الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ -اللحظة الغربية-، اصنع سياسة أو أعمل مهرجا.5/5

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الظاهر أن عبث البهلوانات لا يتوقف عند حد؛ فقد تضمّن جدول الأعمال، في هيروشيما باليابان، اجتماعات ولقاءات بين قادة ما يسمى بمجموعة السبع الكبار التي تضم الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا ودول أخرى والاتحاد الأوروبي.لم تكن هناك مفاجآت. فنصيب الأسد من زمن النقاشات بين رؤساء الدول والحكومات استهلكه الوضع الناشئ في العالم بعد العملية الروسية الخاصة.

الدول الأوروبية تحاول استغلال الوقت لإيجاد صيغة تمكّنها من منع انهيار اقتصاد بلدانها، وتجنّب وضع اقتصادها بشكل نهائي في سكة الحرب، كما تصر الولايات المتحدة. لذلك، عليهم تدبر حيلة. الإعلان عن مساعدة كييف، هذا ما هم على استعداد لفعله. في الواقع، يخرج الجميع بأفضل ما في وسعهم. هذا ملحوظ بشكل خاص في حالة المقاتلات F-16. يتفق الجميع على وجوب تسليمها لأوكرانيا، لكن الجميع يقول: ليس لدينا ما نقدمه منها. إنهم لا يرون حلاً محددًا للمشكلة. حتى النجاح التكتيكي لن يساعد في حل المهام التي حددوها لأنفسهم. ومهمتهم هي إلحاق هزيمة جدية للغاية بروسيا، أي ضربة خطيرة تزعزع روسيا بالمعنى العسكري والسياسي. لكنهم يفهمون أن هذا مستحيل. لذلك، نشهد تراجعًا في الخطاب".

أين نحن من هذا، ها بايدن وخلال احتفال تكريمي للنساء الديمقراطيات، بتاريخ 23/05/2023 يثير السخرية. بحسبه رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي ساعدت في إنقاذ الاقتصاد في فترة الكساد الكبير، الذي بدأ عام 1929، وهي لم تكن ولدت بعد؛ " بيلوسي ساعدت في إنقاذ الاقتصاد في فترة الكساد الكبير. و في تمرير قانون الرعاية الميسرة. فمنذ أن توليت منصبي، قادت المعركة لمساعدتنا في تمرير خطة الإنقاذ الأمريكية، وقانون البنية التحتية للحزبين، وقانون خفض التضخم. و دافعت عن الديمقراطية في أعقاب السادس من يناير". مما جعل مواطنيه يتهكمون مغردين على "تويتر". فبيلوسي ولدت في مارس 1940، و"الكساد الكبير" انتهى عام 1941، أي أن بيلوسي كانت تبلغ حينها من العمر عاما واحدا! ويعلق أحدهم: "حكومة الولايات المتحدة تكذب كل الوقت. ليس لديهم سيطرة على الواقع".وقال آخر ساخرا: ".. التي لم تكن ولدت بعد". وكتب أحدهم: "كنا نشك دائما في أنها كانت تمشي وهي ميتة، ونحن نعلم الآن"

ما وقفنا عليها ليس استثناءا؛ و لنستمع إلى رجل يحسب نفسه رشيدا بين أفراد جوقة السرك. لكن سرعان ما انفرط عقده.جي أوشرارد آرو؛ كبير الدبلوماسيين الفرنسيين و السفير في واشنطن حتى عام 2019 يقول: لقد انتهت "اللحظة الغربية" وأصبح العالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد، و ديناميكية العالم غير مستقرة بشكل مطرد، و في رأيه لم تعد الولايات المتحدة قادرة على ضمان السلام. فبعد عام 1945، سيطرت على العالم قوتان عظيمتان، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. و بعد انهيار الكتلة الشيوعية، كانت هناك قوة عظمى واحدة فقط. هذا ما أسماه اللحظة الغربية ، عندما كانت الولايات المتحدة تهيمن على هذا النظام. الآن انتهى الأمر، ليس بسبب تراجع الولايات المتحدة أو تراجع الغرب، ولكن بسبب إعادة التوازن. لقد عادت الصين ؛ والهند وروسيا تدافع عن مصالحها الخاصة ؛ وعلى الغرب أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد.”

اما بخصوص الهستيريا المعادية للصين؛ فيرى أن ما يحتاجه الأمريكيون هو مزيج من الاحتواء والمشاركة؛ الامر الذي يجعل من الصعب جدا على أي رئيس أمريكي التعامل بصدق مع الصينيين.و لم يفته أن يقر اعتقادا يأخذ بعقلانية مترنحة؛ تكيد لدينامية الجدل؛ فذهب إلى أن الولايات المتحدة ستبقى القوة الرئيسية للعقود القادمة؛ ثم يستدرك استجابة لرجة من دخيلته هزت سخافته؛ "لكن من الواضح أن أوروبا، بسبب ديموغرافيتها ومشاكل أخرى، أظهرت ضعفها النسبي، لأنها لم تكن قادرة على الدفاع عن أراضيها دون دعم وقيادة الولايات المتحدة.""منذ بداية الحرب كان لدينا معسكرين غربيين. من ناحية، لديك دول أوروبا الشرقية مدعومة من المملكة المتحدة، والتي تعتقد أن النصر الحاسم لأوكرانيا فقط هو النتيجة المعقولة للحرب. على الجانب الآخر، أود أن أقول إن فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبعض الدول الأخرى تعتقد أن النصر الحاسم مستحيل، وأن السيناريو الأكثر ترجيحا الآن هو حرب طويلة. وأن الحرب الطويلة هي نتيجة سلبية للغاية لأوكرانيا و الولايات المتحدة، هذه الحرب هي إلهاء. بالنسبة لهم، ما يهم هو الصين. وهكذا تم جرهم، إلى حد ما، إلى الصراع بسبب العدوان الروسي، لكنهم يريدون الخروج منه في أقرب وقت ممكن.” و صريح حكيه أنهم وجدوا قل أنفسهم صاروا فئرانا تزأر في وجه التنين الصيني .[3]

و الحاصل؛ فلنحصر من اندفاع يبغي منا تتبع الوقائع و اقتناص معنى لها. لا تبعدنا قيد شعرة عن الحس كل البعد و لا تطلب عمق ناظر، بل كلها تدرك بالتجربة و بها تستفاد. فعلى رأي ابن خلدون" من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم و الأجيال بتبدل الأعصار و مرور الأيام و هو داء دوي شديد الخفاء إذ لا يقع إلا بعد أحقاب متطاولة فلا يكاد يتفطن له إلا الآحاد من أهل الخليقة و ذلك أن أحوال العالم و الأمم و عوائدهم و نحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة و منهاح مستقر إنما هو اختلاف على الأيام و الأزمنة و انتقال من حال إلى حال و كما يكون ذلك في الأشخاص و الأوقات و الأمصار فكذلك يقع في الآفاق و الأقطار و الأزمنة و الدول [4].

إن المهرج لا يرى في نفسه أن هناك من سيوقف عبثه عند حد. ما دامت مقالبه محط إعجاب؛ و له من صيرورة التاريخ شاهد؛ و سيهتبل منه أية فرصة سانحة ليعلن عن مواهبه. فالمهرجون أينما حلوا و ارتحلوا، لا يكتفون بالمجيء لوحدهم، بل يأتون و حاجات السرك معهم.
---------------
[1] - https://fr.wikipedia.org/wiki/Denis_Lavant
[2] - حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=791320
[3] -https://unherd.com/thepost/top-french-diplomat-the-western-moment-i
[4]- ابن خلدون؛ المقدمة. تحقيق عبد الله محمد الدرويش. الطبعة الأولى. دار يعرب ؛ دمشق، 2004. ص .116








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة المفوضية الأوروبية: أعلن عن دعم مالي بمليار يورو للبنا


.. مشاورات لحسم نقاط خلافية.. أين وصلت مفاوضات التهدئة في غزة؟|




.. شرطة لوس أنجلوس تستعد لفض احتجاج في جامعة كاليفورنيا ضد الحر


.. حريق بمطعم يودي بحياة ا?شخاص عدة في لبنان




.. مراسل الجزيرة: عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتظاهر في تل أب