الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.4/5

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


[email protected]

" فاليوم لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". "الحرب شاملة" "تستهدف القيم".. هذا غيض من فيض خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال العرض العسكري الكبير لإحياء الذكرى الـ78 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى. الحرب ليست عسكرية فحسب ولا اقتصادية فقط استهدفت روسيا بأكثر من خمسة عشر ألف قرار عقابي اقتصادي لا يمكن لدولة في العالم تحملها وتجاوزها إنما أيضا الحرب على روسيا ثقافية تروم القيم الدينية والثوابت الوطنية والوعي التاريخي ولذلك هاجم بوتين من يعبثون بالحقائق التاربخية ويزيفونها، إنها حرب عالمية تستهدف روسيا بعدما أدركت الدول الغربية والولايات المتحدة وحلف الناتو وأوروبا قوة روسيا الصاعدة والاستنهاض الذي جرى طوال الخمسة عشر عاما الأخيرة، حيث احتلت روسيا فيها الصدارة الدولية في أهم سلعتين للبشرية "الحبوب والوقود." و تحلم بعالم يحل فيه السلام أي النظام العالمي العادل الذي لا تهيمن عليه قوة واحدة وحيدة تغتر بقوتها فتحوله إلى عالم ظالم تهدر فيه حقوق الشعب وتسرق ثرواتها. و ستتحدى المخطط ضد روسيا والانتصار فيه رغم كل دعاوي الكراهية والتحريض ضدها.

هل ستنتصر روسيا في مهمتها التي حملت على عاتقها؟ الجواب عند الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: بعثه في رسالته بمناسبة ذكرى النصر. "إنني على ثقة بأن الشعب الروسي الصامد والعادل بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين سيواصل تحقيق النصر على طريق ضمان السيادة والكرامة والاستقرار في المنطقة، وسحق أي تحديات وتهديدات من القوى المعادية. أنتهز هذه الفرصة، ومرة ​​أخرى أبعث بتحياتي الحارة إلى جيش وشعب روسيا، الذين هبوا بشجاعة إلى الكفاح المقدس من أجل تطبيق العدالة الدولية والدفاع عن السلام العالمي ضد عنف وتعسف الإمبرياليين". كما أشار الزعيم الكوري الشمالي إلى البطولات الفذة ونكران الذات من جانب الشعب الروسي، الذي حقق "نصرا عظيما في الحرب العادلة ضد الفاشية ".

إن حاصل هذا التيه عند النخب الأوروبية والأمريكية؛ و الساخر من مآل ما فكرت فيه زمنا و بات قناعة لدى جزء كبير منها هو تقديرها للقوة بتعدد تمظهراتها؛ مع تغييبها استحضار قدر كبير من البراغماتية للانتقال من "يجب أن يباد" إلى "الحاجة إلى التفاوض". و الآن في أوكرانيا. يحدثون أنفسهم بما ليس منه ب×د وان كان بمضض على حساب قناعاتهم. لكن بعد أن يتشربوا حس البهلوان للاستعداد لتقبل كل نتائج المقالب التي تفننوا في إبداعها و إقناع أنفسهم بضرورتها.

و للحفاظ على مكاسب؛ كانت العقلانية تخلدها و لا ترغب يوما في أن تؤول إلى ها. هذا ما سينتبه إليه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن "شرخا" في العلاقة بين الغرب الجماعي والأغلبية العالمية قد بدأ بالظهور.فما يحدث حول أوكرانيا الآن، يعجل الانتقال إلى نظام علاقات دولية متعدد الأقطاب".

فواشنطن استخدمت الأزمة الأوكرانية لتوحيد معسكرها، لكن هذا التوحيد يعني بالنسبة لها إخضاع جميع الأطراف لإرادتها. ومع ذلك هذا التوحيد حدث بالفعل، ولكن ما حدث معه في نفس الوقت هو ظهور شرخ في العلاقة بين الغرب الجماعي والجنوب والشرق العالمي".وأشار لافروف إلى أنه مطلع على أن ممثل إحدى دول الاتحاد الأوروبي اقترح خلال المناقشات الداخلية الأخيرة التخلي عن استخدام مصطلح "الجنوب العالمي" لأن هذا كما يعتقد يبعث إشارة خاطئة مفادها أنهم منفصلون عن الغرب ويدخلون ضمن دائرة مصالح روسيا والصين.

إن "الغرب وصل إلى هذه الدرجة من الهوس بعظمته، وضرورة قمع أي وجهات نظر بديلة"وبحسب لافروف ، من بين قادة دول الجنوب العالمي، هناك الكثيرون ممن هم على استعداد للدفاع عن مصالحهم: "الجنوب العالمي مستعد ودون الإدلاء بتصريحات صاخبة، لمقاومة إملاءات الغرب، الذي أصبح أكثر تدخلا وأكثر عدوانية، بكل ما يعنيه ذلك من ابتزاز وتهديدات وعقوبات، وأكثر من ذلك بكثير".

و انظر إلى واشنطن و هي تبدي إنسانية زائفة وتضلل الآخرين بالقول إنها لن تمنح طائرات "إف-16" لأوكرانيا إلا بشرط عدم استخدامها لضرب روسيا. إنها لا تملك أي أساس أخلاقي للإدلاء بمثل هذا.و بلغة تهريج مقصودة؛ أورد جيك سوليفان شروطا لتوريد طائرات "إف-16" إلى كييف، ومن جديد تمارس الولايات المتحدة هوايتها المحببة، محاكاة الأمور والتزوير أو التلاعب بالبيانات من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها.

و انظر إلى من يتحدث عما سيمثل "نهاية" لأوكرانيا والديمقراطية في الولايات المتحدة؛ فقد اعتبرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة في الانتخابات الرئاسية عام 2016، أن فوز دونالد ترامب في انتخابات 2024 سيكون نهاية لأوكرانيا والديمقراطية في بلادها.

"إذا فاز ترامب حسب رأيها عام 2024 - ولا أعتقد أن هذا سيحدث – و العهدة عليها فسيكون ذلك نهاية للديمقراطية في الولايات المتحدة. ستكون نهاية لأوكرانيا. وسيخرجنا من الناتو".و عن احتمالات إعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن. ترى كلينتون أن عمر بايدن هو "مسألة" يحق للناخبين "النظر فيها" لدى اتخاذ قرارهم الانتخابي.

و هذا ماتريد تلافيه وقد غدا واقعا يجري على خلاف ما تتوقع؛ فطبيب سابق للبيت الأبيض يرى أن بايدن غير قادر أداء واجباته الوظيفية بسبب مشاكل في الإدراك. وأضاف الدكتور جاكسون، أن بايدن وكذلك اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، ديان فينشتاين البالغة من العمر 90 عاما وجون فيترمان الذي تعرض لسكتة دماغية قبل فترة، قد يتسببون بمتاعب كبيرة للولايات المتحدة.

"إنهم جميعا غير قادرين من الناحية الإدراكية على القيام بعملهم. الأمن القومي لبلدنا على المحك! إنهم بحاجة إلى الجلوس والتحدث بشكل جدي مع أطبائهم وعائلاتهم".في وقت سابق، كتبت مجموعة من ممثلي الحزب الجمهوري رسالة إلى بايدن، تطالبه إما باجتياز اختبار حول قدراته العقلية أو رفض المشاركة في انتخابات عام 2024.

ووقف خلف هذه المبادرة، جاكسون نفسه، ووقعها في المجموع 61 شخصا من الحزب الجمهوري. وأشار أصحاب الرسالة، إلى أنه منذ أن أصبح بايدن رئيسا، تم إرسال ثلاث رسائل مع طلبات مماثلة، لكن البيت الأبيض تجاهلها بالكامل.يبلغ عمر جو بايدن في الوقت الراهن 80 عاما، وهو أكبر رئيس للولايات المتحدة في التاريخ من حيث السن.

فأمام هذه المتاريس التي تفصل بين من يريد أن يعيش بعقله ولصالح شعوبه، ومن يريد أن يعيش على حساب الآخرين بوعي طائش؛ بات جليا أن المسار الغربي الذي اعتمدته السياسة الخارجية الروسية حتى وقت قريب قد "استنفد نفسه تماما"، وروسيا دخلت مرحلة المواجهة الحادة مع كتلة عدوانية مكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو. وهذه الكتلة وضعت نصب عينيها هدفا مكشوفا وصريحا، الانتصار على روسيا في ساحة المعركة ومن ثم شطبها كمنافس جيوسياسي. ففي الغرب يتم وبشكل علني بحث ومناقشة سيناريوهات لتقسيم روسيا الاتحادية. و أضحى تطبق نظرية وممارسة "بوتقة الانصهار" على أوروبا ومناطق أخرى من العالم، يجبرهم على العيش وفقا لقواعد "المليار الذهبي".

و من الشرق دائما تأتي الحكمة الفيصل؛ فقد دعا الخبير الكوري الشمالي، كيم ميونغ تشول، في مقال له المجتمع الدولي لتقبّل انتصار روسيا الحاسم في أوكرانيا، فعلى واشنطن حسب رأيه إدراك أنها تقاتل جيش وشعب روسيا البطلين."و سيكون من الحكمة للولايات المتحدة وقواتها التابعة أن تتذكر دائما أنهم يقاتلون ضد الجيش والشعب الروسي الشجاع والبطل، والذين يقف بجانبهم على الدوام دول صديقة ومنصفة وقوية تناضل من أجل السلام والحقيقة الساطعة".وأشار إلى أن أوكرانيا أضحت الآن ساحة لاختبار لأسلحة الغرب الفتاكة.و"دعم الغرب لأوكرانيا ليس سوى مجرد جهود يائسة لأولئك الذين يقتربون من آجالهم ولحظاتهم الأخيرة"، مبينا أنه "حان الوقت لقيام مجتمع دولي عادل ينضبط وانتصار روسيا".

لينتهي مؤكدا أن فلاديمير زيلينسكي وعصابته وكذلك "الدمى الأكثر ولاءا للولايات المتحدة" تركوا مصير الشعب الأوكراني "في أيدي القوات الأجنبية الملطخة بالدماء".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا