الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى نواب الشعب مع التحية..

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2006 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تمهيد:نشرت صحيفة بريطانية : أن عدد القتلى من العراقيين منذ بدء الإحتلال وحتى الآن بلغ 655 ألف قتيل مسجلا..هذا سوى عدد غير المسجلين الذي لا يعلمه إلا الله.

- الشعب العراقي الآن ليس مهتما بشيء مما يطرح تحت قبة البرلمان قدر اهتمامه بمشكلاته اليومية التي يعاني منها ساعة بساعة سواء كان في بيته أو في مقر عمله- هذا إن كان له عمل- أو وهو في الشارع،فيما أعضاء مجلس النواب والقوى السياسية غارقون في تفاصيل قضايا لا يرى الشعب العراقي في طرحها ومناقشتها الآن أية أهمية،فهم في واد والشعب العراقي في واد آخر.
الشعب العراقي يعاني الآن من فقدان الأمن ومن نتائج التضخم الأقتصادي وغياب الخدمات الأساسية وتخلي الدولة بالكامل عن دعم السلع الأساسية وتردي الرعاية الصحية والتعليم وسيطرة المليشيات على مؤسسات الحكومة جميعها، وقد تطول قائمة معانات العراقيين لو أطلقنا العنان للقلم ان يسطر كل ما رصد حتى الآن.
أما السادة نواب الشعب فان غاية اهتماماتهم ومنذ أن بدؤا متأخرين تنصب على مناقشة رواتبهم والتخصيصات المالية لحماياتهم وبالفيدرالية وبعض الأمور الهامشية الأخرى.
والغريب أنهم في لقاءاتهم الفضائية والتي لا يحلو لهم أن يطلوا على المواطن العراقي إلا من خلالها لا يتورعون عن القول أن ما ينفقون وقتهم فيه هو مطلب شعبي فيما الحقيقة هي أن الشعب العراقي لم يطالب أحدا من الساسيين أو النواب ببحث موضوعة الفيدرالية الآن وهو إضافة إلى ذلك- أي الشعب- لا يفهم تفاصيل معنى الفيدرالية ليس لأنه لا يستطيع استيعاب تلك التفاصيل بل لأنها موضوعة لا تدخل ضمن دائرة اهتماماته الملحة ولا يرى فيها حلا لأي مما يعانيه بالرغم من ترويج دعاتها أنها مفتاح حلول كل المشكلات.بالضبط كما كان يقال له قبل ذلك أن التصويت بالموافقة على مسودة الدستور هو الحل للمشكلات التي يعاني منها،وحين ازداد الوضع سوءً قيل له أن الحل في انتخاب المجلس النيابي وحين لم يجد ذلك في حلحلة الأمور،قالوا له أن الحل يكمن في الإسراع بتشكيل الحكومة،وها هي المشكلات تزداد يوما بعد آخر بعد أن صدقهم الشعب وأطاعهم في كل ما ارادوا له أن يفعله.
تصويت مجلس النواب العراقي قبل أيام بشأن قانون الأقاليم لم يهز الشعب العراقي لا فرحا ولا حزنا- ومر مثل مرور الكثير من تصريحات السياسيين رسميين وغير رسميين ووعودهم ومناكفاتهم فيما بينهم مما لا يغني ولا يسمن ونسمعه منهم كل يوم عبر أجهزة الإعلام- ليس لأن الشعب ضد مبدأ الفيدرالية،فقد صوتت عليه الأغلبية مما صوت له من مواد أخرى حين صوت على مسودة الدستور وعلى هذا يجب احترام رغبة الأغلبية وإرادة الشعب ، كذلك واتفقت عليه جميع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية حتى قبل صياغة المسودة، بل ربما كان شرطا للمشاركة في العملية السياسية، لكن ..الاعتراض على مناقشته الآن نابع من حاجة الشعب لأن يناقش مجلس النواب قضايا أكثرا إلحاحا وأكثر أهمية وأكثر خطورة بما لا يقارن في موضوع آخر.
ومع هذا فلا أظن أن الشعب العراقي لا يعلم حقيقة الوضع السياسي في العراق والمديات التي بلغتها العلاقة مابين القيادة العسكرية الأمريكية وبين المسؤولين العراقيين في تدخل الأخيرة الواسع والعلني في رسم السياسة العراقية في أدق تفاصيلها حتى أضحى موضوع السيادة العراقية مادة للتندر من عامة الشعب ومبعثا للنقد من سياسيين نوابا وحكوميين مشاركين في العملية السياسية.
فحتى لو صوت نواب الشعب سلبا أو إيجابا تجاه أي قرار أو قانون فالجميع يعلم أن الأمر في النهاية هو ما تشاؤه الإدارة الأمريكية وقيادتها العسكرية في العراق ممثلة بسفيرها زلماي خليل زاد لا ما يشاءه النواب أو السياسيون. ويكفي مثالا على ذلك أن المسؤولين الأميركيين يحلون في العراق أنى شائوا دون علم حتى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ليلتقون بأي شخص أو أي طرف دون أخذ موافقتهما وليأمروا وينهوا ويحددوا السقف الزمني الذي على العراقيين أن ينهوا فيه أي موضوع دون مراعاة لما يمر به العراق من ظروف استثنائية،هذا غير التلويح أثناء كل زيارة مرة بتنفيذ سيناريو الإنقلاب العسكري وأخرى بتهديد بعض المسؤولين بفتح ملفاتهم ونشرغسيلهم الوسخ أمام الإعلام،وأخرى التلويح بالانسحاب وترك العراقيين أمام مصيرهم كلما أحسوا بوجود شيء من المعارضة لأجندتهم في العراق.
الجميع اليوم ومن بينهم الأمريكان يؤكدون في تصريحاتهم على صيانة وحدة العراق أرضا وشعبا،فيما لا نرى تجسيدا لهذه التصريحات سوى ما يقام على الأرض بالضد تماما من تلك التأكيدات.
كان على النواب أن يناقشوا الحلول المناسبة لوقف أعمال القتل والتهجيرعلى الهوية،وأن يصارحوا الشعب الذي أوصلهم بأصواته إلى البرلمان عن حقيقة الضغوط الأمريكية وتدخلاتها المستمرة في أدق تفاصيل الشأن العراقي وكذلك عن عجز الحكومة العراقية عن إيقاف حالة تدهور الوضع الأمني وتدهور الخدمات وعن الكيفية التي تدار بها الحكومة من قبل القوى السياسية المتنفذة وتأثيرات قوى دولية وإقليمية على ذلك.
كذلك كان عليهم أن يسألوا دوائر اليمين الأمريكي الذي صنع البعض منهم وأدخلهم العراق تحت عباءته أو على ظهور دباباته، إن كان على العراقيين أن يدفعوا ثمنا للنموذج الذي يريدون إقامته في الشرق الأوسط كل هذه الأعداد من القتلى وكل هذا الدمار الذي حاق بالبلاد.
سؤال بحاجة لطرحه بوجه الأمريكان وبوجه الحكومة العراقية وبوجوه قادة الكتل السياسية ،إلى "شجاهة الشجعانِ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت