الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية سهام أبو عواد

سليم النجار

2023 / 5 / 30
الادب والفن


رواية سهام أبو عوّاد
الأيديولوجيا ولغة الخوف، وبينهما إنسان خارج الزمن، ينحاز أبدًا لأبجدية النور التي يصعبُ على جند الظلام قراءة حرفٍ من حروفها، أو فك شيفرة جُمَلها التي تثير الدهشة لدى المتلقي، وهي بحبر الروح ورماد الجسد..
”أَغْوَيتُ أَبي”، رواية الواقع والهلع للكاتبة سهام أبو عوّاد، الحُلم المتلوّن بيقظة حزينة قاتمة، في لحظتها توقعات صدى الروح، تتراوحُ بين اليأس والأمل، اليأس سلطة بلا تيجان ولا أوسمة، والأمل ممالك شاسعة في الروح بامتداد المدى وبجغرافية اللامكان..
"كلَّما توغَّل في بدنه، شبَّ عظم الرضيع وصار أقوى إلى الحد الذي أصبحت أصابعه الصغيرة تجيد الإمساك بطرف قميصها، يتشبت بها، يرجوها أن لا تتخلّى عنه".
رواية سهام أبو عوّاد، حالة تسلّل ماكرة خطّطتا لها أفكار الإيحاء وعذارى التعبير الجمالي بأمر كاتبة أرادت اختراق النص المعتاد والمتعارف عليه لدى المتلقي، إنّه نصٌ يشكّل سلطة الشك ويحارب اليقين بألم
نتكهّن توقعاتها بروحٍ وجسدٍ ناحلين مهدّمين، دون الدخول في دهاليز العادات والتقاليد الحالكة، ويظل التطرقُ إلى ويلاتِ كوارثها بحذر شديد يصاحبهُ تسلّل هادئ مقصود إلى تفاصيل حياة العالم العادي الذي يسعى أبطالُ الرواية جلّهم، وهم مفتونون حتّى الهوس بتضاريسه، إلى معرفته أكثر..
"عادت إلى وعيها المذبوح مغطاة بدماء وردية، فقد قطف زهرتها وخلاّها في سريرها تبحث في حواسها عن حياة"..
إنّ أشكال التعبير الروائي مثل الحب المقدس، يتغير معناها جذريًا وأحيانًا وظيفتها، ذلك إطارها الوجودي..
إنّ مجموعة المعطيات التي تعرّف بالحضارات أو بأنماط المجتمعات، هي بمثابة الحدود الزمنية التي لا يمكن تجاوزها، حتى وإنْ كانت رغبة الروائيين بالعودة إليها مدفوعة بحلم روما الذي انقرض منذ عشرة قرون، أو بإعادة إحياء روح يونانية غائبة.
"تلك هي الحكايات، تبني بيوتها بكل اللهجات؛ لتجد راويًا يجيد السرد ومظلومًا يجيد الصبر"..
والسؤال هنا: لماذا تُقبِل الكاتبة العربية بشكل متزايد على ممارسة دور الراوي من خلال هذا الجنس الأدبي ألا وهو الرواية؟
إنّ الأمر ببساطة هو الحب..
الحبُّ هنا ليس إهراقًا للسّر أو بوْحًا به، إنّه تلك القوة التي تحوّل الفعل إلى وعي، ومن ثمّ إلى تنفيد، إنّه الحب الذي يفتح عينيه، هل من الضروري أن نتحوّل إلى متعصّبين لكي نثبت أن هذه الرواية تحترق كخشبة مسرح؟
"تغلقُ أمّ كمال صنبور الماء، تلفُّها بالمنشفة وتنتشلها لتخرجها مِن ذلك الكابوس، تساعدها في ارتداء الملابس، ثم تضعها في الفراش وتجلس بالقرب منها تهدهدها حتى تنام".
تتمتع رواية ”أَغْوَيتُ أََبي” بجنس روائي كتابيّ وفرجويّ، تستخدم الكاتبة الفتنة كأدَاء تتحدّى به المتلقّي، إذ تُطالبُه بمزيد من التركيز، فالمقبل على المونودراما الروائية كأنه محمول على رهان عسير، رهان متعة القراءة..
"لم يصدِّق أحد حكاية صاحب الحاكورة، وقالوا: رجلٌ بخيلٌ يريدُنا أنْ ننظِّف لهُ البئرَ المهجورةَ بالمجَّان"
أنا في الحقيقة لا أعرف الجواب لأني ببساطة لا أملكه بقدر امتلاكي للسؤال، والسؤال هنا: هل نحن أمام رواية طويلة أو نص طويل؟
أملك يقينًا واحدًا تشكّل عندي أثناء قراءة رواية سهام أبو عواد في المونودراما التي كتبتها في نصّها، وهو أنّ هذه الرواية لا تؤدّي دورًا..
لماذا تُقبِلُ الكاتبة العربية بشكل متزايد على كتابة الرواية من خلال المونودراما؟
إنّهن نوّارات ملح في مسرح رواية تحترق، ثمّة رائحة حريق في الرواية التي كتبتها الكاتبة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا