع الثلاثي بالقاهرة.. و-شرط- لتشغيل معبر رفح| #


.. بعد محاولة حظره.. ترامب ينضم إلى «تيك توك»




.. هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أبلغ شركاءه في تحالفه أن احتم


.. شرطي أمريكي يعلّق دبوسًا لعلم إسرائيل أثناء تفريقه مسيرة مؤي




.. البطاقة الزرقاء تفضح ازدواجية معايير أوروبا.. ما القصة؟