الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة التركية

حسن مدبولى

2023 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا الفرحة لأجل أردوغان !؟

من وجهة نظر شخصية لم تكن سعادتى لنجاح الرئيس التركى من منطلق إنه سياسى له نهج إسلامي، أو لكونه تعاطف مع ثورات الربيع العربي، ولا لمساندته لبعض القضايا العادلة مثل قضية خاشقجي ، أو تصديه الحاسم لمنع إسقاط العاصمة الليبية، ولا لدعمه لأذربيجان فى نزاعها مع أرمينيا التى تعتمد على روسيا وامريكا وأوروبا ، ولا لمساعداته لغزة ومطالبته برفع الحصار عنها وسقوط ضحايا أتراك فى سبيل ذلك الأمر ، أو حتى لاستقباله لملايين اللاجئين من سوريا ومصر وغيرهما وتعرض جنوده لقصف اجرامى وهم يدافعون عن السوريين ضحايا إجرام حزب البعث الفاشى ، كذلك لم تكن تلك السعادة نابعه من نجاحه نجاحا ساحقا فى حماية دولة قطر عندما كادت بعض الدول الإقليمية ان تغزوها لتغيير نظامها السياسى قسرا ،
لم تسعدني كل المواقف السابقة التى قد يراها البعض مواقف عظيمة وغير مسبوقة ،أو يعتبرها آخرون تمدد استعمارى ومحاولات لاعادة مجد الدولة العثمانية ، لكنى سعدت لنجاح الرئيس التركى فى السباق الرئاسى لثلاثة أسباب :
أولها هو رسوخ و نجاح التجربة الديمقراطية التركية نجاحا ساحقا فى دولة إسلامية قريبة منا ، وهو أمر يدحض كل الدعاوى التى تتهم الأمة الإسلامية بالتخلف وعدم استعدادها لتقبل القيم الديمقراطية، كما أنه يفضح كل النظم بالمنطقة العربية ويثبت انها نظم لا علاقة لها بالشعوب المحلية ،ولا بالحضارة الأممية ،إنما علاقتها ترتبط ارتباطا وثيقا بقوى الهيمنة الغربية التى لاتزال تحتل إرادتنا وتستعبدنا بالوكالة ،
السبب الثانى يعود لاننى أوجه بوصلتى دوما ضد اتجاهات ورغبات العلمانتجيين العرب ونخبهم الإستئصالية العنصرية العفنة والتى كانت تراهن جميعها وتتعاون من أجل شيطنة الرجل واسقاطه ،
وأيضا رفضا منى لمحاولات الهيمنة و الوصايا الغربية والأمريكية التى تساند وتسعى دوما لفرض أدواتها وعملائها فى أى مكان فى العالم، لذا أجدنى مع كل من يناوئهم أو يتضاد معهم أو يستقل بقراره ولو بهامش سياسي صغير ،
اما السبب الثالث والأهم فهو إعجاب شديد ببراجماتية أردوغان ، وتعديله المستمر لتوجهاته ومواقفه السياسية أينما كانت مصالح شعبه ونظامه السياسى بعيدا عن الوصاية الغربية والحسابات الحزبية والأيديولوجية، فالرجل تصالح مع الروس بعد اصطدامه معهم فى اكثر من موضع، وأعاد علاقته مع محمد بن سلمان بعد كارثة خاشقجي، كما أنه نسق مع إيران ضد الانفصاليين الأكراد ومنع إقامة دويلة كردية شمال العراق وسورية، بل انه قام أيضا بالتواصل مع مصر ونظامها السياسى بعد عداء طويل ونسقا معا لحل المشكلة الليبية ،

ولا يعنى هذا الإعجاب ان الرجل معصوم أو منزه أو لا أخطاء له، فسياساته الاقتصادية وتوجهاته الرأسمابية غير صائبة من وجهة نظرى ، كذلك فإن تحويله للنظام السياسى التركى من النظام البرلمانى إلى النظام الرئاسى قد يتسبب فى الاجل الطويل إلى إسقاط التجربة الديموقراطية بأسرها ، ويهدد بإستنساخ التجربة التونسية فى تركيا ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد