الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سيدي بوش--حزينون لمشروع استقبال الطغاة والقتلة

سلطان الرفاعي

2006 / 10 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


وقفنا وما زلنا كتيار علماني ليبرالي ضد كل اتصال مع جماعة حماس، على اعتبار أن حماس برأينا، جماعة إرهابية يقودها رئيس وزراء غير حضاري لا يؤمن بالحوار مع الآخر. الآخر والذي أصبح يحظى باستقبال وضيافة وتكريم في العديد من الدول العربية الآخر والذي تنتظر زيارة وزيرة خارجيته قطر بجزيرتها وإعلامها وقضها وقضيضها.

ماذا لو استقبل الرئيس السوري الإرهابي عمر عبد الرحمن، أو جماعته في دمشق؟ سؤال نطلب الإجابة عليه من الرئيس الأمريكي بالذات.

وحتى لو كان الجمهوريون في وضع قلق، وعلى شفير هزيمة قريبة، فهذا لا يُبرر أبدا، زيادة الأخطاء، خطأ جديدا.



عندما استقبل البيت الأبيض وشجع، العديد من المعارضين للنظام في سوريا، لم نعترض، وعلى العكس طالبنا ونطالب دائما بزيادة الضغط على النظام، ومطالبته بالإصلاح والتغيير، ومحاربة الفساد وإطلاق سراح الذين ذهبوا إلى هناك جميعا. فالاعتقال الناجم عن خلاف في الرأي، نرفضه بالمطلق، وندعوا دائما إلى الحوار الناجع بين المعارضة الوطنية والسلطة.



أما وقد سمعنا عن مشروع من قبل وزارة الخارحية لاستقبال جبهة الخلاص (وساطة من قبل معهد بروكلين اليهودي)، والتي يقودها لص سرق شعبه وطغى وأفسد جيلا كاملا من الشباب بأفكاره القمعية، ناهيك عن دوره الهدام في التخريب والنهب والفساد في دولة مجاورة. والآخر الآخر رئيس عصابة دموية عاثت في سوريا تفجيرا وقتلا واغتيالا. عبر اغتيال زهرة شباب الوطن وعلمائه وأطبائه وقضاته.



أين هي المبادئ الليبرالية التي نؤمن بها معا، وهل تسمح تلك المبادئ لكم باستقبال القتلة والسارقين لدولهم، بحجة أنهم من المعارضة؟ وما عسانا أن نقول، لكل من يُريدون الانتساب إلى التجمع الليبرالي، فيما لو سألونا السؤال نفسه.، بحجة أنهم من المعارضة؟ وما عسانا أن نقول ، لكل من يُريدون الانتساب إلى التجمع الليبرالي ، فيما لو سألونا السؤال نفسه.

((ويؤدي أساس الكرامة الإنسانية العلاقيِّ إلى رفض ما هو غير مقبول في زمن ومجتمع ما قد يصبح فيهما كل شيء ممكنا ومسموحاً.لذا علينا إن نرفض ما يجب رفضه،وآلا نستسلم للضغوط ،لان ضميرنا الليبرالي يتكون ويتضح من خلال تحدينا للاستبداد ومقاومتنا له.)).

وكيف نشرح لهم حقيقة تكوين الضمير الليبرالي، الذي يتحدى الاستبداد والعنف، وأنتم، يا من تدعون قيادة العالم وفق النهج الليبرالي العظيم، تقومون باستقبال رموز الاستبداد والعنف برحابة صدر؟.



قبل فترة وجيزة، أطلقنا فكرة من أجل الحوار العربي الأمريكي، ونحن مع هذا الحوار بقوة. ولكننا اليوم، نقف مذهولين، كيف لنا أن نُحاور من يستقبل أعداء وطننا، كيف نحاور ؟ وبماذا نُجيب أجهزتنا الأمنية القمعية، فيما لو اعتقلتنا، بسبب ذلك الحوار؟

أمريكا سيدة الكون اليوم، في الاقتصاد والسياسة والأعلام. وهنا نسأل: الإعلام الأمريكي، وبمساندة من جماعة الc i a لديه معلومات كافية وافية عن هؤلاء المجرمين الذين تستقبلوهم اليوم، موجهين طعنة نجلاء للشعب السوري، والذي عانى الكثير منهم ومن طغيانهم ودمويتهم. ونحن معكم، لا ننكر أن هناك في السلطة العشرات من الطغاة والفاسدين، وطبعا ننبذهم، ونهاجمهم، وننتظر ساعة الخلاص منهم، ولكن لا نتفق معهم ولا نحاورهم ولا نصادقهم كما تفعلون أنتم اليوم.

في النهج الليبرالي الذي نؤمن وتؤمن به نُحدد في أسن جميع علاقاتنا الاجتماعية الصحيحة يجب أن ترتكز على الحقيقة والعدالة، التي تقر لكل شخص حقه في العيش الكريم باعتباره بشراً لا متاعاً سائباً.ولكن هؤلاء الذين تجتمعون معهم اليوم، هم من من جعلوا من المواطن السوري متاعا سائبا ، فقيرا محطما، منفيا معتقلا. أين الحقيقة وأين العدالة ؟ في استقبالكم مثل هؤلاء.

هل سألتم من تستقبلوهم اليوم عن الاعتقال التعسفي، التعذيب الجسدي والمعنوي، الضغط النفسي، أوضاع الحياة المنحطة، السجن من دون مبرر، الاستعباد، التسلط، انتهاك حريات الإنسان. والتي كانوا يُمارسونها على الشعب السوري لأكثر من أربعين سنة . إن كل هذه التصرفات هي في الواقع شائنة.تلحق العار بالذين يمارسونها على شعوبهم، أكثر مما تلحقه بضحاياه، كما أنها وصمة عار على شرف أي دولة تستقبل هؤلاء الطغاة.

ماذا سنقول لكم في حوارنا:: ((يجب أن يحترم المجتمع الليبرالي المجتمعات الأخرى المنظمة وفقا لمذاهب شاملة)). هل ترون في استقبالكم لهؤلاء القتلة والطغاة ، احتراما للمجتمع السوري الذي عانى وما زال يُعاني من الطغاة والفاسدين والأصوليين.

ونقول أيضا: ((فلا يتنعم القليلون بالخيرات ويرزح كثيرون تحت وطأة الفقر)). القليلون هم الفاسدون الذين سرقوا الشعب السوري ، ونهبوا خيراته، سواء من تستقبلوهم اليوم، أو البعض الذين لا زالوا في السلطة، هؤلاء هم سبب فقرنا وألمنا وجوعنا وتخلفنا، فهنيئا لكم يا من تستقبلوهم في البلاد التي ترفع شعار العدالة والكرامة والمساواة والحرية والتوزيع العادل للثروات الوطنية.

وأيضا سنحاوركم بهذا : (وهذا يتطلب من رجال السياسة أن يضعوا نصب أعينهم الغاية التي من اجلها تولوا مسؤولياتهم، إلا وهي خدمة حقوق الأفراد وخير جميع المواطنين، ويعني ذلك احترامهم الدستور والقانون والسلطات التشريعية والقضائية، ولا تتحول سلطتهم السياسية إلى خدمة مصالحهم الخاصة أو مصالح فئة بعينها على حساب سائر الفئات.وإذا وعى رجل السياسة دوره الأساسي داخل مجتمعه, فعليه أن يولي اهتماما خاصا للشرائح الفقيرة والمحرومة والمهمشة لأي سبب كان.). متى خدم حقوق الأفراد السوريين: عندما امتطى العشرات منهم كسائقين لسياراته؟ أم عندما سخر المئات من الشباب للعمل في معامل أولاده الفاسدة؟ ومتى احترم القانون ولم يمتطه ويجعله خادما لنهبه وسرقاته ومشاريعه . والحديث عن استخدامه لسلطته السياسية في خدمة مصالحه الخاصة يطول ويطول: عبر استلامه للملف اللبناني قام بعقد الصفقات التجارية مع شريكه الشهيد. عبر استلامه الملف اللبناني، قام بسرقة أموال الشعب اللبناني، من الكهرباء إلى السيارات إلى المشاريع الوهمية المتعددة. عبر الملف اللبناني ، ساهم بمعية أطفاله بسرقة السيارات تهريب المفروشات والدخان والحشيشة ومنتجاتها وما هب ودب من لبنان.عبر منصبه كنائب لرئيس الجمهورية وعضو قيادة قطرية، أسهم في إفساد جيل كامل من البعثيين( أكثر ما هم فاسدين) وقمعه، وقمع مجتمع كامل عبر سطوته، وكنا من الذين ذاقوا السجن لأول مرة على يديه، يوم كان ضباط الأمن المحققون يُدافعون عنه.

وسنقول لكم أيضا عندما نحاوركم: ((وعندما تحارب الليبرالية وتناضل لمنع كل تعدي أو تجاوز لحقوق الإنسان ضمن المجتمع، تكون أيضا في طور تأسيس نظام أخلاقي يعمل على كل هذا.)). أنتم اليوم تستقبلون، كل من تعدى وتجاوز حقوق المواطن السوري، وبالتالي نقول: أين أخلاقياتكم الليبرالية والتي تُريدون منا أن نؤمن بها، وأن ندعوا إليها.



سيدي بوش: قد ترحل عن الحكم، ولكن اجعلنا نقول، أنك كنت مع الشعب السوري كما وعدت وليس مع طغاته. الشعب السوري اليوم، ونحن، الذين نكن لك كل تقدير واحترام حزينين جدا لاستقبال بعض منكم، لطغاتنا، ونذكركم، بالقرار الذي كنتم بصدد إطلاقه(ولا أعلم إذا تم إعلانه). والذي ينص على محاربة الطغاة الذين ظلموا شعوبهم، وعدم توفير مكان آمن لهم في كل العالم. فقط نذكركم، وقلبنا حزين لاستقبالكم هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة