الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى إستمرار إستخدام المدنيين كذريعة لمواصلة الاقتتال و شرعنة الحرب المُغرضة ؟

عبير سويكت

2023 / 5 / 29
حقوق الانسان


عبير المجمر(سويكت)

لقد بات جليًا للجميع ان هذه الحرب و إستمرارها ليس تلبيةً لرغبة السودانيين فى حكم مدنى ديمقراطي كما إدعت قوات الدعم السريع، لان المدنية و الديمقراطية تكون عبر مشروع تحول ديمقراطي يفضي فى الأخر لتهيئة الاجواء و الظروف لانتخابات حرة نزيهة، أما من جانب الجيش اذا كان يرى فى ان حميدتي قام بخيانة رفاق السلاح و حاول أقتحام مقر القائد الأعلى للجيش و اسره او قتله فإنه فى أمكان الجيش حسم ذلك قانونيًا بتقديم بلاغ محلى او حتى دولى ضد الطرف الآخر، و بذلك يحسم هذا الموضوع قانونيًا ، اما اذا كان الجيش يرى ان هذا الموضوع لا يمكن ان يحسم إلا عسكريًا اذن فليكن ذلك بعيدًا عن المواطن، و ليذهب الطرفين للخلاء او الصحراء او الغابات و الأدغال او اى مكان ليس فيه نبض حياة و ليقتتلوا كما يريدون، لان حتى الغابات قد يضروا بها بيئيًا و لا ذنب لها فى ان تدمر. فالإصرار على ان تكون المدن و الاحياء السكنية المدنية ميدان حروبات ليس له غير تفسير واحد و هو استخدام المدنيين كذريعة لتلبية مطالب الطرفين ، و الضغط محلياً و دوليًا لتنفيذ تلك المطالب المبطنة بمبررات اخرى، و هذا امر غير اخلاقى و غير إنسانى ، و جرم يعاقب عليه القانون.

اما فيما يتعلق بالمبادرة الأمريكية السعودية فالجهود التى قامت بها مقدرة، لكن إختبار مدى فعالية هذه القرارات المتخذة فى جدة اثبتت بالتجربة الحية انها ليست المناسبة لوضع حد لهذه الازمة الانسانية ، لان الهدن القصيرة المدى و تمديدها انما يساعد طرفى القتال على استعادت أنفاسهم و ترتيب اوضاعهم، و لا يستفيد المدنيين من ذلك حتى الإغاثة الانسانية ثبت عدم وصولها للجهات ذات الحاجة، و عليه لابد للمبادرة من اتخاذ قرار حاسم بوقف الحرب نهائيًا من غير شروط من الطرفين، و على المجتمع الدولى ان يتخذ موقفا اكثر حسمًا تجاه ما يتعرض له المواطنين، و يدعو لوقف الحرب بلا شروط، و اذا تعذر ذلك و تعنت الطرفين فلا بد من حل جذرى .

لقد أثبتت الأيام جليًا ان مبررات الطرفين لهذه الحرب غير مقبولة، و لابد من حماية المدنيين و العمل على رجوع الحياة لطبيعتها ، و العمل كذلك على ترميم اضرار الحرب الجسيمة على الوطن و المواطن، و ليذهب الطرفين للخلاء او الصحراء او اى مكان خالى من نبض الحياة،و يواصلا فيه إقتتالهم و يحسما خلافهما بالشكل الذى يرونه مناسبًا، و لكن بعيدا عن المدن و الاحياء السكنية، و الحلول العسكرية ليس مكانها الاحياء السكنية و المناطق المدنية.
و على حاكم دارفور ان يراجع نفسه و يفكر جيدًا فى دعوته لتسليح الموطنين فى دارفور هل هى فعلًا بهدف حماية المواطنين ؟ ام بهدف خدمة اجندة احد طرفى الاقتتال؟ و إيجاد مبرر لاستمرارية هذه الحرب و شرعنتها؟.
و عليه لابد من حملات توعية للمواطنين بعدم الاستماع لتلك النداءات المُغرضة التي تريد ان تستخدمهم فى تصفية حسابات لا ناقة لهم فيها و لا جمل، و تجعل منهم ذريعة لاستمرار الحرب و شرعنتها لتلبية مطالب ابعد ما تكون عن الوطنية او الإنسانية .

و نواصل للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج