الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.3/5

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


[email protected]

و لن نبتعد كثيرا؛ فمن نفس الخندق صدع السياسي الفرنسي، فلوريان فيليبو، و راح يبحث في وضع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي ترسل أموال دافعي الضرائب الأوروبيين إلى أوكرانيا، "لإظهار دعم لا يتزعزع" و اتهم السياسي رئيسة المفوضية الأوروبية بدعم المصالح الأمريكية في أوكرانيا ودعا إلى وضع حد لها.

هل للاستخفاف حدود. المركزية الأوربية ما زال في جعبتها ما تحكيه. فليس هناك إلا "خطة سلام وحيدة" لأوكرانيا؛ و هي تلك التي خطها رئيسها زيلينسكي، أما المبادرة الصينية فلا يمكن أخذها على محمل الجد. فهي مجرد مجموعة من التمنيات الطيبة". و حسب بوريل "لنكن واقعيين، الآن علينا دعم جهود أوكرانيا العسكرية" .

أما موسكو؛ فقد وصفت "خطة السلام" التي اقترحها الرئيس الأوكراني، بأنها منفصلة عن الواقع، مشيرة إلى أن الخطة التي لا تأخذ في الاعتبار حقائق اليوم المتعلقة بأراضي روسيا ومناطقها الجديدة، لا يمكن أن تكون سلمية.

و كان زيلينسكي أعلن في منتصف نوفمبر من العام الماضي في قمة مجموعة العشرين عن صيغة من عشرة بنود، شملت ضمان الأمن الإشعاعي والنووي والغذائي وأمن الطاقة، والإفراج عن جميع الأسرى، واستعادة وحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية ووقف القتال، وعودة العدالة ومكافحة الإبادة البيئية ووقف التصعيد وتحديد نهاية الحرب.

و الظاهر: ليس هذا ما يعتقده الاتحاد الأوروبي، ولا حتى بوريل، وإنما الولايات المتحدة الأمريكية. و لو كان الاتحاد الأوروبي قادرا على "اعتقاد شيء"، لما حدث ما حدث". "فخطة السلام" التي طرحها زيلينسكي، "ليست خطة ولا سلمية، وإنما هي كتيب تعليمات أمريكي آخر لإثارة الصراع في أوروبا". إن "المقترحات المقدمة نيابة عن خمس سكان الكوكب والاقتصاد الرائد في العالم، لا يمكن الاستخفاف بها إلا للشخص الذي لا يعرف شيئا عن الجغرافيا السياسية أو الشخص ذي المنطق الاستعماري الذي لا يحترم أولئك الذين يعتبرهم "أدنى مرتبة منه". لقد أضحى بوريل استثناء سعيدا، فهو يجمع في شخصيته كلا الصفتين في آن واحد.

و حتى تكتمل البهرجة في كسوة البهلوان؛ ومن سعار ما أصاب عنجهية الغرب في صميم؛ الاتحاد الأوروبي يرصد مليار يورو إضافية لتسليح أوكرانيا لتعزيز القدرات العسكرية لقوات كييف، التي تجهّز لهجومها المضاد على الجيش الروسي. ففي بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية جاء فيه: "هذا الإجراء سيوفر تمويل دعم القوات الأوكرانية بقذائف مدفعية.ز، وإذا لزم الأمر بصواريخ تشتريها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل مشترك من صناعة الدفاع الأوروبية".

و مرة أخرى يعلق بوريل في تهريج صرف.إن هذا القرار يمثل خطوة جديدة مهمة لتقديم المزيد من الدعم بالذخيرة لأوكرانيا. و الجيش الأوكراني يحتاج لكميات كبيرة من الذخيرة للدفاع عن الشعب والأراضي الأوكرانية، وهو بحاجة ماسة إليها جنبا إلى جنب مع القرار السابق القاضي بتوفير الذخيرة بسرعة من المخزونات الحالية، وبذلك نلتزم بملياري يورو لهذا الغرض، وعليه يصل إجمالي الدعم العسكري المقدم من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا إلى 5.6 مليار يورو. اما بعد سقوط باخموت/ أرتيوموفسك فلكل حادث حديث .

و هذا ما التقطه المستشار الألماني أولاف شولتس و شرع في الترويج له داعيا إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية و الاستراتيجية التي يواجهها من خلال تبني سلسلة إصلاحات.وفي حديثه لنواب البرلمان الأوروبي، اقترح شولتس تبني سلسلة إصلاحات تتضمن توحيد جهود مشتريات الدفاع، وإبرام صفقات تجارية جديدة، وتنحية النزاعات طويلة الأمد بشأن الهجرة.وقال شولتس إن تعزيز السيادة العسكرية والتقنية للاتحاد الأوروبي، والمصادر المستقلة للسلع الأساسية سيعزز روابط الاتحاد مع الولايات المتحدة، أقرب شريك للكتلة، مشددا على أنه "من المهم أن يفي الاتحاد بوعده للأعضاء المحتملين، مثل دول غرب البلقان، مع ضمان تنفيذهم للإصلاحات اللازمة حتى يتمكنوا من الانضمام".وذكر شولتس أن "الجهود المبذولة لإعادة إعمار أوكرانيا، التي تطمح للانضمام للاتحاد، ستحتاج إلى رأس مال سياسي ومالي على المدى البعيد". أما بيت القصيد فقد دعا له و هو يسوي من وقفته لتثير إعجابا متهافتا. حين أكد أن التنافس مع الصين قد تصاعد مؤخرا، و في نفس الآن راح محذرا من الجهود المبذولة لفصل الاتحاد عن شريكها التجاري الرئيسي، بكين، ودعا بدلا من ذلك للتخلص من المخاطر بحكمة تقلل من الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد الأوروبي في مجمله إذا اشتعلت التوترات مع الصين.

لكن الصين حضرت نفسها لتهدد بالعواقب إذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب "مساعدة روسيا"

فالمتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين أوضح في إفادة صحفية معلقا عن الأنباء التي أفادت بأن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات ضد الشركات الصينية" إن الثقة بين الاتحاد الأوروبي والصين ستنهار" . و أضاف الدبلوماسي الصيني: "إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فسيعتبر ذلك أن الجانب الأوروبي انتهك بشكل جدي الثقة والتعاون مع الصين، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم الانقسام والمواجهة في العالم".وشدد على أن الصين تحث الاتحاد الأوروبي على، "عدم اتخاذ المسار الخطأ" وأكد أن بكين في حال العكس، ستحمي بحزم حقوقها ومصالحها المشروعة.في وقت سابق، كتبت "فايننشال تايمز"، نقلا عن مسودة الحزمة الجديدة للعقوبات الأوروبية، أنها قد تشمل سبع شركات صينية متهمة بتزويد روسيا بالمعدات.

فهل انتهى زمن التهريج؛ الكلام حياله ما زال متلعثما؛ ليس في عجلة من أمره. ما دامت المدافع تقذف بنارها؛ فبها بدأ الغرب "حضارته" و بها ينهي عنجهيته؛ فالصراع في أوكرانيا يظهر انقساما بين الغرب والعالم؛ كما كشف خلافات الغرب مع أجزاء أخرى من العالم. و باتت الفجوة بينه وباقي الدول تمتد إلى ما بعد الحرب. و الأمر سيان عند المهرج، إنها نتيجة للإحباط العميق أو الغضب بسبب سوء إدارة الغرب للعولمة كما سوق لها منذ نهاية الحرب الباردة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا