الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النموذج التركي

بهاء الدين الصالحي

2023 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


النماذج السياسية المبهرة لها بعدان رئيسيان أحدهما خارجي والآخر خفي وحسب قدرة من يدير الملف علي إظهار وجه الابهار واخفاء الجانب القابل للانتقاد وذلك من خلال التركيز علي فكرة المقارنة الدعائية ،والقدرة علي استخدام الدعاية لتسفيه الاخر من خلال التركيز الدعائي وتضخيم العنصر الممارس لدي الاخر والمرأة أخفائه لدي النموذج المراد ضخه دعائيا .
والدليل الابرز علي ذلك علاقة تركيا بإسرائيل وعلاقة مصر بإسرائيل وكيفية معالجة ذلك الملف حيث يشترك الاثنان في إقامة علاقة دبلوماسية وتعاون اقتصادي مع إسرائيل حيث استفادت تركيا من الامكانيات التكنولوجية لإسرائيل في تصنيع الطائرات المسيرة ،ومارست الدعاية بامتلاكها لتلك التكنولوجية كاملة ،علما بان تسويق إسرائيل سياسيا في المنطقة سواء في إيران او تركيا كان من خلال ملف التكنولوجيا هذا ،وكأن امتلاك الإمارات لبنية تصنيع الطائرات المسيرة كان عن طريق إسرائيل.
وكذلك مصر وعلاقتها مع إسرائيل حيث التوازنات العسكرية والتعامل اليومي مع مشكلة قطاع غزة حيث ذلك الملف الفخ الذي لو استدرجت اليه مصر لذاقت ويلات الحرب مرة اخري مما يؤثر علي ملف التنمية.
ولكن قدرة الدعاية التركية علي توظيف صورة أر دوغان بصيغة الخليفة الفاتح خاصة مع التركيز الدعائي لإعادة الصلاة في مسجد كان كنيسة فتحها محمد الفاتح وحولها اتاتورك الي متحف ،ولعل ذلك التوظيف السياسي والدعائي للفاتح قائم علي صدي تلك الدعاية لفصيل اجتماعي اصطبغ اداءه ببرجماتية مستخدمة الدين وهو فصيل الإسلام السياسي الذي نادي في أول بيان له بأن أهدافه الرئيسية هى :
محاربة أشكال التغريب في الحياة المصرية ثم إقامة الخلافة الإسلامية والذكاء الاجتماعي في توقيت ذلك الطرح فقد تم ١٩٢٨ ودم علي عبدالرازق لم يزل ملطخا بدموية المعركة التي مورست ضده عندما أصدر كتابه عن الخلافة واسقط فرضيتها .الفارق هنا في الغرض من التمسك بالخلافة مع الاتفاق علي فرضيتها ،حيث هؤلاء يستخدمونها، ففي تركيا هي محاولة توظيف البعد الديني لفكرة الخلافة العثمانية في القبول المبدئي لممارسات الدولة التركية ومع احتكار التمثيل الإسلامي حيث سهولة تمرير اي مخالفات تحت ستار نظرية المؤامرة التي يتعرض لها المسلمين خاصة وأن الإسلام قد تجسد في تركيا زعما بأن فكرة التمسك بالشعائر هو سبب نمو تركيا الاقتصادي ، علما بان طبيعة المكان والدعوم الأوربية القادمة من بلاد الكفر بحكم حسن إدارة ملف اللاجئين الذي كانت تركيا احد أسبابه ،علاوة علي توظيف ذلك النموذج كجزء من الصراعات الداخلية خاصة داخل جمهورية مصر العربية خاصة مع عدم نضج الطرح الخاص بأسباب سقوط تجربة الإسلام السياسي والحاقها بفكرة الانقلاب متناسين ان الحركة التي اسقطتهم حقيقية وشعبية.
اذن الانبهار بالتجربة التركية ناتج خلل في البنية السياسية في الداخل المصري ،في حين ان استقرار الملفات التي تغذي عليها النموذج التركي سيؤدي تلقائيا لسقوطه بعد تغير المناخ الدولي ،وذلك لان البعد الدولي كعنصر غائب عن تفكير من يمارسون السياسة بطريقة رد الفعل والذين يتأرجحون بين يأس ورجاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود ضخمة في موكب جنازة الرئيس الإيراني رئيسي في العاصمة طهر


.. حادثة مروعة شهدتها المكسيك خلال تجمع انتخابي بعد انهيار منصة




.. بريطانيا :رئيس الوزراء يعلن تنظيم الانتخابات العامة في 4 يول


.. الانتخابات الرئاسية الأميركية.. مخاوف بايدن وهواجس ترامب| #




.. جنود إسرائيليون: لم نجد فرقا كبيرا بين ما واجهناه بغزة وما ن