الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة الأمريكية .

آدم الحسن

2023 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك اسئلة محورية قد تكون الإجابة عليها اسلوب لمعرفة دور كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية في صنع السياسة الأمريكية , من هذه الأسئلة :
هل أن الدولة الأمريكية هي دولة مؤسسات كما يتحدث الكثير من الذين يتناولون الشأن الأمريكي , بمعنى أخر , هل هنالك مؤسسات مستقلة تابعة للدولة الأمريكية مسؤولة عن ادارة الشأن الأمريكي الداخلي و الخارجي و إن هذه المؤسسات هي لوحدها ترسم كل السياسات و خصوصا المالية و الاقتصادية و هي التي تحدد مسارات السياسية الخارجية و الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية كدولة موحدة فدراليا ... ؟
الكثير من المعطيات تؤكد أن الأمر ليس كذلك بشكل كامل فهنالك الشركات الكبرى و الكارتيلات الصناعية و منها كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية التي تحقق مصالحها من خلال نشاط شبكة معقدة من اللوبيات .
إن لمصالح الشركات الكبرى و الكارتيلات دور كبير و فاعل حقيقي لتحديد مسارات السياسة الأمريكية الاقتصادية و المالية و لها دور في تحديد نهج الحكومة الأمريكية و تعاملها مع الدول الأخرى لدرجة يمكن وصف الدولة الأمريكية ب " دولة شركات " بدلا عن تسميتها ب " دولة مؤسسات " .
تعتبر كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية من اكثر الكارتيلات تأثيرا على السياسة الأمريكية الخارجية و ارباحها تتصاعد مع تصاعد التوتر في علاقات امريكيا مع اعدائها الافتراضين , هذه الكارتيلات هي التي تلبي حاجة الدول الصديقة و الحليفة لأمريكا من الأسلحة كذلك تلبي متطلبات تعزيز و تقوية قدرات القوات المسلحة الأمريكية , لهذا السبب ارتبطت السياسة الأمريكية بمصالح هذه الكارتيلات العملاقة .
الكارتيلات و الشركات الأمريكية الكبرى تشترك مجتمعة في رسم و تحديد الأبعاد الجيوسياسية لتعامل الإدارات الأمريكية مع الدول الأخرى من ضمنها دول حلف الناتو .
تأثير كل كارتيل و شركة كبرى متغير , في صعود و هبوط مستمر , و مصالح الكارتيلات و الشركات الأمريكية تتفق في جوانب و تتناقض في جوانب اخرى لكن دائما تكون المحصلة لهذه التأثيرات هي المحرك الأساسي للسياسة الأمريكية .
مشتريات الدول الحليفة و الصديقة لأمريكا من الأسلحة الأمريكية تزداد بالتوازي مع ارتفاع التوتر بين امريكا و اعدائها الافتراضيين , لذا فكارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية بحاجة دائمة لأعداء خطرين على امريكا و على حلفائها و اصدقائها القادرين على شراء المنتجات العسكرية الأمريكية الباهظة الثمن و ذلك لإدامة الطلبات على شراء السلاح الأمريكي .
أعداء امريكا و أصدقائها يكملون بعضهم البعض , إن لم يكن هنالك خطر كافي من أعداء امريكا فإن لوبيات كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية تعمل بطريقة و اخرى و من خلال ارتباطها الوثيق بأركان الدولة العميقة في امريكا لجعل صورة الأعداء اكثر عدائية و خطورة تقنع الدول الحليفة و الصديقة بالإضافة الى دافعي الضرائب الأمريكان لتمويل إنفاقهم العسكري .
أن حجم الأنفاق العسكري للمشترين للسلاح الأمريكي مرتبط بحاجة الكارتيلات العسكرية الأمريكية لجني الأرباح .
لمعرفة الأسواق التي تستوعب الأسلحة الأمريكية لابد من الاعتماد على جواب السؤال التالي :
هل تستطيع دول معادية أو غير صديقة لأمريكا شراء اسلحة امريكية ... ؟
الجواب : طبعا لا .
من هذا الجواب يكون واضحا أن مصدر ارباح كارتيلات الصناعات العسكرية هم دافعي الضرائب الأمريكان و كذلك الدول الحليفة و الصديقة لأمريكا .
اعداء امريكا الافتراضين في تغيير مستمر , إذ لابد من وجود أعداء لأمريكا في كل المراحل , عدو امريكا للمرحلة الحالية هو روسيا و قبلها كان العدو هو الإرهاب الأسلاموي و في مرحلة الحرب الباردة كان العدو الأساسي هو الخطر الشيوعي .
الخوف من الأعداء الافتراضيين عاملا اساسيا في زيادة حصة الأنفاق العسكري الأمريكي من الميزانية العامة للحكومة الفدرالية الأمريكية الذي وصلت في السنين الأخيرة الى ارقام فلكية , كذلك الأمر بالنسبة لدول الناتو فهل ستستفيد هذه الدول من الأسلحة الأمريكية التقليدية التي تتكدس لديها ...؟
الإجابة ممكن أن تكون على شكل اسئلة ايضا .
هل هنالك احتمال نشوب حرب بين روسيا و الناتو بالأسلحة التقليدية ...؟
الجواب : من المؤكد أن مثل هذه الحرب ستنتقل بسرعة الى حرب بأسلحة الدمار الشامل , اذا ما فائدة شراء هذه الأسلحة التقليدية ...؟
و هل ستنفع الأسلحة التقليدية في حرب شاملة تستخدم فيها كل انواع أسلحة الدمار الشامل , النووي و الكيميائي و الجرثومي ... ؟
الجواب : بالطبع لا . الأمر واضح , لا قيمة و لا أهمية للأسلحة التقليدية في حرب عالمية نووية شاملة .
بما أن الحرب الشاملة بين القوى العظمى النووية هي امر إن لم يكن مستحيلا فهي شبه مستحيل لأنها ستكون انتحارا جماعيا لكل الأطراف المتحاربة , لذا فأن بيع امريكا للأسلحة التقليدية لدول حلف الناتو بهذا القدر الكبير هو مجرد نهب لأموال هذه الدول من قبل الكارتيلات العسكرية الأمريكية دون مبرر معقول .
كخلاصة ... هل يمكن القول أن كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية هي التي تدير الأزمات في العالم و منها ازمة الحرب الروسية الأوكرانية الحالية و بعدها ازمة مع الصين في بحر الصين الجنوبي .... ثم أزمة لحرب في مكان آخر .
إن الخطر المستمر الذي يواجه كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية هو السلام و الاستقرار في العالم ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الأسر قررت القيام بجولات سياحية عبر مدن البلد خلال عطلة


.. عقوبات بديلة عن الحبس تشمل غرامات والعمل للمنفعة العامة والم




.. مراسلتنا.. قتيل وجريح بغارة استهدفت دراجة نارية بين بنت جبيل


.. تعرف إلى تاريخ بناء الحرم المكي بدءا من أمر الله إبراهيم علي




.. ألمانيا تحقق لقطع التمويل عن أكاديميين دعموا فلسطين