الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.1/5

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


[email protected]

و بداية الحدوثة بطلها دينيس لافانت/[1] Denis Lavant؛ ممثل فرنسي؛ من أفلامه "خطوبة طويلة (2004)جدا"؛ حدثننا يوما عن مشواره فقال: لفترة طويلة، ناقشت ما إذا كنت سأصنع أفلامًا أو أنضم إلى السيرك وأعمل كمهرج.

لم يكون بعيدا عن هذه الدوخة في الاختيار الفيصل؛ الكيان الإسرائيلي يعلنها بتبجح شماتة بمصر؛ و وسائل إعلامه تجد في الترويج لفيلم؛ داعية لمشاهدته؛ لأنه يشوه تاريخ و حضارة مصر العريقة؛ فالفرصة حسبها رائعة لانضمام المشاهد الإسرائيلي إلى الجدل المذهل حول فيلم؛ حيث "يمكنكم الآن قضاء ثلاث ساعات للاستمتاع بهذا العمل الرائع". و وجهت الشكر إلى شبكة نتفليكس/ Netflix؛ القيمة على بث فيلم حول الملكة المصرية "كليوبترا"؛ يظهرها بأنها من أصول إفريقية. الفيلم أثار غضبا واسعا منذ طرحه، و لمواجهة مابيته الفيلم؛ حضرت مصر نفسها كاشفة فحواه المغرض على طول توقيت عرضه.

الملكة كليوباترا آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، عرفت في المراجع التاريخية دوما بأنها كانت بيضاء البشرة، لانحدارها من سلالة البطالمة التي لم تختلط بأعراق أخرى.وأعاد ظهورها في الإعلان الترويجي لمنصة نتفليكس ببشرة داكنة النقاش حول أفكار حركة "الأفروسانتريك" التي تؤمن بأن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السمراء قبل أن يحطوا الرحال في الأفاق. و ما أتوا على طرحه؛ لم يكن ليشفع لهم بجاحة ما بيتوه. فزادوا بيانا: "إن جيراننا المصريين منخرطون في معركة ساخنة لمناقشة مليئة بالغباء الخالص والعواطف حول شيء حدث منذ حوالي 2100 عام.

هذا على الشاشة الفضية؛ أما في يجري في أروقة البحث بالكيان الاسرائيلي؛ فيجعل تهريجهم معلق الى حين البث في دراسة، تضمنت 271 كتابًا دراسيًا مصريا تم تدريسها بين عامي 2018 و 2023 من قبل وزارة التربية والتعليم المصرية، تم إجراؤها من قبل المعهد الدولي للبحوث والسياسات IMPACT-se، الذي يفحص ويحلل محتويات الكتب المدرسية في العالم بهدف تشجيع المحتويات ونشر السلام والتسامح، بقيادة الدكتور أوفير وينتر، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي. ناسية أن من تريد أن تسخر من تاريخهم العريق؛ هي مصر بأكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره ولديها أكثر من 25 مليون طالب في جميع المراحل الدراسية.

والواقع الساطع؛ فالسيناريوهات تجري على المكشوف؛ و العمل جار على طلي ارتسام تلو انطباع، لا ليقوى جبهة؛ و لا ليدعم رأي؛ إنها معارك الخوض في قناعات يعمل فيها صراع الأقطاب معول الهدم و يحض المراقبين بانتظار ما سيحصل. و كان أن سبقهم الممثل السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل؛ فحاله مع صباغة القناع لم يكن لينطلي عليه؛ و هو يعلن منبها في نبذ متداولة من كتابه صدر أخيرا بعنوان "العام الذي عادت فيه الحرب إلى أوروبا"، يصف فيه الحروب التي أطلقها الغرب بـ "الأخطاء". و يتناول فيه السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عام 2022، حيث اشتكى بوريل من أن الرأي العام في الدول "التي عانت من الاستعمار" مستعد لتقبل ما أسماه "الدعاية الروسية". في عين الوقت، لم يذكر في كتابه من كان السبب في هذه "الأخطاء" المأساوية، ولم يحلل الأسباب التي دفعت هذه الدول اليوم للثقة بروسيا أكثر من الثقة في الغرب.

و على رغمه سطر بقلمه: "في عدد من البلدان التي مرت بالاستعمار، وكذلك بالأخطاء اللاحقة مثل الحرب في العراق، غالبا ما يكون الرأي العام عرضة لأكاذيب الدعاية الروسية وحملاتها الضخمة للتلاعب بالمعلومات، لا سيما فيما يتعلق بالتأثير المزعوم لعقوباتنا على الطاقة والغذاء، والإمدادات لدول الجنوب". و زاد أسفه أن عددا من البلدان "أكثر حساسية لعواقب الحرب (أزمة الغذاء والطاقة) من أسبابها". مما حدا به إلى التبجح قائلا: "على وجه الخصوص، يبدو أن العديد منهم غير راغبين في اتخاذ خطوات فعالة لإجبار روسيا على وقف عدوانها".و لم يفته الاعتراف بأن أوروبا "تظهر أحيانا المركزية الأوروبية"، و بسببها تتلقى اتهامات من شركاء دوليين باستخدام معايير مزدوجة عندما تركز على النزاع الأوكراني ولا تولي اهتماما كافيا للنزاعات الأخرى في العالم".و كأنه اكتشف عجبا؛ فقد أعلن "تظهر الحرب في أوكرانيا أنه يجب علينا الاستماع أكثر إلى ما يسمى بالجنوب العالمي، وإظهار مزيد من التعاطف مع هذه البلدان، والتواصل معها بمزيد من الاحترام، وتعزيز العلاقات مع جيراننا الجنوبيين" مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ودوره في العالم يعتمد على ذلك.

و من غبنه، يكاد بوريل بخفة ساخرة يتجاهل ما كرسه قبل أيام حينما صدع جاهرا في افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية."أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم أدغال".و"الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلا، لأن الأدغال لديها قدرة هائلة على النمو، والأسوار مهما كانت عالية لن تتمكن من حماية الحديقة، على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغزو أوروبا".

هذا ما بتنا نراه جليا؛ و نخب الغرب لم تعد تداري نفسها في الإفصاح عنه بحرقة. و لن يكون بوريل آخر من يصدع بما نازعه في مركزيته.

إن إدانة بوتين، للسياسة الأمريكية في الخارج، وحصوله في الوقت نفسه على دعم الدول النامية أثار ضجة في العواصم الغربية وأربكها، كما أن التقارب بين روسيا والصين يشكل مصدر قلق لا يطاق؛ حيث يعتبرون هذا الثنائي منافسا محتملا للولايات المتحدة وحلفائها.

وكان الحدث القمة؛ لقاء الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والصيني، شي جين بينغ، الذي عجل بالمأمول؛ نظام عالمي جديد أوراسي، قلب الموازين، وجعل روسيا والصين اللاعبين المهيمنين في الساحة العالمية، وزاد من عزل الولايات المتحدة و حرقة الغرب على زمن ولى.

و تلك الفهلوة الرخيصة لا نعدم لها أسا عند الرجال من ساسة الغرب؛ بل كان للنساء حظ منها. و هذا ما جسدته بصورة سافرة؛ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك متحدية: "إذا لم تغير روسيا سياستها بمقدار 360 درجة، فلا سبيل لضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل، في ظل حكم بوتين". مما أثار السخرية عند مواطنيها الألمان؛ جعلهم يعربون عن شكوكهم في كفاءة الوزيرة الذهنية."لا أجد الأمر مضحكا.. الغباء ليس فقط خطيرا للغاية، إنه أيضا استهزاء بالمواطنين.. إنه لأمر لا يصدق أن مثل هؤلاء الأشخاص في مناصب قيادية". "إن غباءها اللامحدود أصبح الآن أسطوريا"."الجميع يرتكبون أخطاء.. ولكن مع تكرار ارتكاب أنالينا للأخطاء، أرى مشكلة.. يبدو أن السيدة ببساطة غبية للغاية بالنسبة لوظيفتها". "إلى متى يمكن لهذه المرأة أن تلحق العار ببلدنا؟"."إنه لأمر مدهش أن تجد هذه السيدة دائما طريقها إلى المنزل في المساء"."لقد طال انتظار اختبار ذكاء السياسيين.. المتطلبات لا يجب أن تكون عالية بشكل فلكي.. المتوسط ​​الجيد سيوفر الكثير من المتاعب". و كان أن خرجت رأسا جوانا كوتار، نائبة البوندستاغ غير الحزبية، بدورها، و تساءلت عمن سيخبر بيربوك أن "360 درجة" هي دائرة، وتعود لنفس نقطة الانطلاق، وكتبت النائبة على موقع تويتر "هذا عار".

زاخاروفا لم تفوت هذه المادة الدسمة فردت: "إذا لم تتعلم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك موضوعا دراسيا واحدا على الأقل، فلا توجد طريقة لضمان أمن ألمانيا على المدى الطويل في ظل حكمها." أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف فعلق،من الممتع أن يحكم أوروبا مثل هؤلاء الجهلة. "فمن المضحك للغاية أن يدير هؤلاء الجهلة أوروبا، قالت أنالينا بيربوك إنها ستكون سعيدة إذا غيرت موسكو موقفها بمقدار 360 درجة، هذا يعني، تركها كما هي.. لا تترددي أيتها الخبيرة الهندسية، هذا ما سيكون؛ سنتمسك بموقفنا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل