الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث في حقوق الإنسان

محمد عقراوي

2023 / 6 / 3
حقوق الانسان


في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ووثيقته التي تعبر عن الأماني والآمال التي كانت تجيش في صدور الناس ليس فقط إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها بل وأيضا عن الرغبة الأكيدة التي يحس بها الإنسان في كل زمان ومكان للحياة الآمنة الحرة الكريمة، والحديث عن حقوق الإنسان يعطي للكاتب بطاقة دخول إلى ملعب السياسة ولكني سأترك بطاقتي هذه وأبتعد عن الملعب لأني أعلم أن بطاقة حمراء تنتظرني _فاخترت حديثا هذه المرة عن الأدب واتصاله التوثيق بحقوق الإنسان _فلو حاولنا أن نسبر أغوار الزمن تلمسا للأصول الأولى لفكرة حقوق الإنسان وبحثا عن نقطة الإنطلاق الفكري في هذا المضمار لوجدنا ذلك مرتبطا ببدء تظالم الناس فحينما يكون هذا النظام يوجد منطقيا (ظالم) و(مظلوم) ولما كان (الظلم من شيم النفوس) كانت نقطة البدء تلك التي بدأ الناس عندها يعيشون معا في حياة مشتركة إذ كان الإنسان إجتماعيا بطبعه فكانت نقطة البدء المذكورة هي نفسها نقطة بدء البشرية على هذه الأرض.
إن العلاقة بين الأدب وحقوق الإنسان علاقة جدلية فهي نتاجات ثقافية وأفراد ومجتمعات في حركة حضارية ورؤية واسعة تحتوي الفرد وتطلعاته نحو حياة حرة سعيدة ومستقرة تضمن حقه في كامل التعبير عن إرادته وخياراته المستقبلية، وعند ظهور الإسلام ونزول القرآن الكريم دستورا إنسانيا واسعا استوعب مطالب الإنسان وضرورات الحياة من المساواة والعدالة وماقاله الإمام علي ع من أقوال جميلة بهذا الخصوص منها :(لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا).
وكان للشعراء نصيب كبير في إعطاء هذا الموضوع مكانا في شعرهم فقال أحدهم وهو يصف المصير غير المحمود لمن يأخذ بيد الظالم :
كم أناس في نعيم عمروا
في ذرى مجد تعالى فسبق
سكت الدهر زمانا عنهم
ثم أبكاهم دما حين نطق
وقال شاعر آخر يدعو إلى ترسيخ علاقات إنسانية متوازنة تشيع فيها الفضيلة والوفاء :
إذا جاريت في خلق دنيئا
فأنت ومن تجاريه سواء
رأيت الحر يجتنب المخازي
ويحميه عن الغدر الوفاء
ويأتي شاعر آخر ويضع شروطا إنسانية في شعره :
أهوى الحياة كريمة لاقيد لا
إرهاب لااستخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي
يغلي دم الأحرار في شرياني
أما الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري (١٨٩٧_١٩٩٧) فقد نادى بصريح العبارة بحرية الفكر والرأي وجاهد طوال حياته من أجل حقوق الإنسان فقد قال :
انا حتفهم ألج البيوت عليهم
أغري الوليد بشتمهم والحاجبا
أنا ذا أمامك ماثل متجبرا
أطأ الطغاة بشسع نعلي عازبا
وأمط في شفتي هزأ ان ارى
عفر الجباة على الحياة تكالبا
أما ماقاله الشاعر محمد صالح بحر العلوم (ت ١٩٩٢) في قصيدته الذائعة الصيت (أين حقي) لهو دليل كبير على مايفكر الشعراء تفكيرا صحيحا يجعلهم قريبين من الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف