الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.2/5

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




إن الأمر يتعلق بحقيقة أن الواقع الجديد الناشئ "يخيف" الولايات المتحدة وأتباعها، و الحقيق بالإشارة إنما يتعلق بعبث محاولة إيقاف هذه التغييرات. لذلك، على الأقل، بدأ شيء ما يصل إلى إدراك بولتون. و كل الذين دوختهم المركزية الغربية ردحا و أدمنوا الاستعلاء زمنا و الاستلاب عهدا. فالنظام الأمريكي نظام استعماري حديث، قائم على سرقة الدول الأخرى، و الولايات المتحدة تعيش على حسابه وتحميه، وتقاتل الآن ضد روسيا في أوكرانيا وتحاول إثارة حرب مع الصين من أجله فالدولار لن يعود العملة الرئيسية للطاقة وستزول هيمنته كما أن هيمنة القطب الواحد التي أصبحت آيلة للزوال لن تعود مقبولة من شعوب الأرض جميعها رغما عن تحالف حكوماتها مع سابق ذكرى لهيمنة الغرب . [2]

لم يبلع الغرب ما استساغه؛ و ها حراسه يريدون التحدث بصراحة عن أوكرانيا؛ و قد أضحت خيبة أمل عميقة. جعل بوريل يسجل غير ما مرة على مدونته أن النزاع في أوكرانيا كشف خلافات الغرب مع الأجزاء الأخرى من العالم. و الفجوة؛ بحسبه؛ بين الغرب والباقي أخذت تتجاوز نطاق الحرب. ليتدارك ما كان مأمولا و بات ذكرى؛ فعلى العكس من ذلك، هي نتيجة للإحباط العميق - أو الغضب إذا قلنا الحق – بسبب إدارة الغرب السيئة وغير الصحيحة للعولمة منذ نهاية الحرب الباردة". و ذهب إلى اعتقاد، أن هذا الانقسام سيتعمق وهو يهدد بالتحول إلى هاوية. "و بغض النظر عن المصطلحات، يجب علينا أن نأخذ على محمل الجد توقعات البلدان النامية ونحسب الحساب لعدم رضاها. إن هذا العالم يشهد معركة آراء، بل وأكثر من ذلك، معركة اقتراحات".ويزعم بأن النزاع الأوكراني، أعاد توحيد التحالف عبر الأطلسي".

هل أكمل بوريل تلوين المشهد؛ أم ترك للآخرين من جوقة السرك اتمام ما عن لهم؛ ذالك ما انتبه إليه رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي؛ الذي علق ملابس التمثيل إلى حين؛ و راح – حسب زاخاروفا- يجسد بجدارة لشخص يهوذا الخائن في القرن الحادي والعشرين. فبإلغائه الاحتفال بيوم النصر؛ 9 مايو بأوكرانيا، أهان وخان أسلافه مرة وإلى الأبد؛ خان الذين حاربوا في صفوف الجيش الأحمر، والذين عانوا وتعرضوا للتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية، وكذلك الذين عملوا من أجل النصر. و قد كان أن قدم مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني، بموجبه يتم الاحتفال بيوم الذكرى والنصر على النازية في الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا في 8 مايو، وأعلن 9 مايو - يوم أوروبا.

لكن من يحفظ للذكرى اقتدارا عن سابق حكمة؛ و هو لامر الذي لم يفوته رئيس سلوفاكيا مؤكدا أن الجيش السوفيتي حرر بلاده وأوروبا الشرقية من النازية و شدد على ضرورة تذكر دروس الحرب العالمية الثانية، لكن لا يفكر الجميع في ذلك.

أما فرانك كون؛ محارب أمريكي قديم. فراح يذكّر واشنطن وموسكو بأنهما كانتا حليفتين؛ و على الولايات المتحدة وروسيا أن تتذكرا أنهما كانتا حليفتين خلال الحرب العالمية الثانية، و بإمكانهما إحياء هذا التعاون التاريخي.و أشار العقيد المتقاعد البالغ من العمر 97 عاما إلى أنه يعتبر أن من واجبه تذكير الناس بالأوقات التي قاتلت فيها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفاؤهما في بريطانيا وفرنسا معا ضد النازية. فالحرب الباردة في رأيه بدأت بعد وقت قصير من تحقيق السلام الذي طال انتظاره في مايو 1945. لكن "لسوء الحظ، تم أيضا نسيان دروس الحرب الباردة، ونحن الآن نغرق في حرب باردة جديدة. وإذا لم نتوخ الحذر جميعا، فقد يتحول كل هذا إلى حرب حقيقية.. ولن ينجو أحد من هذه الحرب". ولفت إلى أن فترة الصداقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانت قصيرة للغاية، و"ربما لم يتبق سوى عدد قليل من المحاربين القدامى الذين يتذكرون ذلك".

أما واشنطن فراحت تهدد المحاربين القدامى الأمريكيين بمنعهم من السفر إن قرروا زيارة روسيا بعيد النصر؛ فسفير روسيا لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أكد أن سلطات واشنطن هددت المحاربين القدامى الأمريكيين بإلغاء جوازاتهم لمنعهم من السفر إن قرروا زيارة روسيا لحضور احتفالها بعيد النصر.و "للسنة الثانية على التوالي، عطلت جهود الإدارة الأمريكية رحلة المشاركين الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية المدعوين إلى موكب النصر في روسيا، و قد انتظروا وقتا طويلا للسفر إلى موسكو على أمل رؤية رفاقهم في السلاح.و إدارة البيت الأبيض بقرارها هذا، لم تسمح لحلم المحاربين القدامى بأن يتحقق.إن "هذه الخطوة ليست مهينة فقط للمحاربين القدامى الذين قاتلوا ضد النازية، ولكن أيضا لكل من يستذكر هذا الإنجاز المقدس. نريد أن يعرف المحاربون القدامى الأمريكيون أن روسيا فخورة بمساهمتهم في النصر المشترك".

لكن للتاريخ كلمة؛ ففي أوديسا وبولتافا بأوكرانيا؛ و بمناسبة الاحتفال بيوم النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية من 9 إلى 8 مايو 2023. تم وضع الزهور عند النصب التذكارية؛ و المواطنون قاموا بوضع الباقات عند النصب التذكارية للمجد العسكري وذلك احتفالا بيوم النصر في الحرب الوطنية العظمى. و جرت تلك الفعاليات بشكل عفوي وبدون أي تنظيم مسبق. وتوافد المواطنون بشكل ذاتي بمحض إرادتهم. و هي مناسبة انتصر فيا المواطنون الاوكران لصدى الوجدان و ضربوا عرض الحائط بما بيته زيلينسكي في مشروع قانونه العابث بصدى التاريخ.

" توقف الآن، يا مهرج".؛"ما الذي قاله النازي؟"؛أنت جبان ووصمة عار على العالم كله".؛"دعوا الروس ينقذونا من النازيين الجدد".؛"اسمي زيلينسكي وأنا أزور التاريخ". بهذا انتقد مستخدمو "تويتر" الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على خلفية قراره بتغيير موعد الاحتفال بيوم النصر على النازية فقد سبق و ان كتب زيلينسكي في تغريدة، و هو يلهو عابثا بعقول مواطنيه قائلا:" المجد لكل من حارب النازية وانتصر! المجد لجميع أبطالنا في مختلف الأزمنة الذين ندين لهم بنفس القدر بحياتنا !"لكن المخرج الأوكراني إيغور لوباتينيوك علق تغريدته: "نشهد في هذا المنشور - النازيون والنازية وأوكرانيا. ولا كلمة واحدة عن دور الجيش الأحمر أو الاتحاد السوفيتي. أنت على الجانب الخطأ من التاريخ والآن تقوم بتثبيت النازية في أوكرانيا. نحتفل بهذا العيد في 9 مايو وليس في 8 مايو ولم نحتفل به في هذا اليوم أبدا".

أما الحق فما شهد به ريموند ماكغفرن استخباراتي أمريكي سابق و المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: "زيلينسكي ممثل جيد، يلعب دور المدافع الذي سيقف مع بلده حتى النهاية، لكن .. وبعد هزيمة قوات كييف سينقل للعيش داخل فيلا فاخرة في قبرص، وسيترك الأوكرانيون ليواجهوا مصيرهم وحدهم".وأشار إلى أن الأشهر المقبلة ستكون كارثية بالنسبة للقوات الأوكرانية، كما لفت الانتباه إلى أن زيلينسكي مجرد دمية أمريكية تتبع التعليمات التي تتلقاها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا