الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة الكهرباء احد القطاعات التي جعلت العراق رهينة القبضة الايرانية

طلال بركات

2023 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية دخول فصل الصيف من كل عام تبدأ ايران بقطع الغاز الذي يباع للعراق باضعاف الاسعار لغرض تشغيل محطات الكهرباء بحجة عدم تسديد الديون .. بينما الناطق بإسم وزارة الكهرباء اشار الى ان العراق سدد ديون الغاز إلى إيران ولايوجد أي مستحقات تذكر، مما يعني ان السبب الحقيقي للقطع نتيجة غضب ايراني على الاتفاق المبدئي الذي حصل مع شركة أرامكو السعودية لإستثمار الغاز العراقي في حقل عكاز الغازي في محافظة الأنبار، بينما تسرب في الاعلام قول السفير الايراني في بغداد لن نسمح بأي اتفاق مع السعودية بخصوص استثمار الغاز العراقي دون إبلاغ طهران، لان السوداني وقع معنا قبل ايام عقد لمدة خمس سنوات لشراء الغاز الإيراني ولا نسمح باستثمار الغاز العراقي خلال هذه الفترة، في الوقت ان وزير النفط العراقي قال ان الموضوع لا يعدو سوى اتفاق مبدئي وليس عقد .. ولكن نحن هنا لا نريد نلقي اللوم على ايران في ذلك لان سلوكها وما تضمره معروف كونه نابع من مشاعر الكره نحو العراقيين خصوصاً والعرب عموماً، ولكن هناك مثل يقول من اجل عين الف عين تكرمُ .. لماذا لا تضع ايران امام نصب اعينها الحكام الموالين لها في العراق وما قدموا لها من تضحيات في الانفس والاموال، ألم يقتل من اجلها الكثير من الموالين بينما لا أحد يبالي من قادة ايران الى عوائلهم وابنائهم الذين يعيشون حر الصيف اللاهب وخصوصاً في جنوب العراق، ألم يقاتل بالامس قادة العراق الجدد مع جيش ايران ضد جيش العراق، ألم تفرغ ميزانية العراق وتسرق اموال العراقيين لفك ضائقة الحصار عن ايران، ألم يرسل قادة العراق اموال العراقيين للميليشيات الايرانية في سوريا ولبنان واليمن لتنفيذ اجندات ايران في المنطقة، ألم يرسل قادة العراق ابناء الشيعية للقتال في كثير من بقاء العالم من اجل مشروع ايراني لتدمير دول المنطقة، اليس لهؤلاء ابناء وعوائل في العراق تقطع عنهم ايران الكهرباء بحجة عدم تسديد بعض المستحقات، ومن يسدد مستحقات العراقيين من الدم الذي نزف من اجل ايران والدم الذي سال بسبب ايران، اليس في موقفها هذا أحراج لاتباعها من الساسة العراقيين، هل سمع أحد منهم رسالة عتاب وتذكير على تضحياتهم أيام زمان أو التذكير بتجنيد الالاف العراقيين البسطاء والتضحيات باموال الشعب العراقي من اجل ايران، واذا كان هناك حرج في ذلك الا يتذكر احدهم كيف كان الايرانيين يعاملوهم عندما كانوا لاجئين في ايران وكيف هم اليوم يلعقون احذية زوار ايران الى العراق .. بينما بات من المؤكد ان مواقف ايران هذة لا تقيم أي اعتبار لا الى الشركاء في المذهب والعقيدة ولا الى التبعية في السياسة مهما كانت درجة الولاء لان كل ما يهم ايران هو استخدام الموالين لها كمشروع تضحيات من اجل اقامة امبراطوريتها الفارسية دون مبالات لقريب او نصير، مما يعني اولاً التضحية بالموالين غير الفرس من اجل الفرس .. متى يصحوا اتباع ايران بانهم كانوا في السابق مجرد ذيول لاحول ولا قوة، بينما هم اليوم قادة دولة اسمها العراق ولها من المقومات ما يمكن ان تخضع لها ايران كما خضعت من قبل، ولكن عقدة التبعية لازالت مغروسة في النفوس حتى بعدما اصبحوا قادة للدولة، لهذا لم يستطيع من يحكم العراق اليوم الخروج من هذة العقدة حتى بعدما تأكد لهم حقد الايرانيين عليهم وعلى بلدهم وعلى ابناء شعبهم، أي لماذا لا يجعلوا ايران هي المحتاجة لهم عندما اصبحوا اسياد في دولتهم في الوقت ان فضل استلامهم الحكم يعود للامريكان وليس للايرانيين، لماذا تهيمن عليهم فكرة التبعية والانصياع وراء القرار الايراني، ألم ترفع عن عيونهم وابصارهم الغشاوة من ان ايران تستنزف دولتهم من اجل مصلحتها القومية وتبذل كل ما في وسعها على تخريب الصناعة والزراعة وكل ما هو منتج في العراق واوله ايقاف استثمار الغاز العراقي وعرقلة اصلاح منظومة الكهرباء منذ عشرين عام من اجل ان يكون العراق رهينة القبضة الايرانية .. ونكرر السؤال متى تتحرر العقلية السياسية من تلك التبعية بعدما اصبحوا قادة وحكام لبلد يفترض ان يكون مستقل وفق المفاهيم السياسية المعاصرة وفي ضوء مقومات وامكانيات الدولة العراقية التي لا تحتاج الى تبعية خارجية خصوصاً بعدما ازيح عن العراق بمساعدة اغلب دول العالم كثير من الاخطار الداخلية والخارجية ولم يبقى الا الخطر الوحيد الذي يمتص دماء واموال وثروات العراقيين والمصيبة برضاء القادة الذين يحكون البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر