الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والفواعل المسرحية والإعلامية

أبو الحسن سلام

2023 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


د. أبو الحسن سلام
* سألتي طالب دكتوراه جزائري عن علاقة السياسة بالمسرح والإعلام
وكانت الإجابة :
1- المسرح والاعلام كلاهما يشكلان خطين متوازيين في بنية الاتصال الجماهيري فكرا ومعرفة وقيما إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية .
ومع أنهما يستظلان تحت مفهوم الاتصال إلا أن لكل منهما فنياته وتقنياته الخاصة بإعتبار كل منهما حرفة لها مادتها الخاصة وتشكيلها الخاص وإنتاجها الخاص وآلياتها الخاصة وتأثيرها الخاص المباشر حضورا ، أو المباشر عبر وسيط . كما لكل منهما تاريخا ونظرية وحرفة وجمهورا - متفاوتا في ما بين الاتساع والضيق .
كما يشتركان في توظيف الزمن توظيفا يتفاوت في ما بين الزمن الحقيقي المحسوب والزمن الخيالي - وفقا لطبيعة الخطاب الاتصالي تصويرا أم تعبيرا -
غير أن هناك اختلاف في هدف الاتصال وهدف التواصل الجماهيري بين علم المسرح وفنونه وعلم الإعلام وفنونه من حيث اختلاف نظريات كل منهما ومدارس انتماء كل منهما
وفروعه ؛ فالمسرح مدارسه الفنية ومناهجه الفنية في الكتابة وفي فنون العرض وللأعلام أبياته المتباينة نوعا وفنا وألية وجمهورا منها ماهو صحافي ورقي وتكنولوجي ومنها ماهو إذاعي مسموع عبر المايكرفون وعبر الكاميرا أو عبرهما معا في فنون الشاشة - علي اختلافها انتاجا وكتابة واخراجا وأداء و فنيات وتقنية . واختلاف الجمهور .

2- ومع اختلاف مجال عمل كل من الإعلام والمسرح إلا أننا نجد للمسرح دورا متداخلا مع وظائف هي في صميم المجال الإعلامي ؛ وأعني بها ( توجيه الرأي العام) و لئن رجعنا للمسرح اليوناني القديم تستوقفنا مسرحية ( برلمان النساء) لرائد الكوميديا ( أرستوفانيس) فهذه المسرحية - تحديدا- تقوم بتوجيه الرأي العام في أتجاه التحذير من سيطرة احتلال جيش ( إسبرطة) ذات الحكم الشيوعي ل ( لإيثاكي) الإقطاعية ؛ خاصة وأن أرستوفانيس نفسه كان أحد العشرة الأثرياء الكبار المسيطرين علي ثروات ايثاكي ، الأمر الذي جعله يشوه نظام الحكم الشيوعي ويتهمه بشيوعية الجنس غير مكتف بمصادرة الدولة لممتلكات الأفراد ؛ ليحض علي نفور أبناء إيثاكي من شيوعية إسبرطة ؛ فضلا عن الدعاية غير المباشرة لدعوة ( سقراط) لاحترام القانون حتي وإن تقصد عقوبة الفرد ؛ وهو ما تمثل في هرولة المواطن ( خربموس) حاملا ( ديكه وقدرة الفول ملكه) ليسلم ما يملك الدولة انصياعا للقانون الذي أصدره برلمان الستات بعد نجاحهن في عضوية البرلمان وطرد الرجال منه لفشلهم الذريع في حكم البلاد ، وذلك هو خطاب أرستوفانيس - الستات أفضل من الرجال في الحكم بعد هزيمة جيش إسبرطة الشيوعية لإيثاكي الإقطاعية في البحر وفي البر مع تجريف الأرض الزراعية - هزيمة ثلاثية في الحرب البرية والبحرية وهزيمة إقتصادية لتبرير الزراعة ) وهذه مهام أعلامية تحريضية موجهة .

3- وإذا نظرنا إلي مسرحنا العربي في فترة الستينيات
فترة تحرر البلاد العربية من الاحتلال الذي جثم علي أراضيها عشرات السنين وهي فترة مابعد الكولونيالية ، في ظل أنظمة وطنية عسكراتار الطابع والتسلط تتطلع من ذلك في بداياتها الي مسير الرأسمالية الوطنية التي نشأت في ظل أفراد وطنيين دفعتهم غيرتهم الوطنية إلي إنشاء مؤسسات وطنية صناعية صغيرة إلي جوار مؤسسات الأجانب رعايا الدولة المحتلة ؛ ومع ظهور الدعوة القومية ( الناصرية في مصر وامتداداتها في بعض البلاد العربية : سوريا - العراق - اليمن - الجزائر ) والبعثية في سوريا وفي العراق ؛ وتبعية الإعلام والأدب والفن لها ! مع توظيف تلك الأنظمة البيروقراطية العسكرتاربة الطبع والطابع أو العقائدية الاتجاه أيديولوجيا ؛ ودورها في كسب التأييد الجماهيري لنظام الحكم
بالدعاية للحاكم والحشد لقراراته ( في السينما وفي المسرح وفي فنون الغناء الوطني والأناشيد : صلاح جاهين - كمال الطويل وعبد الحليم حافظ) وفي السينما الأفلام المستلهمة لبطولات عربية ( صلاح الدين الأيوبي - وا إسلاماه - رد قلبي - الأرض. وغيرها ) وفي الأغاني بدء من ليلي مراد وأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش . وفي المسرح توفيق الحكيم : بدء من الأيدي الناعمة والسلطان الحائر ومجلس العدل والفريد فرج لص بغداد ، النار والزيتون - ألخان علي أوتار عربية وعلي جناح التبريزي وتابعه ثقه . وفي سوريا سعد الله ونوس : مغامرة رأيس المملوك جابر ، اغتصاب وفي ذلك في العراق يوسف العاني البيه والسواق والأمثلة كثيرة
وفي الصحافة وفي البث التلفازي وفي الإذاعة
ونواجه الآن بأليات الميديا بكل أنواع التواصل من أجهزة تستعبدنا ( حيث يلهث غالبيتنا وراء كل مبتكر تكنولوجي جديد ونظل ملتصقين كل بهاتفه المحمول أو بغيره ؛ حتي ام بع د للوقت حساب في هذا العصر ولا بحميمية التواصل الأسري حساب في معاملاتنا ؛ مع دور تلك الوسيلة في تسهيل قضائنا لحاجاتنا باتصال هاتفي أو بضغطة ابهام علي زر جهاز فمن التحديث تعيش عصر الحداثة والسنوات المفتوحة .

4- لم تترك السياسة المسرح منذ نشأته دون توظيفه في ترجمة خطابها منذ المسرح اليوناني ، مرورا بمسرح الفيلسوف الروماني سينيما ؛ فمسرح عصر النهضة في مسرحيات ميكيافيلي الحاملة لنظرية ( الغاية تبرر الوسيلة ) ومسرحية ثورة الفلاحين ( الأسباني اول دي فيحا ) ومسرحية
( يهودي مالطة) ومسرحية ( تاجر البندقية)
والمسرح الملحمي الريشة والمسرح التسجيلي لبيتر فايس ؛ ومسرح الكباريه السياسي . ولا ننسي الدور الاعلامي لمسرح الأوتوشرك ( الريبورتاج المسرحي
وفي الإعلام يمكن القول أن الأعلام خرج من معطف السياسة ونشأ في حضنها وتطور حتي أصبحت السياسة تتنفس الإعلام ، ولا نبالغ إن قلنا في الإعلام حياة السياسة فالحملات الإعلامية المصورة وبالريبورتاج المكثفة تحقق الأنظمة السياسة عبر كل وسائل العلام تكون الحكومات الرأي العام التابع لظلها والمباركة لسطوتها وعدوانها علي حقوق المواطنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت