الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوباء السري الذي يفتك بالعراق

محيي المسعودي

2023 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بابل – محيي المسعودي
لكي تُفشل دولةً وتجعل الفشل مستمرا فيها ما عليك الا ان تعدم الثقة بين الحكومة والشعب , ولكي تصل الى تحقيق هذه المهمة يجب تضع حكومة فاسدة او جاهلة في سدة الحكم او حتى ظالمة دكتاتورية . ان انعدام الثقة بين الشعب والحكومة يعني صراع فخراب مستمر. وقد لاحظنا ما جرى بعد انعدام الثقة بين الشعب العراقي وحكوماته منذ 2003 والذي شابه الى حد كبير انعدام الثقة بين " صدام" والشعب العراقي, ولم يكن الفرق الا في, ان صدام كان دكتاتورا يحكم العراق من اجل نفسه وهوسه وطموحاته الشخصية , بينما الحكومات التي اعقبته ما هي الا احزاب وافراد تعمل لمصالحها فقط , ولكي نعود الى الحكومات العراقية بعد صدام لنرى الوباء الذي وضعه الامريكان واعداء العراق لكي يستمر فشل الدولة العراقية وخرابها ولا يستعيد هذا البلد قدرته على النهوض من جديد , لقد جلبوا زمرا جاهلة في الحكم وحكَّموهم بالعراق ثم جرى اطعامهم بطُعُم الفساد حتى لا يصابوا بالنزاهة والوطنية والعمل من اجل البلد , اعطوهم الاموال بلا حساب ولا محاسبة والسلطة المطلقة تحت بيرق الديمقراطية . وظلوا يغذونهم بالفساد ويحمونهم حتى ادمنوه وصار مرضا مزمنا لا شفاء منه ابدا , وهنا بدأت المرحلة الثانية من جعل العراق دولة فاشلة مع استدامة الفشل وكانت عن طريق الاعلام والتشهير بالفساد حتى ملأوا وسائل الاعلام والسوشيال ميديا (Social Media)‏) بفشل وفساد المسؤولين العراقيين مما زرع ورسخ الاعتقاد لدى كل عراقي بان من يحكمه مهما كان فهو فاسد, فانعدمت ثقة الشعب بالمسؤول , وصار الشائع في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعية هو اظهار كل سلبي, بل خلق حال سلبية وهمية احيانا لادانة الدولة بها , كل الدولة والاصرار على القول ان كل مسؤول مهما كان ومن كان !؟ فهو فاسد , حتى وصل الحال بالعراقيين انهم امسوا لو وليت عليهم نبيا عادلا سيقولون عنه انه فاسد او افسدته السلطة. وهذا هو هدف اعداء العراق منذ الاحتلال , لان خلق هذه الصورة وهذا الاعتقاد سوف يمنع اي مسؤول شريف ونزيه من ان يقوم بعمله من اجل بناء واعمار العراق واعادته كدولة ناجحة ويحول دون دعم الشعب له لان المسؤول ييأس والشعب لا يمنحه الثقة ولا يعاضده .
والحال هذه يجب خلق ثقة بين المواطن والمسؤول الشريف - اقول الشريف فقط - للقضاء على انعدام الثقة المطلق والشائع في العراق بين الشعب والسلطة, لانه الوباء السري الذي صنعه المختبر السياسي الفكري الخبيث لامريكا واسرائيل .
وعلى ما تقدم اعتقد انه يجب تشجيع المسؤول النزيه الشريف الذي يعمل من اجل القيام بمهامه خدمة للعراق , ويجب اظهار بعض المظاهر الحضارية للمجتمع والاعمال الناجحة للحكومة الى جانب السلبيات والمشاريع الفاشلة" الكثيرة" وهذا, لكي يُدان الفاسد وتستمر ادانته ويُشكر ويُشجع المسؤول الناجح والشريف النزيه ويُعضد عمله حتى يزداد عدد المسؤولين الشرفاء وتعود الثقة بين الشعب والحكومة . واخيرا وحسب معرفتي ببعض المسؤولين استطيع القول ان فيهم رجال نزيهون ومهنيون , يحبون بلدهم والنجاح بخدمته وعليه يحب تشجيعهم ومساندتهم حتى ينجحوا في مهامهم ويحققون ما يستطيعون تحقيقه من اجل ازدهار بلدهم . صحيح ان بعضهم فشل في عمله نتيجة تعرضه لضغوط سياسية فردية وحزبية منعته من تحقيق الكثير مما كان يخطط لانجازه . وقد كان هناك مسؤولون يريدون النجاح في خدمة بلدهم لكن زمر الفساد والاحزاب اعجزوهم ومنعوهم من ذلك بحكم تشكيلة السلطة الساسية وحتى الاجتماعية , ولكن مع كل هذه الضغوط نجح البعض في بعض مراحل عمله . وتبقى حقيقة على الجميع ان يدركها ان البلاد لن تنهض من جديد باشخاص فرادى مستقلين, ولو كان عددهم بعدد اعضاء مجلس النواب , لان البلد يحتاج رؤية واضحة وتحديد اهداف وبرامج لتحقيق الاهداف وهذا ما لا يمكن تحقيقه دون وجود احزاب جماهرية كبيرة تستطيع عرض رؤيتها وتحديد اهدافها ووضع البرامج والخطط لتحقيق تلك الاهداف . اقول قولي هذا بلا ميل الا للوطن ولا مصلحة الا مصلحة البلد ولا رغبة لي بهذا القول الا انها ارادة الضمير الذي لن يستريح حتى اقول ما رأيته وشعرت به وأعرفه وعشته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل