الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين لبنان و إسرائيل

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لا جدال في أن قيام دولة إسرائيل في سنة 1948 في فلسطين كان نتيجة لأحداث ومناورات شهدتها القارة الأوروبية في سياق تبلور القوميات التي دارت فيما بينها كما هو معلوم ، المنازعات و الحروب الطاحنة ، كان المواطنون اليهود خلالها كبش المحرقة ، تجسد ذلك بحملات الإضطهاد و الإبعاد و تلفيق الإتهامات ضد مجاميعهم على مثال كتاب " بر توكولات حكماء صهيون " الذي نشرته في سنة 1903، المخابرت الروسية القيصرية و مثال " قضية دريفيس " الضابط الفرنسي اليهودي ، الذي خوّنته قيادته في سنة 1894 إبهاما لإخفاقها في سنة 1870 ، في الحرب الفرنسية ـ الألمانية ، و صولا إلى التصفيات العرقية التي وقعت في الدول الأوروبية ، خاصة في المانيا أثناء الحرب العالمية الثانية .لعل الدليل القاطع على ذلك ظاهر بوضوح من خلال الدور الذي اضطلعت به الدولتان الإستعماريتان آنذاك ، فرنسا و بريطانيا ، في إحتلال و إستعمار فلسطين بواسطة الحركة الصهيونية كخطوة أولى من مشروع أوسع يشمل الجغرافيا المحدودة بالنيل جنوبا و الفرات شمالا ، تحسن الإشارة في هذا السياق إلى مذكرة تقدمت بها الوكالة اليهودية إلى سلطة الإنتداب الفرنسي على سورية في سنة 1938 تؤكد فيها على ضرورة هيكلة ارث الدولة العثمانية "حول نواة مركزية تدور في فلك القوى الغربية ،مكونة من لبنان المسيحي و فلسطين اليهودية و منطقة الجزيرة الفراتية الغنية و لكن المتصحرة حاليا ، بعد أن تنعشها اليد العاملة اليهودية الآتية من أوروبا الشرقية بمساعدة رأس المال اليهودي وغير اليهودي "( هنري لورانس) . " لولا بريطانيا لما نشأت دولة أسرائيل" يقول المؤرخ نفسه .
إستنادا إليه ، يمكننا أن نستنتج أن أسرائيل ، تحت القيادة الصهيونية، تمثل مشكلة كبيرة ، ليس فقط للفلسطينيين و الأردنيين ،و لكن أيضا للبنانيين و السوريين والعراقيين ، او بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، يوجد تناقض جذري بين القيادة المذكورة وهذه الشعوب . الغريب في الأمر أن هذا التناقض يبدو أنه بين قيادات الدول العربية من جهة و بين الحركة الوطنية الفلسطينية من جهة ثانية هذا من ناحية و فيما بين القيادات الفلسطينية من ناحية أخرى ، بناء على أن زعماء الدول العربية عموما و دول الجوار الفلسطيني خصوصا كانوا مواظبين قبل لوثة التطبيع ، على شق فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية بقصد إضعافها ، و إجتذاب كل زعيم تيارا إنفصاليا شاهدا على التزامه بالقضية الفلسطنية .
أن مداورة هذه المسألة في الذهن تضعنا أمام جملة من الأسئلة لا بد من البحث عن إجابات عليها ، بناء على معطى مثبت بأن الدولة الصهيونية تمثل خطرا كبيرا كما يفهم من وثيقة الوكالة اليهودية المقدمة إلى سلطات الإنتداب الفرنسي كما ألمحنا أعلاه ، وإنطلاقا من تلمس الأسباب التي أدت بمرور الوقت إلى المتغيرات و المتبدلات في الحركات الوطنية في البلدان العربية عموما و في الحركة الوطنية الفلسطينية بوجه خاص، حيث نلاحظ أن منظمات حزبية عديدة تلاشت نهائيا ، بينما ظهرت و احتلت الصدارة حركات لم تكن معروفة في سنوات 1970 ، أو كانت غائرة في صفوف منظمات اتحادية قبل أن تستأثر بقيادتها . (للبحث بقية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها