الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعب بالنار1975(ألن روب غرييه):محاولة اكتشاف

بلال سمير الصدّر

2023 / 6 / 2
الادب والفن


منذ البداية،وايحاءات وكوادر الفيلم تقول بأنه قادم من عوالم الماركيز دي ساد،من تلك القرون الوسطى التي كان فيها كل شيء في تلك القصور مباح،وكعادة ألن روب غرييه فهو لايقدم حبكة متماسكة أبدا،ويخضع أفلامه الى ذلك الاضطراب الواضح في السرد من خلال القطع المفاجئ أو البنية المختلطة بين الواقع وبين الوهم،وكل ذلك يدفعنا الى القول أن افلام ألن روب غرييه ليست مقدمة للمشاهد العادي،بل هي افلام نخبوية للنقد والتحليل فقط...أفلام ألن روب غرييه هي محاولة اكتشاف تلك الورقة الممزقة من الرواية...
مع الممثل الأثير (جين لويس ترينتيجانت) الذي يلعب شخصية فرانز المحقق الخاص المزدوج ويدمج بين الجدية والكوميديا، والواقع والتصرفات غير المألوفة،الذي يحاول يساعد كارولينا إبنة الأمير George De sax المهددة-مع تحريف للحبكة عند روايتها بهذه الطريقة-بالخطف وتلعب دورها الممثلة Anice Ivene وهي تلك الفتاة الغامضة في فيلم غرييه السابق (الانزلاقات المتتابعة للرغبة) ،بحيث ترتد اللقطة عند ظهورها الى فيلمه السابق مع نار مشتعلة.
هذه الارتدادات تحاول توضيح شيء معين من الارتباطات-التي تبقى دائما ناقصة-بين افلام غرييه،فببساطة كل افلام غرييه صعبة على الهضم وتبدو عصية على التفسير أحيانا،ومن فيلم (عدن وما بعدها)،نجده ينتقل من حيز سادي ألى حيز سادي آخر،والمجمل والمحصلة هو امتهان المرأة والعراء جزأ لايتجزأ من افلامه،بحيث بدا وكانه متخصص في التعرية الغامضة والتي تحدث من دون سبب على الأقل واضح،وحيزها المعرفي التعبيري على الغالب يكون ضعيف جدا وغير مبرر...ومع اشكالية الرواية ومع الرفض التام لإخضاع السينما للرواية،أو دعونا نقول الشكل السردي التقليدي للرواية،وفي هذه الحبكة المختلطة التي لن تقدم أي جديد أو اي اضافة لسينما ألن روب غرييه،نكتشف ان الحبكة هي عن عصابة متخصصة بخطف الفتيات وتوظيفهن في مجال الدعارة الارستقراطية،وبدا الفيلم في لحظات معينة قريب من فيلم ستانلي كوربريك الأخير(عيون مغلقة باتساع)،ولكن يتفوق هذا الفيلم بأنه يروي العديد من الطقوس بحذافيرها...وغير ذلك.
تلك اللقطة التي تبرز إمرأة معذبة مقتولة محاطة بالدماء وكأنها رمز للتضحية وهو المشهد المتكرر في أفلام الن روب غرييه بحيث بدا وكان غرييه يكرر نفسه من دون ان يضيف شيئا مقنعا الى فنه الذي بدا في زمن ما مبهرا مثيرا،ولكنه هنا نقصته الاضافة وصبغ بالتكرار...فليس من الغريب أن نرى تلك الفتاة التي خطفت في بداية الفيلم قد ماتت من الاغتصاب ونزع الاحشاء،وهي مربوطة وعلى رأسها أكليل من الشوك كالمسيح تماما...
هل يقول ألن روب غرييه ان المراة هي رمز التضحية-الهامشي-عبر العصور؟!
هل هذه التضحية الأنثوية تعرضت للاقصاء بينما غرييه يعيد تسليط الضوء عليها كما فعل فوكو مع الجنون...؟!
سينما ألن روب غرييه هي سينما قاسية بالطبع،لكنها –لاشكاليات وهموم كنا قد ذكرناها سابقا-خارج النطاق الطبيعي للحبكة حتى نشبهها بسينما كيم كي دك،أو سينما بازوليني،وهي بعيدة أيضا عن قسوة فيرنر هيرزورج ذات البعد الخاص بها هي الأخرى.
كل ذلك،مع نهاية الفيلم الاسقاطية غير المقبولة تماما،وهي النهاية التي جعل منها غرييه تقف الى صف الجانب الهزلي المحبط للمشاهد...كل ذلك يجعلنا نقول أن فيلم اللعب بالنار هو فيلم عن الاستغلال الجنسي للنساء فقط لاغير.
من الطبيعي ان غرييه سينتقل الى حيز جديد في فيلمه التالي والذي كنا قد كتبنا عنه سابقا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح