الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الشعوب العربية ما بين التمسك بالسلمية وخيار المقصلة

علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()

2023 / 6 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


حرية الشعوب العربية ما بين
التمسك بالسلمية وخيار المقصلة


انسان ماقبل التاريخ وجد نفسه يعيش حر في رحاب الطبيعة حيث لا قيود او حدود ومع تطور الحياة سعي الي امتلاك العائلة فاصبح له زوجة وابناء وعندما حاول السيطرة عليهم بطريقة ديكتاتورية انتفض الذكور منهم بالانفصال عن الاسرة الام وتكوين اسر جديدة لتمارس ذات الديكتاتورية وهكذا استمرت عملية اعادة انتاج الفشل الاجتماعي والسياسي حتي عصرنا الحالي بدون البحث عن حلول جذرية لمعالجة ايقاف ذلك المد الاستبدادي فكان السيف هو الفيصل بين المتصارعين فظهرت بعد ذلك الدول والشعوب نتاج الخلاف الاول داخل الاسرة

وفي وقت لاحق من التاريخ ظهرت فكرة الاديان لاجل السيطرة على عقول الناس وجدت بعضها الاستجابة و لكن معظمها وجد الرفض والدليل علي ذلك نجد الاديان السماوية محصورة في نطاق جغرافي محدد من الكرة الارضية تحديدا في منطقة الشرق الاوسط حيث لم نسمع بظهور انبياء في قارات استراليا او افريقيا او اميركا اللاتينية او امريكا الشمالية فلا تزال العديد من شعوب تلك القارات تحتفظ باسلوب حياتها اليومية التي قد تتعارض مع تعاليم الاديان السماوية وحتي في جنوب شرق آسيا لم يعرف الناس طقوس الدين بشكله المتعارف عليه فالمعتقدات الموجودة لديهم هي ثقافية اكثر منها روحية حيث لا تسيطر على اسلوب حياتهم اليومية وانما يلعب الحكيم دور الاب الروحي ليساعدهم علي التزود بالنصائح

انحسر نفوذ الدين المسيحي في قارة أوروبا عقب الثورة الفرنسية في العام 1789م وساد الفكر العلماني مما ساعد على الانتاج الادبي والفني والسياسي فكانت انطلاقة النهضة الاوربية ولكن بالمقابل استمر النشاط الديني بالعمل علي بعث الدين المسيحي من جديد ولو بالقوة حيث حاول هتلر من خلال الحرب العالمية الثانية صبغ القومية النازية بالدين فكان ان اتخذ من الصليب المعقوف شعار للدولة الالمانية فخلط الدين بالعنصرية فخسر الحرب وعادت اوربا من جديد تبحث عن تضميد جراحها فوجدت من الاتحاد بلسم شافيا لخلافات كان الدين قاسم مشترك فيها واليوم اوربا تنعم بالامن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وبالمقابل يزداد القمع والاضطهاد في الشرق الاوسط ضد اصحاب الفكر الحر والمدهش ان دهاقنة المتديين يهاجرون الي دول الغرب لينعموا بحياة ديمقراطية حقيقية بينما يضعون المتاريس في الشرق امام المفكرين الذين رفضوا ترك بلادهم

ان الانسان بطبيعة حاله يعشق الحرية والديمقراطية والعدالة وهذه لن تحقق الا في مناخ حر ومعظم دول العالم باتت تسعي إلي ترسيخ معاني التعايش السلمي ونبذ الارهاب ويظل انسان دول الشرق الاوسط والدول التي تقع تحت تأثيرها غير قادر على ممارسة حياته الديمقراطية بشكل سليم الا بعد ثورة تكون اشبه بالثورة الفرنسية لا علي طريقة ثورات الربيع العربى التي لم تستطيع صنع تغير حقيقي لشعوب كانت تعتقد ان السلمية لا المقصلة هي الطريقة الامثل للتغير ، نبدا من تونس التي هبت رياح الثورة فيها ولكنها لم تستطيع اجتثاث الفساد والارهاب عبر محاكمات عادلة تكون للمقصلة فيها القول الفصل وذات الشي انطبق علي مصر حيث لم نسمع عنها بتحقيق اهداف ثورة يناير ولا حتي القصاص لشهداء ميدان التحرير ويستمر مسلسل انتكاس الثورات العربية في ليبيا وسوريا التي انتصر نظامها القمعي علي ثورة الشعب العربي السوري واليوم الدول العربية تصافح يد الاسد الملوثة بالدماء في اهانة لدماء الشهداء السوريين ، والعراق الذين لم يستفد من الغزو الأمريكي الذي ساعدهم علي التخلص من نظام صدام حسين في بناء دولة ديمقراطية حقيقية فنجد العراق يعاني من الفساد الذي لا علاج له الا المقصلة ، واليمن الذي ضاع مابين الصراع السعودي الايراني عجز شعبه عن تقرير مصيره في ظل ظروف دولية معقدة والسودان صاحب التجارب السابقة في الثورات الا انه لم يستطيع ممارسة تجربة ديمقراطية حقيقية بسبب وجود احزب سياسية لا تؤمن بالديمقراطية ويكفي الي ان معظم الاحزاب السودانية لها ماضي سيئ بتدبير الانقلابات العسكرية وحمل السلاح بداية من انقلاب الفريق ابراهيم عبود في نوفمبر 1958م وانقلاب العقيد جعفر النميري في مايو 1969م وانقلاب العميد عمر حسن أحمد البشير في يونيو 1989م وغيرها من الانقلابات العسكرية الفاشلة التي كانت من تحت تدبير احزاب سياسية معروفة والسودان الان تجاوز مرحلة الانقلابات العسكرية ودخل مرحلة الحرب الاهلية وهذه المرة في قلب مركز صنع القرار بالعاصمة الخرطوم وشبح التدخل الدولي لحفظ السلام فيه بات يلوح في الأفق في حال لم يكن هناك التزام بوقف اطلاق النار وفاء بالهدنة التي اعلن عنها بين الطرفين فان استمرار القتال سوف يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في المناطق التي تشهد الحرب فشبح الجوع اصبح يلوح في الافق القريب ان كل ما يحدث من ازمات بالسودان نتيجة لغياب العدالة والمحاسبة منذ اول ثورة في تاريخ البلاد وانتهاء بثورة ديسمبر التي اهملت القصاص للشهداء بالتالي صار القتلة طلقاء متعطشين لمزيد من الدماء

من محاسن الثورة الفرنسية التي اندلعت في يوليو من العام 1789 انها استخدمت المقصلة لمعاقبة كل من عارض اهدافها فكان قطع راس الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت اشارة بان العدالة لن تقوم الا علي اكتاف المقصلة فهل تعي الشعوب العربية الدروس بالرجوع الي الماضي لتنهل منه درر التاريخ مما يساعدها على التزود لمواجهة اهوال الحاضر و المستقبل

𝗔𝗹𝗮𝗮�@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.20304;𝗼𝗺








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل