الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة أجهزة مخابراتية ، تتآمر لخلق الاضطرابات الاجتماعية في الجزائر ، بغية قلب النظام الحاكم .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هل حقا انّ الاخبار التي تم الترويج لها إعلاميا ، وعلى نطاق واسع ، باحتمال حصول اجتماع بين الأجهزة البوليسية السياسية لثلاثة دول بإسرائيل هي ، المغرب ، وإسرائيل ، وفرنسا ، بهدف خلق الاضطرابات والقلاقل الاجتماعية بالجزائر ، لتسهيل تفتيت التراب الجزائري ، الذي سيسهل لقلب النظام العدو اللدود للنظام المغربي ، هي اخبار صحيحة غير مشكوك فيها ؟
وقد وصلت الاخبار الإعلامية الدولية في الموضوع ، حتى تحديد عدد المسؤولين من الدول الثلاثة ، الذين حضروا الاجتماع المذكور ، رغم ان الاجتماع إنْ كان حقيقة قد حصل لبحث موضوع الجزائر ، فهو سيخضع للسرية التامة . والحال انّ ما حصل انْ كان فعلا قد حصل ، فضحته وسائل الاعلام الدولية المختلفة ، لكن دون ان تعطي الدليل الملموس ، على حصول الاجتماع بين بوليس ثلاثة دول تتآمر على أمن الجزائر، وتتآمر على وحدة ترابها . لان السؤال . اذا كان الاجتماع المذكور يفترض من حيث الإجراءات ، الخضوع للسرية التامة ، نظرا لخطورة موضوع الاجتماع ، فمَنْ سرب اخبار الاجتماع هذا ، مع تسريب حتى عدد البوليس الذين حضروا من الدول الثلاثة ؟ . ألم يكن التسريب ، انْ كان الاجتماع فعلا قد حصل ، مرده بوليس احدى الدول التي حضرت الاجتماع ، وسربه للصحافة ، حيث اصبح مادة دسمة للتعاليق ، وللاجتهادات الإعلامية الدولية ؟
-- ما الغاية من حرق خبر الاجتماع المذكور ، لخلق توترات وقلاقل اجتماعية للجزائر ، بغية تفتيت ترابها ، والانتهاء بقلب نظامها ، وهو ما يثير الشك ، ويطرح التساؤل ، عن الكيفية التي اصبح فيها اجتماع سري ، اجتماعا مفضوحا ، تتداوله وسائل الاعلام الدولية ، وتتناقل اخباره الدول المعنية ، ويتصفحه المهتمون بالشأن العام من كل الاطياف الاجتماعية ، والإعلامية ، والسياسية ؟
وبالواضح . من سرب خبر الاجتماع البوليسي المذكور ، المفروض ان يحظى بسرية تامة ، واذا به اصبح متداولا إعلاميا على نطاق واسع ؟
والسؤال بعد حرق سرية الاجتماع المذكور ، هذا افترضنا مجازا انه حصل . هل حقا حصل اجتماع في غاية السرية بسبب خطورة موضوعه ، بين بوليس النظام المغربي ، والبوليس الفرنسي ، والبوليس الإسرائيلي ؟
أولا . لا توجد هناك ادلة بالملموس ، تؤكد حصول الاجتماع المذكور ، بين بوليس الدول الثلاث ، المغرب ، وفرنسا ، وإسرائيل . والسبب هو كيف تم تحويل اجتماع من المفروض انْ يحظى بالسرية التامة ، الى اجتماع مفضوح تناولته مختلف لغات العالم .. والسؤال هنا . هل حقا كان هناك اجتماع سري للأجهزة البوليسية للدول الثلاثة ، ومن كشفه بالسرعة الفائقة ، وما الغاية من فضحه في نفس اللحظة التي تم فيها الاجتماع بدولة إسرائيل ، مع العلم انه يحظى بالسرية التامة ، لا من حيث مكان الاجتماع ، ولا من حيث الدول التي حضرته ، والمصيبة ذكر حتى عدد البوليس الحاضر عن كل دولة .
وهذا يثير الشك من الأصل ، حول عقد الاجتماع المذكور ، من طرف البوليس السياسي للدول التي حضرت الاجتماع ، لخلق الاضطرابات والقلائل بأربعة مناطق جغرافية جزائرية ، بغية تسهيل تفتيت التراب الجزائري ، ومن ثم الوصول الى مرحلة قلب النظام الجزائري العدو اللدود للنظام المغربي . لكن وبخلاف الموقف من النظام المغربي ، فليس النظام الجزائري من يعتبر فرنسا بالعدو الأساسي ، بل فرنسا الدولة هي من تعتبر النظام الجزائري بمثابة عدو محلي وقاري ، وحتى من حيث فلسفة الحكم والنظام ، فحان الوقت لإسقاطه ، وتمزيق الجزائر كدولة واحدية وقوية ، الى دويلات كارتونية تكون خاضعة للاستعمار بكل تجلياته السياسية .
اما عداوة النظام الجزائري لإسرائيل ، فمن خلال جميع المنعرجات التي حصلت من " النكسة " في سنة 1967 ، لم يسبق للنظام الجزائري ان شكل خطرا على الامن القومي للدولة العبرية ، ولم يسبق للدولة العبرية ان كانت عدوا بأسه شديد مع النظام الجزائري ، الذي ليس هو الشعب الجزائري . ولو كانت إسرائيل تعادي حقا النظام الجزائري ، وهي التي تخدم المصالح الجزائرية بهدوء ، هل كان لها الاّ تعترف صراحة وامام العالم كما فعل النظام المغربي ، بالجمهورية الصحراوية ؟ .
وعندما تكون الدولة العبرية وحلفاءها العضويين ، من الاتحاد الأوربي ، الى الولايات المتحدة الامريكية ، يحقون بحتمية سقوط النظام المغربي ، عند ضياعه السيطرة على الصحراء ، ومع ذلك تتشبث إسرائيل ومعها الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، ورغم اخراج التطبيع بين النظام المغربي وبين الدولة الصهيونية الى العلن ، وتتمسك تل أبيب بالمشروعية الدولية .. هنا يكون الموقف الإسرائيلي وموقف الحلفاء ، خادما لمصالح النظام الجزائري ، حين يجتمعون جماعة واحدة على عدم الاعتراف بمغربية الصحراء ، والتشبث فقط بحل تقرير المصير ، وتجاهلهم لحل الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 .. فماذا يميز اذن في المواقف بين النظام الجزائري الذي يخطط ويشتغل على اسقاط النظام المغربي ، وعلى تفتيت وحدة المغرب الجغرافية ، وبين الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، ودولة إسرائيل ، عندما يعارضون حل الحكم الذاتي ، ويجتمعون على دور اسقاط النظام المغربي ، ومنه اسقاط الدولة المغربية ..
هنا يكون موقفنا من حصول الاجتماع المذكور ، بين البوليس السياسي المغربي ، والبوليس الفرنسي المرتبط بقصر الاليزيه La palais de l’Elysée ، وبين الموساد الإسرائيلي ، موقفا مشككا ومشكوك فيه ، لان ما الغاية من تحويل اجتماع من المفروض ان يخضع للسرية التامة والمطلقة ، الى اجتماع علني مفضوح ؟ امر غير واضح ومشكوك فيه . بل منْ سرب خبر الاجتماع السري هذا ، إنْ لم تكن وراءه الدولة الإسرائيلية التي اخبرت الرئيس Emanuel Macron بالجهة التي ركبت جهاز التنصت Pegasus في هاتفه ، وهاتف مسؤولين فرنسيين ..
فاذا سلمنا بحقيقة حصول الاجتماع المذكور ، فهل إسرائيل هي من سربت الخبر بطريقة تخدم النظام الجزائري ، الذي لا يعاديها في شيء استراتيجي ، ينقص او يمس بهيبتها وبمصالحها . وهنا تكون إسرائيل قد وجهت ضربتها الى النظام المغربي ، الذي لا تميزه عن النظام الجزائري في شيء . بل ان إسرائيل يدها مفتوحة للنظام الجزائري ، اكثر من سياستها البهلوانية مع النظام المغربي الذي تضعه في جيبها ، وتستغل ضعفه لتوظيفه في جميع الجهات ، عدا الاعتراف بمغربية الصحراء .
فالخدمات التي قدمها النظام المغربي لدولة إسرائيل ، هي خدمات خطيرة ، كإدخال الموساد الإسرائيلي غرفة بنفس الفندق الذي كان يضم انعقاد مؤتمر القادة العرب سنة 1965 ، وتسبب في " النكسة " في سنة 1967 ، والحفاظ على العلاقات الثنائية مع الدولة العبرية ، بخلاف الأنظمة العربية التي جاءت متأخرة عن موقف النظام المغربي .
فاذا كان الاجتماع البوليسي المذكور بين الدول الثلاثة ، فرنسا ، إسرائيل ، والنظام المغربي ، قد حصل فعلا ، فان خبر تعريته وفضحه ، لا تقل خطورة عن موضوع انعقاده .. وهو ما يفسر بغلبة الشك ، في لقاء أجهزة هذه الدول للتشاور والتخابر ، في موضوع الجزائر الذي قيل انه يستهدفها في أمنها الداخلي ، بخلق الإضرابات والقلائل في أربعة مناطق بالجزائر ، وتشجيع تفتيت التراب الجزائري ، ومن ثم سهولة قلب النظام الجزائري العسكري ، ببناء جزائر كارتونية تكون خاضعة للاستعمار بوجه خاص .
ففي نظرنا يبقى الاجتماع المذكور الذي لم يعد سريا ، مشكوك في صحته ، سيما السرعة الفرْط صوتية عند اخراج الخبر الى الاستهلاك الإعلامي ..
وعلى سبيل الافتراض . اذا كان الاجتماع المنعقد حقيقة ، فان الجهة التي تكون قد سربت الخبر ، تبقى إسرائيل وحدها ، كما انها وحدها من اخبر الرئيس الفرنسي بالجهة المسؤولة عن فضيحة Pegasus gate ، بل ان إسرائيل التي خانت وعودها بالاعتراف بمغربية الصحراء ، رغم اخراج التطبيع معها الى العلن ، لم تساعد محمد السادس في خلافاته مع Emanuel Macron بسبب البرنامج Pegasus ، ولم تعترف له بمغربية الصحراء ، وتركته لوحده يواجه المشاكل العويصة في عالم تغير ، الاّ محمد السادس الذي لم يتغير ، وها هو يؤدي الفاتورة المرتفعة التكاليف في موضوع الصحراء ، وفي موضوع سبتة ومليلية والجزر المغربية المحتلة ، رغم ان الصحراء بالنسبة للنظام المغربي ، تلعب دور ضامن بقاء النظام ، كما تلعب دور اسقاطه انْ خسرها ..
انّ الاجتماع المنعقد بدولة إسرائيل ، بين البوليس السياسي لثلاثة دول ، هي المغرب ، وفرنسا ، وإسرائيل ، لتسهيل قلب النظام الجزائري، لا أساس له من الصحة ، والاّ . كيف تسربت اخبار اجتماع خطير حول الجزائر ، بسرعة الهشيم ، لتصبح مادة للاستهلاك الإعلامي ، الذي يرقص رقصة الديك المذبوح ، دون تحديد جهة مصدر الخبر ، لينال شيئا من المصداقية المفقودة ..
ان موجة الدعاية للاجتماع ، ومع معرفة بلد الاجتماع ، والدول التي حضرت الاجتماع الأكثر من ( سري ) ، ومعرفة عدد وفد كل دولة الذي حضر اللقاء ، وتحديد موضوع اللقاء ، والاجتماع في تخريب الجزائر ، مع ذكر المناطق الأربعة الجزائرية التي ستبدأ منها القلاقل والاضطرابات .. كلها أمور تشكك في حصول الاجتماع او اللقاء التـآمري على الدولة الجزائرية ، التي خلف لها اضطرابا بسيكولوجيا ، جعلت القيادة الجزائرية تلجأ الى الجيش ، الساهر على وحدة البلاد ، ووحدة الشعب ، ووحدة مصالح الدولة .
فعندما يتم ذكر أسماء الدول التي حضرت اللقاء ، وعدد افراد الوفود التي حضرت اللقاء ، وذكر المناطق الأربعة لبدأ القلائل والاضطرابات الاجتماعية ، التي ستفرش لتقسيم الجزائر ، وبالتالي قلب نظام الجيش فيها ... فان اللقاء الذي منْ المفروض فيه ان يكون في السرية التامة ، وامام هذه المعلومات التي تسربت ، فان ما يسمى باللقاء او بالاجتماع ، يبقى مشكوك في صحته ، وان الجهة التي روجت له رغم عدم حصوله ، تكون قد هدفت الوصول الى غاية أخرى اقوى واهم ، هي خلق البلبلة ، وترويج الاشاعة ، للتسبب في نشوب حرب مدمرة بين النظام الجزائري والنظام المغربي . واذا نشبت ، فلن تنتهي الاّ بعد التدمير الشامل الذي يكون على طريقة الحرب العراقية الإيرانية التي دامت سنوات كحرب مباشر ، ودامت لعشرات السنين بعد نهاية الحرب العسكرية بين البلدين ..
فالهدف منْ ما يروج من اخبار ، لا أساس لها من الصحة ، حول الاجتماع او اللقاء المزعوم ، بين البوليس السياسي لثلاثة دول ، المغرب ، فرنسا و إسرائيل ، لضرب استقرار النظام العام في الجزائر .. ، انّ الهدف من الاشاعات غير الصحيحة ، ليس الجزائر ولا نظامها ، لكن يهدف غايات اخطر بكثير ، تهم كل المنطقة ، وكل الأنظمة ، وكل شعوب ..
فانعقاد اجتماع بالسرية التامة ، وصدور الاخبار عن الاجتماع ، وبالتفاصيل المسربة ، ربما قبل نهاية الاجتماع الغير موجود ... يهدف الى التسبب في التدمير
الشامل لجغرافية المنطقة ، ولدولها ، ولشعوبها .. والمدخل طبعا تعميق الصراع بين أنظمة المنطقة ، والدفع بها الى آفاق عليا ، تتجاوز فقط اعتبار الجزائر عدوة ، بل اعتبار كل دول المنطقة بالعدوة لبعضها البعض ، وعدوة للمصالح الغربية التي تبحث عن اضعاف الجميع ، للسيطرة وتقسيم الثروة ، ووضع اليد على المنطقة ، وارهاق الشعوب في حروب باسم التآمر ، وباسم المؤامرة التي يتعرض لها كل نظام من الأنظمة السياسية الحاكمة بالمنطقة ..
ودعونا نتساءل . هل الترويج للاجتماع واللقاء المذكور ، بين البوليس السياسي لثلاثة دول ، لقلب النظام الجزائري ، وهو اجتماع ولقاء مستبعد ، لان شروطه منتفية ، تقف من وراءه قوى مخابراتية افتراضا وجدلا ، لا علاقة لها بالدول التي قيل انها اجتمعت لقلب النظام في الجزائر ؟
لكن هل من لقاء بين خبر الاجتماع واللقاء المذكور لقلب النظام الجزائري ، ومن خلال التحليل الدقيق للمعطيات ، فان الاجتماع مشكوك فيه ، ولا أساس له من الصحة ، وهو يهدف خلق الفوضى والاضطرابات وفي عدم الاستقرار ، وهو ما ظهر كرد فعل من النظام الجزائري الذي هدد بالجيش ، ويكون هنا " قصر المرادية " قد سقط وبكل سهولة في فخ القوى التي تدفع بعدم الاستقرار بالمنطقة ، وتشجع على الحرب بالمنطقة لتدميرها ... وبين ( تنظيم ) " البنية السرية " التي تم الترويج لها داخل المغرب ، لخلق وضع اكثر اضطرابا ، أمنيا وسياسيا ، داخل القصر الملكي ، وداخل الدولة العلوية ؟
فكما ان الترويج إعلاميا ، وبشكل مخدوم ، لما يسمى بالاجتماع الذي عقدته ثلاثة دول بإسرائيل ، لخلق الاضطرابات بالمنطقة ، وهي اجتماعات ولقاءات لم تحصل ، وهذا من خلال تحليلنا وتقييمنا لجميع المعطيات الفارضة نفسها في المنطقة . فهل هناك من علاقة بين الاجتماع المشكوك فيه ، وهذا يعني انه لم يحصل ، وبين تنظيم " البنية السرية " الذي أراد خلط الأوراق بالأكاذيب ، طبعا بدعوى خلق البلبلة ، كالصراع الجاري بالقصر بين افراد العائلة الحاكمة ،
حول مستقبل العرش المعرض للاهتزاز ، خاصة وانّ أطرافا من العائلة ترفض خلافة الأمير الحسن ، ليصبح الملك الحسن الثالث ، والصراع بين الأمير ولي العهد ، وبين الأمير رشيد ، وصراع هؤلاء مع الاميرات .. في حين انْ لا صراع يدور بالقصر بين افراد الاسرة الحاكمة ، وانّ الجميع مقيد بالدستور ، ومقيدا بالأعراف التي تسمو حتى على دستور الملك الممنوح ..
فالأبواق الإعلامية المختلفة ، خاصة ( معارضة ) الخارج التي شتتها القصر شر تشتيت ، تبحث منذ مدة طويلة ، على نقل وإقناع الرعايا ( الشعب ) المغاربة ، بوجود صراع داخلي بين افراد الاسرة الحاكمة ، حول من يستحق خلافة العرش ..
وعندما لم يتحقق شيء من ذاك الصراع المعشعش في عقول أصحابه ، ستأتي مبادرة أخرى مبنية على الخيال ، وفقط الرؤية ، باسم " البنية السرية " التي حاولوا الربط بينها وبين صراع العائلة على الحكم ، وليصبح النظام مهددا ليس من قبل أعضاء الاسرة الحاكمة فيما بينهم ، بل توسع هذا الصراع ليشمل مدنيين من قبيل صديق ومستشار الملك فؤاد الهمة ، المسؤول عن إدارات البوليس ، ومن قبيل المدير العام للبوليس بالمغرب ، والمدير العام لبوليس الاستخبارات العامة الخارجية ، إضافة الى مدير الشرطة القضائية محمد دخيسي ، والنائب الأول لقضاة النيابة العامة ، والوزير الأول عبدالعزيز اخنوش ، وصالح التامك المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون .... الخ .
والسؤال . هل يمكن لهؤلاء المدنيين الغير مدججين بالأسلحة الثقيلة ، ان يصنعوا انقلابا على شخص الملك ، من دون المرور من الجيش الذي يراقب كل ما يجري بالدولة .. فهل يستطيع هؤلاء وغيرهم من المدنيين تنظيم انقلاب دون مشاركة الجيش ؟
ومثل ان اجتماع ولقاء الدول الثلاثة ، لخلق الاضطرابات والقلائل للنظام الجزائري ، مشكوك فيها لعدم صحتها ، أي غير موجودة ، فكذلك ان ما سُمّي بتنظيم " البنية السرية " غير موجود اطلاقا .. هي مجرد أوهام يتوهمونها لخلق البلبلة ، التي قد تسبب في المس بالنظام العام ، وبعدم الاستقرار .
ان العلاقة من حيث المخطط والنتيجة ، بين اجتماع ولقاء المغرب ، وفرنسا ، وإسرائيل للتآمر على الجزائر ، وهو مخطط مشكوك فيه ، يرمي الواقفون من وراءه الى اكثر من موضوع ( الاجتماع ) ، وبين الجماعات التي تروج لأخبار الصراع داخل الاسرة الملكية الحاكمة ، وخرجة مبادرة " البنية السرية " التي تتهم أشخاصا مدنيين بالتآمر على شخص الملك ، وعلى نظامه الذين هم جزء منه ... مخططات واحدة ، تهدف الى ضرب الاستقرار والنظام العام .. من خلال الترويج للأكاذيب والبهتان . فعند نجاح الواقفون وراء الاخبار الزائفة ، بعقد ثلاثة أجهزة لقاءات بإسرائيل لقلب النظام الجزائري ، وهذا غير مؤكد ، يكون الهدف من هكذا ترويج ، ليس النظام الجزائري ، بل المنطقة باسرها . أي انّ الأول الذي سيكون متضررا طبعا ، النظام المغربي ، والنظام الجزائري معا .. ان الغاية من هكذا تحرك ، التشجيع على نشوب حرب بالمنطقة ، ستدمر الأخضر واليابس ، وليصبح المغرب والجزائر بعد سنوات من الحرب العبثية ، دويلات قزمية ، وكانتونات في يد الاستعمار ..
فعند التقاء هذا المرمى الخبيث ، مع الفوضى التي يحضر لها بعناوين مختلفة ، كالصراع على العرش بين افراد الاسرة الحاكمة ، وبين زعماء ترويج مشروع " البنية السرية " الغير موجودة على الاطلاق ... يكون الهف الاستراتيجي هو ضرب المنطقة ضمن المشروع الكبير " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " .
لا وجود لشيء يسمى ب " اجتماع " إسرائيل . ولا يوجد صراع يدور من اجل العرش بين افراد الاسرة الملكية ، كما لا وجود لما يسمى بتنظيم " البنية السرية " ..
وقبل الختام نطرح التساؤل : يتحدثون عن اجتماع البوليس السياسي المغربي ، واجتماع بوليس قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، مع الموساد وضباط الجيش الإسرائيلي ... فكيف يكون الاجتماع قد حصل ، والعلاقات بين النظام المغربي وبالضبط شخص الملك محمد السادس ، وبين قصر الاليزيه L’Elysée برئاسة الرئيس Emanuel Macron ، قد وصلت الى اكثر من الحظيظ ، أي وصلت الى نقطة اللاّرجعة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح