الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة

حسين علي كاظم المجيد

2023 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هل نحنٌ شعبًا واعيًا أم جاهل ؟.

أثيرت مثل هكذا تساؤلات بين شتى أنحاء الفكر الدولي لمعرفة بنى سوسيولوجيا الأجيال الحاضرة و حلقة الوصل ما بين الماضي - معرفيًا - و ما بين الحاضر المعاصر و ما هو المنتج للمستقبل للفرد العراقي . للاجابة على السؤال يجب اولًا رسم دائرة تنقسم إلى نصفين حيث يتضمن النصف الأول " الكفاءات العلمية و المثقفين " تحت مسمى الطبقة الواعية ، في حين يضُم النصف الآخر " المهرجيّن و الجاهليّن " تحت مسمى الطبقة المضطربة عقليًا . على مر التاريخ يمكننا وصف الشعب العراقي بعدة أنماط سلوكية منها - مجتمع وطني ، مجتمع عنصري ، مجتمع اخلاقي ، مجتمع عاطفي ، مجتمع غير واعي سوى سياسيًا أو علميًا ، مجتمع عابد للأفراد ذو القوة ، مجتمع يهيم بالمصلحة الفردية مغيبًا المصلحة العامة ، مجتمع تخريبيّ ، مجتمع طائفي ، مجتمع مُبيد للنجاح ، مجتمع يميل للنجاح - كل ما درج بعد كلمة مجتمع سلفًا كان وصفًا دقيقًا لعقد امتد من ١٨٥٠م لغاية ٢٠٢٣م بحسب الرؤية التحليلية لطبيعة الأفراد . منذ ١٩٠٠م لغاية ١٩٥٨م كان الشعب ذو تعدادًا منخفض - متطور - على صعيد كافة النواحي و لكنهُ كان ذو تأثير سلبي يغلبهُ الطابع العشائري - الديني منعدم الفكر السياسي و الاقتصادي في غالبية مناطقهِ . ما بعد أعقاب ١٩٥٨م حققت الحكومات بعض ثغرات الرفاهية الواهية بغلاف تكنوقراطيّ شكلًا - متعصب جوهرًا - و خاصةً بعد تهجير اليهود العراقيين إلى دولة فلسطين المحتلة و إلى أوربا حيث نصف الكفاءات كانوا من هذهِ الفئة . استمرت هذه الدائرة حيرةً في أمرها حيث تعد فترة السبعينات بحسب الاستبيانات فترة ذهبية لأرضية العراق ثبتت تسعة أعوام ثم انحدرت بعد ١٩٧٩م و ظهرت النزعات العرقية و القومية و الطائفية و الدينية و التسلطية بأبشع صورها تطبيقًا إلى غاية عام ٢٠٠٣م . ما بعد ٢٠٠٣م عاصرنا كل أنواع الظلم و الجور و آثار العنف المجتمعي و انحطاط الثقافة و انكسار السلطات و تدمير كل ما هو علمي و بروز الشذوذ و المهرجين و ارتفاع نسبة النزعة الدينية و تغيب دور المثقفين و العلماء و تمت ممارسة أعنف أنواع القتل و انقطاع حتى صلة الرحم بين أوجهِ المجتمع ! .
أن ذكر هذه الأحداث كان مقتطفًا قصيرًا جدًا لتذكير بعض القراء بالأحداث أو لزيادة شغف من لم يطلع عليها سابقًا . تأرجحت كرة الشعب - الدائرة المرسومة - دون انحياز لجهة على حساب الأخرى بعدة صيغ ، في أحداث الفترة الأولى ( ١٩٠٠م - ١٩٥٨م ) كانت تبرز طبقة المثقفين و تنحدر طبقة المضطربين عقليًا مع تخلخلات بسيطة و بذلك أصبح الشعب شعبًا منتجًا علميًا . اما في ( ١٩٥٩م - ١٩٦٣م ) كانت الكرة في صراعًا ما بين الطبقتين حيث تبرز ما بين فترة و أخرى كل طبقة و تاخذ ايامًا مطولة . ابان فترة ( ١٩٦٤م - ١٩٧٩م ) احتلت طبقة المثقفين كفة الميزان الأعلى من أزدهار و تطور و تعليم و كفاءات و غيرها بالرغم من نسبة طبقة المضطربين كانت ٢٠% - ٣٧% . انتهى الحال بنا أيها السادة القراء لفترة ( ١٩٧٩م - ٢٠٠٣م ) حيث كانت فترة مضطربة اعتمدت على مقومات ما سبقها و انطلقت منها شرارة الطبقة الثانية من أصل الشعب نفسهِ و بغض النظر عن الأحداث التي جرت التي ذهب ضحيتها ٤ مليون نسمة من إجمالي السكان و لنحدد وجهة الدائرة فقد برزت طبقة المثقفين اعلاميًا و استعمرت طبقة المضطربين داخليًا . اما ٢٠٠٣م و ما جاء بعدها أيها السادة أنتم أدرى بشعابها حيث لا طبقة انيًا إلا ( طبقة المضطربين فكريًا و سياسيًا و اخلاقيًا و دينيًا و وطنيًا و ثقافيًا ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟