الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة العراقيّة تماضر كريم **.

علي فضيل العربي

2023 / 5 / 31
الادب والفن


مازال كتاب القصة القصيرة ، و الأقصوصة ، من جيل الشباب ، يثرون - من حين لآخر - الساحة الأدبيّة بنماذج قصصيّة ، سرديّة ، مدهشة ، تعكس جانبا مضيئا من النهضة الأدبيّة المعاصرة ، و صورا من الإبداع الأدبي الواعي و الملتزم .
من العراق الشقيق ، من أرض الأدب الأصيل ، و العلم الوفير ، أتحفتنا القاصة و الشاعرة تماضر كريم .بمجموعة قصصية . بعنوان " إيلا " ، في طبعتها الأولى 2023 م ، عن مؤسسة أبجد للترجمة و النشر و التوزيع – العراق ضمّت بين دفتيها ، سبعة و ثلاثين نصا قصصيا ، سبعة عشر نصا منها ينتمي إلى أدب الرسائل .
و استسمح القاريء الكريم إن أستهلّ هذه القراءة المتواضعة - بتناول عنوان المجموعة ( إيلا ) بشيء من الإطالة ، لما له من دلالات ، وجب الوقوف عندها . إنّ العنوان الأدبي هو عتبة النص السردي أو الشعري .، و قد يأخذ من الكاتب أو الشاعر وقتا ليس وجيزا لاختياره و الرسو عليه . فهو الأصعب على الإطلاق ، لأنّه بمثابة منارة البحر التي تهتدي على ضوئها السفن و القوارب . و كل من زعم أنّ العنوان الأدبي هيّن المبنى و المعنى فقد جهل مغزاه الحقيقي .
نحن أمام مجموعة قصصيّة ، وسمتها صاحبها ، القاصة العراقيّة ، تماضر كريم بعنوان مثير للدهشة ، لما يحمله من معان عميقة و يوحيه من رموز لغويّة و أسطوريّة و ثقافيّة و روحيّة قديمة .
إيلا ، و تعني بالعبريّة شجرة البلوط ، التي ترمز إلى القوة و الصلابة و المتانة ضد كل الصعوبات كلها من حولها و طول العمر و الديمومة و الارتفاع في العالمين الروحي و المادي . . هي شجرة جذورها عميقة جدا في الارض بحث يصعب بل لا يمكن كسرها و اجتثاثها بسهولة. التي كان بعض الناس يعبدونها في الماضي . و هي الشجرة المقدسة في بعض ثقافات العالم . لقد لعبت دورا مهما في الاساطير كرمز للقوة الاساسية . كان زوجا لا ينفصل مع إله الرعد في الثقافة السلتية ***. و في تم تنفيذ طقوس وثنية و مسيحية مختلفة ، كالصلاة لها أو للآلهة التي تمثلها ، من أجل القوة و المتانة . و قد اجريت بعد المحاكمات تحت اشجار البلوط القوية . و تستعمل في بعض الطقوس الدينية و الروحية كملاذ روحيّ . لأنها شجرة محبوبة .
إن القيمة الرمزية لشجرة البلوط مدهشة ، عندما وظّفها بعض الناس في صلاتهم للحديث مع أعلى القوى في هذا الكون .
و من الاعتقادات السائدة ، أنه يمكن للناس الاختباء تحت شجرة البلوط لأنها تمنحهم الحماية اللازمة التي يريدونها في الحياة .
و بعد ، تقول بطلة الرسائل " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب " ص 189 .
أجل ، لا شيء يستطيع ترميم هذا الخراب سوى الحب و الجمال . إنّه خراب أصاب النفوس في مقتل . فـ " الجمال يذبل قليلا لكنّه لا يموت " ص 175 . و لن يتعافى هذا العالم من علله و أزماته و خرابه ، ما لم يسد الحب و الجمال بين البشر . بغض النظر عن كلّ الاختلافات و التباينات البيولوجيّة و الإثنيّة و الثقافيّة و الدينيّة .
قصص " إيلا " اجتماعيّة بحتة ، رصدت القاصة العراقيّة تماضر كريم في مضامينها ، يوميات المجتمع العراقي ، الذي لا تختلف يومياته عن المجتمعات العربيّة ، في المشرق و المغرب العربيين ، بعيدا عن ألغام السياسة و مطبّات الإيديولوجيّا . عوالمها الإنسانيّة لا يقيّدها عنصر الزمكان .
لقد اعتمدت القاصة على مجموعة من ( التيمات ) اليوميّة ، العاديّة ، الملتقطة من صلب الواقع المعيش . فبين الحب العذري و الشقاء اليومي و الهمّ الذي يلاحق المرأة العاملة ، و التي تترك أبناءها وحيدين في المنزل ، كما تركت فريدة حسن ابنتها ذات التسع سنوات وحيدة في البيت " و أخبرتها أنّها ستتسوق و تقوم بتسديد بعض الفواتير ، ثم تعود ، و أوصتها أن تعتني بنفسها جيّدا " ص 25 .
تقف قصص القاصة تماضر كريم ، لتدين سلوكيّات الكذب و النفاق و الإهمال و الخداع . و أغلب ضحاياه ، هي المرأة ، و خاصة الزوجة ، فهي العنصر الخدوم في البيت ، و هي التي تدفع الثمن مرارا و تكرارا . و تتعرّض للعنف المعنوي و المادي ، لأنها في نظر زوجها كما زعم اليهود " جسد لا أقل و لا أكثر . هي ملاذ للمتعة و قضاء الشهوانية الحيوانية المفرطة "
" بالأمس نسيت نشر الملابس ، و اكتشف هو وجودها في الغسّالة ، فهبطت يده على وجهي بعنف ، و تركت زرقة قرب عيني ، زرقة أحرجتني أمام الأولاد ، و أمام جارتنا التي حضرت لتستدين مني بعض المال " ص 57 . " سيطرق الباب عند الواحدة تماما ، مع ستة من أصحابه " ص 57 . " هكذا عندما يأتون ، لن يكون هناك سوى تقديم الطعام ، و مثل كل مرّة سيكون هو و أصحابه راضين و سعداء " ص 58 . " سأكون مستعدّة مثل جنديّ على أهبة الاستعداد لحتفه " ص 60 .
أهمّ ما شغل القاصة تماضر كريم في قصص مجموعتها ( إيلا ) ، الهمّ الاجتماعي ، و ما يلاحق المرأة الشرقيّة من خسارات مقابل الرجل الشرقي ، و انكسارات نفسيّة التي تعكسها علاقاتها بزوجها . هذا الزوج الذي تلاحقه ، أحيانا ، كالسراب . هذا الزوج الأنانيّ ، الباحث عن سعادته الذاتيّة ، بأيّ ثمن . ففي قصة ( البداية من البحر ) ، يصدم الزوج زوجته بكل برودة دم ، كأنّه يخاطب صنما لا زوجة من لحم و دم و مشاعر . أخبرها ، دون أن يتلعثم ، و دون خجل ، أو تردّد ، أنّه " في آخر رحلة له إلى دمشق ، تزوّج من امرأة سوريّة ، منذ حوالي سنة ، و إنّها على وشك وضع طفلهما الأول " ص 11 .

و لم يكتف الزوج الواثق من نفسه بذلك الخبر ، بل زاد و أخبرها بـ " أنّه ينوي السفر معها إلى أوروبا " ص 11 . و الأدهى من ذلك قوله لها همسا : " ستصلك ورقة الطلاق قريبا ..لكي تعيشي حياتك . " ص 12 .
هكذا يمارس الرجل الشرقي هواية الزواج و الطلاق ، و كأنّها لعبة ذكوريّة متوارثة ، و راسخة في جدار التراث ، و في ذاكرة العادات و التقاليد الباليّة .
استهلّت الكاتبة مجموعتها القصصيّة ( إيلا ) ، بقصة ( عودة ) ، و هي قصة .

" لا يمكن أبدا أن نحصل على كلّ شيء ، نحن شركاء في هذه السعادة و هذا الجحيم " ص 16 . ( البداية من البحر ) .
" خطر لي أن مهما بنينا ، فإن كل شيء سيهوي في النهاية ، تماما مثل بيوت الرمال " ص 16 .
في قصة فيتر تقع تلك الطالبة الجميلة ، المثقفة جدا ، ذات الشعر الأصفر و العينين الزرقاوين ، و التي تدرس في قسم اللغة الفرنسيّة ، تقع في حبّ شاب ميكانيكي . معتقدة أنّه شاعر و صحفيّ و يدير جريدة . " هي تظنّ أنّي صحفيّ و شاعر و أدير جريدة " ص 20 .
" الأسوء من السواد تحت الأظافر و الجلد هو أن تكتشف كل هذا الكذب " ص 22 .
و عندما اكتشفت حقيقته ، لم ترد فضحه بلسانها ، تجنبا للفضيحة ، بل لقد اكتشفت كذبه بأسلوب ينم عن ذكائها وفطنتها ، و سموّ أخلاقها ، و أصالة ثقافتها . " .. بعد أن أحكمت لفّ يدي ، ضغطت عليها بطريقة ما . كأنّها أرادت أن تقول شيئا .. لا أعرف ما هو . لكنّه بدا شيئا جميلا . " ص 23 .
إنّ الحب لا يعترف بالفوارق الاجتماعيّة و التفاوت الثقافي ، ما لم يكتنفه الكذب و الخداع و المشاعر الفوقيّة أو الدونيّة . فشخصيّة فيتر تبدو مهزوزة ، غير واثقة من نفسها ، مريضة نفسيّا ، بسبب محدوديّة العلم و الثقافة . عكس شخصيّة حبيبته الطالبة ، فهي قويّة و رزينة و حكيمة ، لأنّها متعلّمة و مثقفة و واعيّة . و هي مرآة تعكس مجتمعا متحرّرا من العادات و التقاليد القبلية و العشائريّة . مجتمعا يمقت الطبقيّة القائمة على المظاهر الماديّة - كما هو الحال في البيئات البورجوازيّة و الرأسماليّة - و على التميّز الثقافي ، كما هو الأمر عند النبلاء و الأوليغارشية الثقافيّة .
في قصة إيلا التي وسمت بها القاصة تماضر كريم مجموعتها القصصيّة ، مشهدان يجسّدان حالة العالم العربي : مشهد إيلا ، و هي امرأة يهوديّة ، أستاذة جامعيّة في مادة التاريخ ، جاء بها الحنين و الذاكرة إلى بغداد بحثا عن منزل أبيها الذي كان معلّما بإحدى المدارس الإعداديّة . صادف صاحب التكتك " تلك السيّدة ذات الشعر البنيّ المقصوص على طريقة الرجال " ص 63 ، و التي أعطته مبلغا مرتفعا ، ليساعدها على إيجاد المنزل . كانت مستعدّة لبذل المزيد من المال من أجل تحقيق أمنيتها و غرضها المنشودين . إنّها رمز للعقليّة اليهوديّة ، و للفلسفة التوراتيّة في الكيان الإسرائيلي الغاصب . فهو كيان مبنيّ على الأوهام التاريخيّة و الأساطير التلموديّة و الأكاذيب الإيديولوجيّة ، طمعا في تأسيس دولة يهوديّة ، تمتدّ من النيل إلى الفرات . إنّ التاريخ القديم ، المزيّف عند دعاة الدولة اليهوديّة هو حجتهم الوحيدة الباقيّة في جعبتهم لتغليط العالم ، بأنّ فلسطين و ما جاورها ملك لهم . و هكذا يسعون إلى تدريس ذلك التاريخ المزوّر المتخم بالأكاذيب ، كما زيّفوا التوراة ، و هو سلوك ورثوه أبا عن جد ، ليس غريبا عليهم . عندما وجدت إيلا منزل والدها مغلقا ، حاولت فتحه " تركها تتأمّل المنزل ، و اندهش من محاولتها فتح الباب المقفل " ص 75 . لكن صاحب التكتك ترجّاها ألاّ تحاول فتحه " أرجوك لا تحاولي الآن " ص 75 .
أرادت القاصة العراقيّة تماضر كريم من خلال الحوار الذي جرى بين صاحب التكتك و إيلا اليهوديّة أن تعرّي مأساة الجيل الجديد في العراق و العالم العربي على حدّ سواء ، إنّه جيل لا يهتم بالتاريخ ، بل في إحدى البلاد العربيّة خرج طلبة المدارس في ثمانينيات القرن المنصرم إلى الشوارع مردّدين ( التاريخ في المزبلة ) ، رافضين دراسته و الامتحان فيه .
و تسأل تلك اليهوديّة صاحب التكتك عن اسمه ، فيخبرها بأنّ اسمه عمّار ، ثم تخبره أنّ اسمها إيلا ، و يعني ( شجرة البلوط ) ، تسترسل في الحوار التالي ، و تسأل صاحب التكتك :
- " هل تقرأ ؟ " ص 70
- " لا ... كان آخر كتاب قرأته هو في المعهد كي أنجح " ص 70
- " أنت غير مطّلع على تاريخ العراق إذن ؟ " ص 70
- " ليس كثيرا .. في معهد الإدارة لا يعبأون بالتاريخ " ص 70
ثم ليتأمّل معي أخي القاريء هذا الحوار الذي دار بين عمّار العراقي و إيلا اليهوديّة .
- " و أنت ، ما هي دراستك ؟ " ص 71
- " درست التاريخ ، و أنا الآن أدرّسه في الجامعة . " ص 71
- " أشكّ كثيرا أنّنا سنفهم حاضرنا من دون فهم الماضي " ص 72
- " ما معنى أن ندرس تلك الأشياء التي حصلت في الماضي ؟ " ص 71

إنّه حوار يجسّد عمق المأساة التي تعيشها الطبقة المتعلّمة و المثقّفة في البلاد العربيّة . فبينا ينبش الباحثون و المؤرخون اليهود بأظافرهم و نواجذهم في عوالم الأساطير و الخرافات عن تاريخ مزيّف لبناء دولتهم المزعومة و كيانهم الوهمي ، نجد يالمقابل ، طائفة من المتعلّمين و المثقفين العرب و المسلمين يدعون إلى إلقاء التاريخ في غياهب النسيان و إهمال التراث ـ تحت عذر المعاصرة و التجديد و العولمة .
أمّا المشهد الثاني ، فتجسّده مناظر كلّ من " الصبية الذين يعبثون بالتراب " ص 64 . و " المرأة التي تنبش في المزابل " ص 64 . و " الخضّار الذي يدور بعربته في الشوارع " ص 64 . و هو يمثّل خلاصة سياسة الاستبداد و القمع و الحرمان ، التي تمارسها السلطة السياسيّة المكبّلة بسلاسل بارونات المال الفاسد المتدفّق من أنابيب الرشوة و المتاجرة بالمخدّرات و اختلاس أموال النفط و الغاز و نهبها و تبييضها .
و لقد أبدعت القاصة تماضر كريم و وفقت في ختام قصتها ، بقولها : " حتى الأضواء تنكسر على الشارع ، و تلاقي مصيرها هناك على الأسفلت . " ص 76 ، ثم تقول : " و صعد التكتك شاقا طريقه بين السيارات ، و في الطرقات المختصرة ، و هو يراقب تكسّر الأضواء " ص 77 .
لقد كانت خاتمة القصة انكسارا لحلم إيلا اليهوديّة ، و نهاية لحلمها التلمودي الطامع . و انفتاح كوّة يقظة و وعي لدى عمّار . ذاك المواطن العربي ، العراقي الواقع بين سندان الاستبداد و مطرقة الحياة ، بين همومه اليوميّة لانتزاع رغيف الخبز الحافي ، و لو من يد يهوديّة تفتّش عن زمان ماض ، و ذكريات أبيها و قومها .
في قصة "غرق" تتجلّى لنا مأساة أخرى من جملة المآسي الإنسانيّة ، التي أفرزتها المدنيّة المعاصرة . ظاهرة التبرّع بالأعضاء الجسديّة . هي فكرة تبدو للمرء جيّدة ، مادامت ستهب للمرضى الآخرين جرعة من الأمل ، و مزيدا من الحياة . أجازها الطبّ الشرعي ، و اختلف حولها رجال الدين ، لقطع الطريق أمام سماسرة و تجار و لصوص الأعضاء البشريّة . تقول البطلة ، معبّرة عن رفضها للفكرة : " لم تكن تلك فكرة جيّدة ، أن أتبرّع بأعضائي الداخليّة بعد موتي ، كنت أريد لجسدي أن يُدفن كاملا . لا أدري كيف تمكّن من إقناعي ؟ " ص 99 . لكن زوجها يبدو هادئا ، مطمئنّا ، و كأنّ الأمر لا يهمّه . بعدما وقّع رفقة زوجته على تلك الورقة . " فقد فعل ذلك و هو مبتسم و راض تماما " ص 99 . " إنّه منسجم بشكل غريب مع كلّ شيء ، مع هذا الهدوء العميق في منزلنا الخالي من الأطفال ، مع النوم و اليقظة و الليل و الصباح ، مع قرارنا التوقيع على منح أعضائنا . مع الحزن و ساعات الملل و الصمت و إسقاط جنيننا الوحيد . إنّه ببساطة لا يقلق حول أيّ شيء . " ص 99 / 100 . و لم تستسلم بطلة القصة ، كديدن المرأة العراقيّة و العربيّة الحرّة ، التي لا تفرّط في جسدها حيّا أو ميّتا . كانت على يقين أن منح أعضائها الداخليّة لامرأة غريبة ، أو حتى و لو كانت من ذوي القربى ، قرار فظيع . شبيه بمن فرّط في جزء من وطنه ، و لو كان مقدار شبر من التراب . لقد حسمت أمرها ، و قررت أن تمنح نفسها و جنينها لماء النهر الساكن ، أيّ للحياة ، مادام الماء رمزا للحياة و الخلود و الديمومة . " ... لكنّهم لا يعرفون أنّي حسمت أمري ، هم لن يأخذوا جسدي ... كنت ببساطة قد قررت إغراق جسدي . " ص 103 . " بدا ماء النهر ساكنا و ساهما ، للحظة بدا لي أنّه يدعوني ، أنا و طفلي ، معا ، ها أنا أشعر به يركل بطني بنعومة ، أنا خائفة قليلا نعم ، لكنّي كلّما فكرت أنّنا لن نفترق . يهدأ قلبي ، يهدأ كثيرا . " ص 103 . هكذا تمرّدت بطلة القصة على واقع مرّ و أليم ، بطله زوجها الذي أقنعها بما أقدمت عليه ، حين تبرّعت بكل شيء ، و لم تذر لنفسها سوى اللحم و العظم . " كان التبرّع بكل شيء كرما مبالغا فيه . اللحم و العظام هو ما تبقى فحسب " ص 100 . إنّها قصة دلالتها الرمزيّة قويّة . هذا المواطن العربي ؛ المشرقيّ و المغاربيّ على السواء الغارق في المشقّة ، يمارس السخاء بلا حدود ، و الجود الذي يفقر ، و الإقدام القتّال ، طمعا في بلوغ السيادة . و رحم الله أبا الطيب المتنبي ، الذي أشار إلى ذلك قائلا : لولا المشقة ساد الناس كلّهم .. الجود يُفقر و الإقدام قتّال . لقد أضاع أشباه الرجال بعض الأوطان في جلسات خمر و قمار و رقص و غناء .
و تتناسل هموم المواطن العراقي المسحوق ، و من عادة الهموم أنّها لا ترحم عندما يستسلم لها المرء . في رسائل تلك المرأة العاشقة ، المحبّة للحياة ، في عزلتها في المشفى ، التي استمرّت 17 يوما ، بسبب وباء الكوفيد 19 ، أو ما أطلق عليه " وباء الكورونا " ، الذي شلّ حياة الناس اليوميّة ، و أرعب البشريّة ، و أزهق مئات الآلاف من الأرواح . حتى اعتقد البعض أنّ نهاية العالم قد حلّت .
" يا إلهي . أين شجاعتك الآن ؟ ها أنا أواجه كلّ شيء وحدي .. الصداع و الاختناق و الغثيان و الانطفاء . أواجه العتمة ، و الفراغ و الذكريات و الكوابيس . أواجه الرحيل بكل هذا الضعف " ص 187 .
تكتشف عالم المعذّبين في الأرض . نساء أخريات مقهورات ، قهرهنّ المرض و الحرب و الإرهاب و الرعونة الذكوريّة و التقاليد و العادات البالية ، فانفصلن عن مجتمعهنّ و أهالهنّ و عشائرهنّ مرغمات و مكرهات . " نحن محجورون رغما عنّا مع أدوارنا ، حتى قبل أن نصبح بين هذه الجدران ، هذه المرأة الباكية قد تكون أكثر حريّة ممن يعيشون في الخارج " ص 156 . أجل ، إنّ الحريّة عند بطلات قصص تماضر كريم ، لها مفهوما فلسفيا ، لا علاقة له بالمكان . و وجودهنّ في الحجر الصحي بين جدران المشفى ، عند البعض أرحم من الخارج . فالحياة شعور فطريّ و إحساس عميق و سلوك يوميّ ، حين تكون الروح تحلّق في رحاب الحريّة ، مثل تلك الفتاة الأيزيديّة من سنجار ، الهاربة من واقعها المرّ ، اللاجئة عند خالها في بغداد ، طلبا للحياة الآمنة . " إنّها فتاة أيزيديّة من سنجار . تعيش في بغداد من خالها . لا تريد العودة إلى هناك . تقول إنّ الذكريات هناك تدق في الروح كالمسامير . إنه تشبيه قاس ، أليس كذلك " ص 145 .
و بين الأمل و الألم تحاول نساء تماضر كريم أن تحيا ، و تستمرّ أحلامها المستقبليّة ، و التطهّر من رجس المشاعر السوداويّة . أملا في أن تتمكّن أشعار أراغون و موباسان و فولتير من رتق جراحات الواقع المرّ . " كانت دراسة الشعر الفرنسي تثير أضعاف الشغف الذي تثيره المشارط و الحقن و المعقّمات و البدلات البيض " ص 143 . و هذا يعني أن أيّ مجتمع إنساني يتخلّى عن نظريّة ( الوقاية خير من العلاج ) ، مجتمع مهدّد بأخطار الفناء . و ما الحرب إلاّ نتيجة مباشرة لغياب الحب . أكانت حربا أهليّة ، أو قبليّة ، أو عشائريّة ، أم كانت حربا إقليميّة أو عالميّة . إنّ الحياة هبة مقدّسة من الله ، لا أحد له حقّ التصرّف فيها . و ما ارتكبته به الجماعات الثيوقراطيّة و الإرهابيّة و العنصريّة في بلاد الشام و شمال العراق و في اليمن ، اعتداء صارخ على حقّ مقدّس وهبه الله لابن آدم في الأرض .
نساء صدمهنّ الواقع المعيش . الفتاة الأيزيدية ، الكرديّة ، من سندار ، التي تكابد آلام المرض من جهة ، و آلام الذكريات القاسيّة الرابضة على قلبها كراحلة تمطت فوقها بكلكلها و عجزها . " إنها لا تستطيع أن تنسى "ص 146 . " والدة الأيزيدية المنتحرة في بئر، قتلتها رعونة المجتمع الذكوري ، و مسنّة تخلّى عنها أهلها و أحفادها ، فقدت لذّة الحياة ، " كأنّ شيئا ما تحطّم فيها " ص 147 . و أخرى واقعة تحت وطأة الأحلام ، بعدما انتُزعت منها حريّتها ." فهي تحكي أثناء نومها ، تفرط في أحلامها . " ص 147 .
جاءت تلك الرسائل مفعمة بالحب و الأمل ، و لم تخل من الألم و اليأس في ظلّ الحجر المفروض ، بسبب وباء الكوفيد 19 . لم تجد البطلة الحبيبة من مخرج لمجابهة هذا الواقع المستجدّ و القاسي ، سوى الكتابة . رفيقاها القلم و الورقة . و من أجل التشبث بحبل الحياة ، و مجابهة قسوة الحياة ، و مرارة الوجود . " نعم هذا الوجود أشبه بحجر كبير . نحن أسرى هذه الرحلة القصيرة الداميّة " ص 156 . طفقت تكتب الرسالة تلو الرسالة ، متحديّة الحجر الصحي " اليوم لم أجد قلمي . هل هو الآخر سأم ( سئم ) من الحجر ؟ " ص 159 .
لقد اكتشفت أنّ الحياة بسيطة و سهلة و سلسة ، لكنّ الإنسان عقّدها بسلوكياته المتناقضة . " نحن نحتاج إلى البساطة ، فلماذا تتعقّد الأمور على هذا الشكل " ص 156 . لقد وهبنا الله كوكبا رائعا ، لا مثيل له بين كواكب الكون . كوكبا للحياة في كنف الطبيعة المتوّجة بالجمال و الحب والعشق و النور و السحر و الماء و الغذاء و الأوكسجين و الظلّ و الحرور و علّم جرا ... لكنّ عبقريّة الغباء و الرعونة و التألّه عند الإنسان ، لوثت الأرض بأمراض الكراهيّة و العنصرية و الحروب الداميّة . لقد حوّل العالم إلى غابة مجهولة الدروب و الغايات . " انبثق أمامي وجه أبي . كان يحوطني بشكل غريب ، كأنّه يحميني ، ثم تلاحقت الوجوه ، رأيت عددا من الذئاب أيضا ، كانت تطير بشكل ما و تنهش الغيوم . كان مشهدا قاسيا . هطلت دماء كثيرة من السماء . لقد ارتعبت من مشهد نزف السماء . و ركضت عن سقف لكي لا تلوّثني الدماء لكنّي لم أجد سوى فراغ شاسع " ص 167 / ص 168 .
ما حلّ بالمرأة عبر التاريخ ، يعجز اللسان عن وصفه . لم ينصفها سوى الإسلام – و هذه حقيقة بيّنة - ، و لم ترفع من شأنها سوى الحضارة الإسلاميّة . أما الحضارات الشرقيّة و الغربيّة ، فقد أنزلتها منازل في الدرك الأسفل من الحياة . كما لم ينصفها بعض الفلاسفة القدماء و السياسيين و الأدباء ، و نالوا من إنسانيتها . و قد انعقد بفرنسا عام 673 م مؤتمر أوروبي حول تحديد الطبيعة القانونية للمرأة : هل هي إنسان أم حيوان ؟ فإذا كانت إنسانا ، فهل تستفيد من جميع الحقوق أم لا ؟ و إذا كانت حيوانا فلا تستفيد من الحقوق . و بعد نقاشات حثيثة توصّلوا بالإجماع أن المرأة إنسان ، و لكنّها لا تستفيد من الحقوق . كما اعتبرت الحضارة الاغريقية المرأة شجرة مسمومة ، و رجس من عمل الشيطان ، تباع كأي سلعة متاع . أمّا الفيلسوف الإغريقي ، سقراط ، فقد اعتبر ( أن وجود المراة هو اكبر منشا و مصدر للازمة و الانهيار في العالم . إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلا ، و لكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا ) .
أمّا في الغرب الليبيرالي ، الديمقراطي ، المتشدّق بحقوق الإنسان ، و حقوق المرأة ،. فقد كتبت مجلة التايم الامريكية ، أنّ حوالي ستة ملايين زوجة في امريكا يتعرضن للضرب و العنف الاسري و من الفين لاربعة الاف يتعرضن للضرب حتى الموت . و في دراسة لـ( مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي 1979 م ) ، أنّ 40 في المائة من جوادث قتل النساء بسبب مشاكل أسرية و 25 في المائة بسبب الانتحار . و في دراسة أعدها د . جون بيرير استاذ مساعد لعلم النفس بين طلبته في جامعة كارولينا . ) ، أنّ 79 في المائة من المتعلمين يقومون بضرب زوجاتهم . و في دراسة اعدها المكتب الامريكي . ( و معد هذه الدراسة إفان ستارك ، و التي فحصت 1360 سجلا للنساء ، حيث قال : ( إن ضرب النساء في أمريكا هو أكثر الأسباب شيوعا للجروح التي تصاب بها المراة ) . إن الأمثلة كثيرة ، و إنّ الصورة المرسومة في الغرب محض خيال و أكاذيب . لكن يبدو أن المسلمين قد أصابهم العمى ، مما حال دون وصول تلك الصورة إلى الناس كافة . إن الغرب ضائع في غياهب العنف و الفراغ النفسي . أما الاسلام فقد أعطى للمرأة مكانة عالية و أعطاها حريتها كلّها ، لكنّ بعض المسلمين أساءوا فهم النصوص و شوهوا تطبيقها و استغلالها . و حرموا المرأة من حقوقها الفطريّة .
إنّ ما لحق المرأة الشرقيّة من مصائب على يد الذكر ، ليست من بنات الحاضر ، بل هي جزء من الموروث الثقافي التراثي . عمرها أجيال و أجيال . ليس من السهل التعافي منها ، بعدما امتدّت جذورها في تربة الروح ، و انتشرت في المجتمع كمرض عضال لا يُرجى له برء وشيك . " أعرف بماذا تفكّر ، تفكّر بأنّي الوحيدة التي لا تتحسّن . ليس ذنبي ، تلك المشاكل التي ورثتها عن أجدادي " ص 148 .
وفّقت القاصة تماضر كريم في رسم واقع المرأة في المجتمع الشرقي الذكوري . فجاءت صورتها متأرجحة بين نظريتي الواقعيّة الانتقادية و الفلسفة المثاليّة . جاء على لسان البطلة في إحدى رسائلها لحبيبها قولها :
" أنا من ذلك النوع الذي لا يحب خوض المعارك من أجل الحصول على المكاسب . أنا أتنازل عنها .. أتركها لمن يحب . " ص 171 . غير أنّها ، بعد الذي تجرّعته من المرارة ، اقتنعت أن ّ الحياة المثاليّة في خضم واقع موبوء ، ضرب من الخيال و الوهم . " الجمال يذبل قليلا لكنّه لا يموت ، تلك كلماتك لي . تأكدت اليوم أنّ الجمال يذوي و يضمحّل ثم يموت تماما كأيّ شيء آخر " ص 175 .
لقد تحوّلت نعمة الجمال إلى نقمة . " الجميلات يجذبن كثيرا من الأشياء السيّئة . ألم تفكّر في هذا من قبل ؟ " ص 175 .
أجل الجميلات لا حظ لهنّ في الزواج ، يشغلهنّ الحب عن الزواج ، و يغرّهنّ الثناء ، أكثرهنّ تلتهمهنّ العنوسة . و يضحك لهنّ الدهر ، و يخدعهنّ الجمال . و البلاد الجميلة أكثر عرضة للطمع و الغزو . جمالها يحرّك أطماع الأعداء فيها . أكثر البلاد جمالا ، أكثرها وقوعا ضحيّة للغزو . لولا جمال العراق ، ما غزاها المغول و التتار و الانجليز و الأمريكان . لولا جمال الشام ما غزها الأتراك و الفرنسيين ، و لولا سحر و فلسطين ما تكالب عليها الصهاينة وأعوانهم في الشرق و الغرب . أجل ، الجمال يجلب كثيرا من الأشياء السيّئة ..

لقد اكتشفت البطلة المريضة في مشفى الحجر الصحي ، أنّ نهايتها أقرب من حبل الوريد . ستموت ، و تدع عالم الدنيا ، و الناس فيه كيأجوج و مأجوج . ستترك وراءها حبيبا خذلها في وقت كان يجب عليه أن يضحيّ من أجلها . لكن هذا حال المرأة الشرقيّة في أعبن الذكورة الشرقيّة ؛ متاع إلى حين . بل حديقة يانعة ، مثمرة يلتهم الرجل منها ما طاب و لذّ ، فإذا أصابها قحط و ذهب ينوعها ، هجرها و أنكر فضلها . " انحنى هامسا و يده تربت على يدي . ( أرأيتِ لم يأتِ ) " ص 177 .
" كنت أريد مشاهدة الشمس و هي تتلاشى في البعيد بلا مبالاة " ص 180 .
أجل ، لقد تلاشى حبها ، حين خذلها حبيبها ، و استغنى عنها . إنّه منطق الذكورة الشرقيّة ، المحكوم بالعادات و التقاليد و مبدأي القوامة و العصمة .
" لا بد من انتهاء كل شيء جميل . الأشياء الجميلة تبدأ لتنتهي ، أليس من الأجدى أنّها لم تبدأ أصلا " ص 181/ ص 182 .

خاتمة : قصص القاصة العراقيّة تماضر كريم ، أنموذج للقصص الاجتماعي ، الذي يعرّي عورات الواقع المعيش ، في المجتمع الشرقي . و من حقّ الناقد و القاريء أن يتساءلا : أما آن لهذا الشرق أن يغيّر نظرته إلى المرأة الشرقيّة ؟ و متى يكفّ هذا الذكر الشرقي عن حديثه حول المرأة الشرقيّة ؟ و كأنّ الكلام غير المباح لا يحلو له دون الحديث عن المرأة الشرقيّة . لقد اعطتنا شهرزاد درسا في الذكاء و الفطنة و العبقريّة ، و حوّلت شهريار من سيّاف يقطع رقاب النساء إلى مستمع شغوف إلى حكايات شهرزاد ألف ليلة و ليلة . كم كانت القاصة تماضر كريم مبدعة ، و هي تكتب على لسان بطلة رسائلها هاتين العبارتين ، التي تلخّص متن مجموعتها القصصيّة : " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب . " ص 189 . و في في تساؤل ذلك الطبيب الحاذق ، الذي يعرف كيف " يداوي الجراح العميقة ، و يستأصل ما يؤذي الروح " ص 179 . ذلك الطبيب الأثمن من كل من حولها ، و الذي أشعرها بالأمان و الطمأنينة في غمرة المرض و المأساة : " أتساءل هل أنت تستطيع تحمل العالم من دونها ؟ هل تتعايش مع فكرة رحيلها و مع حقيقة أنّك خذلتها ؟ تبا لك . " ص 190 . ذلك الطبيب الذي استطاع أن يروي ظمأ الشوق لديها بدلا من حبيبها الذي تخلّى عنها في لحظات العسر ، كانت فيها في حاجة أشدّ إلى الوقوف بجانبها ، و مواساة قلبها العليل . " عندما كنت على وشك أن أغفو اشتقت إليه . هل تدري ؟ إنّها المرة الأولى التي أشتاق فيها لشخص غيرك " ص 182 . و بالمقابل ، بدت على ملامح الطبيب آيات الحبّ و الحسرة ، لمعرفته المتأخرة بها ، و تعلّقه بها بعد فوات الأوان . و قد عبّر عن ذلك في قوله :
" ألوم نفسي كثيرا لأنّي لم أعرفها قبلك ، لكنت جنّبتها ألم خذلانك . لكني أتيت متأخرا . يا لبؤس الأشياء بعد أوانها " ص 191 .
و ما يلفت نظر القاريء ، أسلوب القاصة الذي امتاز بالبساطة و السلاسة ، خاصة في رسائلها على لسان بطلتها التي عانت من مرض الكوفيد 19 و ما نجم عنه من حجر و دخول إلى المشفى ، و موقف حبيبها منها . كانت لغة القاصة تماضر كريم نابضة بالحزن و الأسى من جهة ، و مفعمة بالحب والأمل . لغة منتزعة من واقع لا يرحم الضعفاء ، و لا يعترف بكينونة الأنوثة ، كما أقرتها الفطرة و الشرائع السماويّة . لغة مسرّبة من رحم القلب لا من طرف اللسان . امتلكت القاصة تماضر كريم ناصيّة اللغة ( و هي خريجة معهدها ) إلى جانب الملكة الفنيّة لعمليّة القص ، و نظرة واعيّة إلى واقعها المعيش . فكانت قصصها معبّرة بصدق عن طبقة المعذّبين في المجتمع الشرقي ، من ضحايا الجهل و التخلّف و الاستبداد . و أعود ، و أؤكّد ، إنّ ما جاء على لسان بطلة الرسائل " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب . " ص 189 . كشف لنا عن عبقريّة الكاتب ، حين يكتب بصدق و نفاذ بصيرة . إنّ الفنّ الأصيل كفيل بإصلاح ما خرّبته الكراهيّة و دمّرته الحروب الصغرى و الكبرى .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
* تماضر كريم :
قاصة و شاعرة و كاتبة عراقية معاصرة . من مدينة بغداد ، عاصمة العلم و الأدب و الثقافة . حاصلة على بكالوريوس آداب لغة عربيّة . كتبت الشعر و القصة و المقال في وقت مبكر من حياتها . و نشرت في صحف عراقية و عربيّة ، كصحيفة المدائن العربية الصادرة بألمانيا ، و صحيفة المثقف الصادرة بأستراليا ، و صحيفة أوروك الصادرة عن وزارة الثقافة العراقيّة . من أعمالها المنشورة : ديوان شعريّ بعنوان : ( مهاجرون إلى برلين ) الصادرة عن دار الدراويش ببلغاريا . مجموعة قصصيّة ( هذا ما حدث في مطار بغداد ) عام 2022 م . و مجموعة قصصية بعنوان ( إيلا ) . شاركت في برنامج سحر البيان من على شاشة العراقية 2007 م . فازت في مسابقة شبعاد للقصة القصيرة التابعة لمؤسسة الزمان على مستوى القطر بقصة ( موت إيليا ) ، كما جائزة أفضل قصة في مسابقة جامعيّة على مستوى القطر . لها عدة مشاريع روائيّة غير مطبوعة ، تنتظر النشر .
** إيلا : هو اسم من أصل إيرلندي ، و معناه في العربيّة ، شعاع القمر الذي يكسر العتمة و يجعلها طريق ممهّد لكل شخص يسير فيها . كما يعني المرأة المثقفة ذات العقل المستنير و المعرفة القويّة . وهو من الأسماء المنتشرة في اليهودية . فكثير من البنات يحملن هذا الاسم . و معناها في اللغة العبرية مخالف تماما عن معناه في اللغة العربية . فتجد أن معناه هنا ، شجرة البلوط أو الغوال الصغير ، لذلك ينتشر الاسم لما له من معنى رائع لهذا النوع من البشر . كما أنّ أمهات اليهود دائما ما تريد البحث عن أسماء قوية و معبّرة عن مدى جمال البنت و صفاتها المؤنثة .
*** السلتية : يصفها أرنولد بأنّها مصطلح و صفي أو أداة كاشفة في اللغة الأكاديمية . و هم السلتيون مجموعة من القبائل ، كانت منتشرة انتشارا واسعا ، و تتضح ثقافتهم في المدافن و التحف الأثرية و اللغة . اعتنقها موسيقيون و فنانون و كتاب مثل وليام بتلر . حاليا يستدعي الاسم التفكير في الفن التقليدي و الأدب و الموسيقى من إيرلندا و أستكلندا . و تعود أصول السلتيين إلى وسط أوروبا . و يتميّز السلتيون بأنّهم : أكبر مجموعة في أوربا القديمة ، محاربون برابرة ، يتخذون التلال مدافن لهم ، أول من ارتدوا السراويل ، قوانينهم شفهيّة ، تنتسب لهم الملكة اللأسطورية " بوديكا " التي هزمت الرومان عام 61 م ( نقلا عن موقع أنا أصدق العلم ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة