الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السن الذي يتراقص فرحاً … هو سني

مهدي القريشي

2023 / 6 / 2
الادب والفن


كثيراً ما أهملت اوجاعَ أسناني ، وكثيراً ما كانت تناديني من تحت ستار خجول أن أذهب بها إلى النهر للاغتسال ، أو بمثل ما يفعل المراهقون لاصطياد المراهقات بضحكة هوليود ، رغم أن هذه المرة تمادى سني في بث أشجانه وتحامل لتصديرها إلى الأسنانِ المجاورةِ ، بعد ان أغراها بقليل من بالوناته الملونة والدم المتراقص بفحيح الألوان ، المتمرد على فصيلةِ كرياته ِ المهادنة ، معتقداً أن بث الأوجاع سيجعل عيني حولاء .


سِني هذا مثير للشغب يطالبني بغطاءٍ ذهبي كما الغجر فهو يخجل حين يداعبه لسان أنثى . أو حين يسبح في بخار كلماتي الحارة .
الأسنان متراصات كحافلاتِ نقل الموتى لا يتبادلن التحايا ولا الابتسامات ولا الأحاديث اللينة .


الأوجاع تتركز في جذر السن ، فيتشيطن بتمرير أوجاعه من تحت ألالياف الغافية فيجعلها منتفخة حمراء .ككاتدرائية تغري المؤمنين والمؤمنات بالمكوث تحت ظلالها ....


عذرا فقد أخطأت في توصيفِ ذلك الذي كان يؤلمني ، فالطبيب المختص بالأسنان والعارف بتاريخِها مذ كانت بيضة قبل أن يفسدها اللعاب او تُحرف أخلاقها حلاوة اللسان ، استنكر تغولي ..
هذا لا يسمى سنَّا وللسن فضائل في تجميل الابتسامة والحفاظ على رونق الشفاه ، ما قصدته يسمى رحى ، مهمتها طحن كل ما يصادفها بعد أن نبتلع الطعم . يا للمصيبة هذه الرحى يحرس مكوثها سن العقل ، وأنا أتساءل مع نفسي ، لماذا لم يرش عليها من حكمته شيئاً مدعي العقل ، هذا ؟! .

هل كانت حكمته مفرطة ولا يستطيع لملمة اوشالها ، أم مطر اً مزقته ألعاصفة ، أم عاصفة تلبسها الجنون ؟؟

قديماً كان يسمى الطبيب حكيماً فالحكمة والطب ، صنوان ، كالبرقِ والرعدِ ، كالشوكةِ والسكين ، او كمثلي مع حبيبتي التي هجرتني لرجلٍ منتفخ بنطاله من بين فخذيه .
لكن طبيبي هذا وقف خائفاً من أن يتجرأ في قلع الرحى المتسوسة رغم أنه زرق الجذر بمخدرٍ يحتفظ به منذ قرونٍ و أخافها بقالعة الاستيل الأبيض البراق وهددها ببحرٍ من الدمِ إن لم تستجب لرغباتهِ المجنحةِ .. أخذتني الريبة من أن القالعة هذه مصنوعة من الوهم ، وان قلب الطبيب انتقل اليه تسوس الجذور . ماذا افعل والالم تمادى في بث أوجاعه للفكين والطبيب زرق نفسه بنفس المخدر وينتظر الصحو. ؟؟
@@&

اسدل الطبيب ستارة خريفه واستدعى الماضي بأسنانه المنخورة وتضاريسه الموشومة بزرقة آسنة ، ووبخني على إهمال نظافة أسناني وقدم لي الخيط الذي يجرف ما سماه (الكلح ) الجاذب للبكتريا المسلحة بالخبث والمتحول الى (جير سني ) ، وكنس الأوساخ المخاتلة بين الأسنان الناصعة الكسل والمتبقية من الماضي بفرشاة خشنة .
قلت وكنتُ يائساً من سلامة ما تبقى من أسناني ، لقد أزف الوقت ، فتراقص سني فرحاً ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با