الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توثيق مكافحة السرطان في العراق في كتاب

جواد الديوان

2023 / 6 / 2
الطب , والعلوم


عبء السرطان تحدي للصحة العامة في العالم وفي العراق. وتناول ذلك الاعلام الانترنيت وفضائيات وغيرها، وظهرت مقالات وندوات كثيرة وبرامج حوارية، والاتهام الاسهل كان لليورانيوم المنضب من قبل الباحثين والعلماء! وشذ عن هذا الاتهام نفر قليل منهم.
الهدية كانت كتاب أ.د. عبد الهادي الخليلي بعنوان "مكافحة السرطان في العراق- توثيق لجهود متواصلة". ويتناول الفترة من 1980 مرورا بعام 1991 (حرب تحرير الكويت، وهي الأعنف) ولما بعد سقوط النظام. ويوثق اجتماعات واوامر وزارية وأسماء مشاركة في عضوية مجلس السرطان في فترة من الفترات.
ورغم الإشارة الصريحة لمصطلح احتلال العراق في الكتاب فقد قابل د. الخليلي اول وزير صحة في حكومة الاحتلال (برايمر) ليشرح له الوضع الوبائي للسرطان في العراق! ويبذل الخليلي جهودا في انشاء او وتنسيق خدمات مكافحة السرطان في العراق.
واهم نشاطات مكافحة السرطان في العالم ومنها العراق هو تسجيل السرطان Cancer Registry وبذلك تتكون معلومات لجمعها وخزنها ومعالجتها وهذه النشاطات تهدف الى المراقبة Surveillance. وعندها يتم العمل على تخفيف عبء السرطان على المجتمع، وتتشكل قاعدة للبحوث، والتخطيط، وتقييم الوقاية من السرطان وكذلك التداخل مع السرطان.
ويخلط الكتاب بين مفهومين، الكشف المبكر عن السرطان early detection ومفهوم التحري عن السرطان screening ولكل منهما دور واضح. وتناولت التحري عن سرطان الثدي سابقا جواد الديوان - التحري عن السرطان تخصص دقيق (ahewar.org)
ومن اهم مهام معاهد السرطان National Cancer Institutes في العالم تتمثل في المراقبة surveillance والتعامل مع المعلومات Epidemiology (علم الأوبئة) وبرنامج للنتائج النهائية end results Program.
ويركز الخليلي في كتابه على دور مجلس السرطان في العراق، وربما اعتبره معهد السرطان في العراق، ولم يوضحها هكذا، ولكن التركيز عليه في نشر قانون التأسيس لعام 1985 وتعديل اخر لاحق، كما ينشر القانون. ويؤكد الخليلي على موضوع رئاسة الوزير للمجلس، كما ينشر قائمة بأسماء الأعضاء وكلهم من الاختصاصات التقليدية او الكلاسيكية أي الجراحة العامة او جراحة الصدر او البولية او الجهاز العصبي وغيرهم، واختصاصات الباطنية (قلبية وصدرية الكلى وغيرهم) وأطباء الأورام (oncologists وعلاج شعاعي وغيرها) وطبيب امراض. ولم يرد أي اسم لأطباء الأوبئة في هذه النشاطات، وهي ظاهرة غريبة، ربما تفسيرها عزوف أطباء الأوبئة في المشاركة في التعامل مع السرطان، واستهوتهم الامراض الخمجية (الانتقالية) ومن امثلتها التدرن والحصبة والحمى النزفية وشلل الأطفال وغيرها وكان العراق يعج بها. ثم برز اهتمام أطباء الاوبئة بالرعاية الصحية الأولية، والعمل على الحد من النسب العالية للولادات بانخفاض الوزن low birth weight والخدج prematurity وسوء التغذية وغيرها. وربما السبب موقف أطباء الاختصاصات التقليدية (الجراحة والباطنية بكل فروعهما وأطباء الأورام وأطباء الامراض وغيرها) لاحتكار هذا العمل رغم ان العمل في مكافحة السرطان يستوجب التعامل مع الأرقام بأشكال متعددة وهذا ما يتقنه أطباء الأوبئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قراءة للحرب على لبنان مع د.وليد صافي، استاذ العلوم السياسية


.. المغرب.. طلاب الطب يلقون بقمصانهم البيضاء، ما القصة؟ • فرانس




.. الصحة العالمية تحذر من الآثار النفسية للحرب على أطفال غزة


.. وراثة | المملكة المتوحشة | ناشونال جيوغرافيك أبوظبي




.. منظمة الصحة العالمية للحرة: أكثر من 10 آلاف شخص مازالوا تحت