الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأتان تتنازعان على عرش العراق

محمد حمد

2023 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كل يوم تقريبا تتحفنا وسائل الإعلام المرئية قبل المكتوبة، باخبار وتحركات اشهر امرأتين في العراق. وهما السفيرة الأمريكية في بغداد رومانوسكي وممثلة الامم المتحدة بلاسخارت. فلا يكاد يمر يوم دون أن نرى أحدهما في ضيافة "مسؤول" أو صاحب متجر سياسي يسعى، من خلال هاتين المرأتين، إلى البقاء اطول فترة ممكنة في "المنصب" الذي حصل عليه بالقرعة الطائفية أو القومية. ويخشى من زعل وغضب ست بلاسخارت وتقاريرها "الاممية" التي تتكرّر فيها نفس الكلمات والملاحظات و "النصائح" بين فترة وأخرى. وكل هذا بطبيعة الحال حبّا وهياما وغراما بالعراقيين الذين فقدوا القدرة، بسبب سكرهم المدقع من خمر الديمقراطية المغشوش، على التمييز بين الخروف والصخل "الماعز" إلى درجة أصبحت فيها زيارات وتنقلات السيدة بلاسخارت شبيه ببرامج التلفزيون المملّة.
وكل هذا الجهد الأممي المبذول هو لوجه الله فقط ! فيا أبناء العراق، تقول السيدة بلاسخارت في قرارة نفسها، "لا نريد منكم جزاء ولا شكورا" ولا يهمّنا شيء سوى الضحك على عقولكم قبل ذقونكم بطريقة "اممية" مدروسة.
امّا الوصيّة على عرش العراق المتهالك، سفيرة امريكا في بغداد، فهي تتمتع بقدرات ذهنية هائلة وذكاء امبريالي حاد، اقوى من الذكاء الاصطناعي. ولديها معرفة أكيدة بأن الحكام والسياسيين في العراق يحتاجون، باعتبارهم عملاء من الدرجة الخامسة، إلى من يقودمم بالعصا فقط، ويترك الجزرة في الثلاجة. وقبل ابام، ونحن ما زلنا في صلب الموضوع، تشرت معظم وسائل الإعلام المهتمة بالشان العراقي، وفي نفس اليوم، صورتين، واحدة تجمع السفيرة الأمريكية رومانوسكي مع محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي. هل رأيتم رئيس برلمان اتحادي يلتقي بسفير دولة اجنبية؟ اعطوني مثالا واحدا الله يعطيكم العافية.
والصورة الثانية تجمع السيدة بلاسخارت ممثلة الامم المتحدة مع السيد المعمّم عمار الحكيم (ممثل الطائفة الممزّقة !) وتمّ اللقاء في مكتبه، وبناء على طلب بلاسخارت نفسها، لحاجتها الماسّة إلى جرعة من "الحكمة" بعد أن خذلها أصحاب العمائم البيضاء.
أن المنافسة بين المرأتين للهيمنة على المشهد السياسي والإعلامي في العراق غير معلنة، وليس لها علاقة بالغيرة. وتبدو للكثير من أصحاب النوايا الحسنة الذين يجهلون آلاعيب امريكا والمؤسسات الدولية الخاضعة لها، أن لكل منهما "مهمة" خاصة يكون الهدف منها هو مصلحة العراق والعراقيين. وهذا هو قمّة النفاق والرياء والكذب. بدليل أن التحركات المشبوهة للسفيرة الأمريكية تتجاوز بكثير مهامّها وصلاحياتها وأصول وقواعد العمل الدبلوماسي المتعارف عليها دوليا. ولا يخفى على من (يقرأ الممحي) أن تدخلها المباشر في موضوع الموازنة الاتحادية (قبل أيام جمعها لقاء مع وزيرة المالية العراقية السيدة طيف سامي) وضغوطها المتكررة لصالح اطراف معينة، جعل منها الحاكم الفعلي لشؤون العراق المحتل سياسيا والخاضع بملء إرادة حكامه لاهواء ورغبات صاحبة السمو الإمبريالي رومانوسكي، سفيرة امريكا في بغداد. وفخامة السيدة بلاسخارت ممثلة الامم "المتحدة" التي اتحدت في أكثر من مرة، ضد العراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك


.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن




.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما


.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر




.. كلمة الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة