الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهف .. التحدي والمثابرة .. رواية

فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)

2023 / 6 / 4
الادب والفن


قصة من أروع قصص الحب أكتبها من وحي الخيال ومن أعماق قلبي ، قصة تلامس الروح بآفاق وجدانية ، وتوقظ أجمل مشاعر الحب بأنفسنا.

يقال بأن الفتاة الجميلة رهـف من عائلة متوسطة الدخل وحيدة أبويها ، اللذان يجتهدان في حياتهما كثيرًا لتوفير متطلبات صغيرتهما الوحيدة ، يعمل والدها في سوق البورصة الأردنية في عمان ، أما والدتها فتدير مشروعًا بسيطًا لتقديم المأكولات الشرقية لمن يطلبها لمنزله، تعمل من داخل بيتها ، كما أنها تجيد فنون الطبخ ببراعة ، لطالما رغبت رهـف في أن تصبح مثل والدتها بشخصية قوية ولا تقهر.

رهـف فتاة تتمتع بشخصية بها كل جوانب الطيبة وحب الغير ، دائمًا ما تلتمس الأعذار لغيرها ، ولا تحمل في قلبها إلا كل الحب والمودة حتى لمن أخطأ بحقها مسبقًا وكان متعمدًا ، لديها أيضًا روح التحدي والإصرار على الفوز حتى وإن كانت لا تمتلك من المواهب التي تؤهلها للفوز شيئًا. وفيةٌ لأبعد الحدود لكل أصدقائها ولا تقبل بإهانة أي شخص لهم ، تدافع عن الحق دومًا ولا تخشى أحدًا ، وعلى الرغم من أن جوانب شخصيتها تجلب لها المشاكل دومًا إلا أنها لا تتراجع عن سلوكياتها التي تربت ونشأت عليها يوما.

رهـف فتاة بيضاء اللون ذات شعر أشقر ناعم كخيوط الحرير بعينين واسعتين لونهما أزرق ، متوسطة القامة وذات جمال هادئ، وأجمل ما يميزها هدوءها النسبي دومًا.

تخرجت من مرحلة الثانوية بطريقة مثالية مكنتها من دخول الجامعة التي لطالما حلمت بدخولها "الجامعة الأردنية" وتخصصت دراستها في التغذية كما أرادت إذ أنها ترغب في توسيع مشروع والدتها بطرق حديثة.

بيومها الأول في الجامعة ، ببسمة تنم عن مشاعر الفرحة التي بداخلها تقابلت مع صديقها كمال من صفها الأول بالابتدائية والذي لطالما أراد أن يلتحق بمثل ما تلتحق رهـف ، فقد كان شديد الغرام بها ولكنها دائمًا ما اعتبرته كأخ لها ، وبالصدفة وجدا زميلة لهما كانت بالثانوية العامة اسمها ملاك ، وجميعهم تخصص بقسم التغذية.

بعد محاضرات اليوم الأول وبكل شغف وإصرار على نيل أعلى الدراجات بالدراسة الجدية من اليوم الأول وحتى نهاية العام ، كانت الجامعة قد استضافت شخصية أجنبية معروفة عالميًا لتدب روح التحدي بنفوس طلابها وخاصة الجدد ، وكحال الجميع يحبون التقاط الصور للمشهورين ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبسبب هذه العادة دفعت رهـف هاتفها الجديد ثمنا لتزاحم الطلاب على التقاط صور حصرية للشخصية المشهورة ، حينما صدمتها إحدى زميلاتها بالجامعة سقط الهاتف من يدها ، وتداولته الأرجل في إرساله من مكان لآخر حتى وقع تحت قدم شاب ذا حذاء أزرق اللون ، نعم لم تتمكن رهـف من معرفة هويته ولا شخصه ولم تتعرف إلا على حذائه أزرق اللون.

استكملت قرابة الساعة حتى وجدت صاحب الحذاء ، وقد كان أحد أعضاء فريق "المقربين الأربعة" ، حذرتها إحدى الزميلات حينما سمعتها تتحدث صدفة مع صديقيها عنه بألا تقترب من فريق المقربين الأربعة ، فسألتها رهـف عن ماهية فريق المقربين الأربعة ولم تحذرها منهم؟!.

الفتاة : إنهم أنبغ طلاب الجامعة الأردنية ، وهم بالسنة الدراسية الأخيرة ، يتميزون بالذكاء الخارق ، ودائمًا ما جلبوا للجامعة الجائزات الدولية والعالمية ، وهم :

رامي : يتزعم الفريق ، بطل عالمي في فنون القتال ، ويتقن العديد من الألعاب ككرة السلة وكرة القدم ، حاد الطباع متقلب المزاج.

هاشم : هادئ الطباع ، شديد التركيز والانتباه ، يحب الموسيقى ويجيد عزفها وتلحينها على أكثر من آلة ، أما الآلة المفضلة إليه البيانو والجيتار ، قليل الكلام كثير التفكر والتأمل.

يوسف : ذو نظرة ثاقبة يتمكن من خلالها تحديد شخصية من أمامه في لمح البصر.

علي : لا يمكن لحساباته الرقمية أن تخيب على الإطلاق.

استكملت الفتاة محذرة رهـف ألا تقترب من طريق الرباعي مهما كلفها الأمر إذ أنهم لو غضبوا منها تحدوها في لعبتهم الخاصة الروليت. والتي قد أثبتوا فيها جدارة عالمية ، وعند الفوز عليها يضعوا شروطًا لن تتمكن من تجاوزها وعليها تنفيذها مهما بلغت صعوبتها ، وما أن أنهت حديثها حتى كانت الفتاة قد وصلت رهـف وصديقيها إلى مقر المقربين الأربعة ، فأشارت بإصبعها على باب المقر وانصرفت.

شخصية قوية لا تتراجع ...

وقفت رهـف أمام الباب ونادت عليهم جميعا بأعلى صوتها مشيرة بأنها تريد مقابلتهم والتحدث معهم في أمر طارئ ، ارتبك صديقيها وحاولا الانصراف معها قبل خروج الأربعة لكنها أبت ، وبعد وهلة زمنية يسيرة افتتح الباب وخرج أربعتهم وظاهر على ملامحهم الغضب الشديد.

هل ستتراجع رهـف عن موقفها؟!.

وما الذي سيفعله بها الأربعة بسبب جرأتها عليهم؟!.

أحداث كثيرة ما زالت في قصتنا الرائعة بسبب شخصية فتاة جريئة وسليطة اللسان في الحق فقط.

وبعد وهلة زمنية يسيرة افتتح الباب وخرج أربعتهم وظاهر على ملامحهم الغضب الشديد ، سألها رامي بنظرة استغراب شديد علت وجهه : ما الخطب؟!.

أمسكت بهاتفها وأخبرته بانفعال شديد : أريدك أن تصلح لي هاتفي ، فمن أتلف شيئًا فعليه بإصلاحه.

سارَ بعيدًا عنها بنظرات تجاهل وتهكم كأنها لم تكن شيئًا من الأساس ، اشتعلت بداخلها نار الغضب الشديد من شدة تجاهله لها ، ومن هنا بدأت القصة ، قصة حب بنيران ملتهبة في قلب رامي للفتاة الوحيدة التي أثارت جنونه بأفعال جريئة لم يعهدها من أحد قبلها.

تجنبته رهـف ولكنها كانت تشعر بالضيق كلما نظرت إلى هاتفها المكسور ؛ صادف اليوم التالي عيد مولد صديقتها ملاك فقامت بصنع كعكة من أجلها وزينتها بطريقة مذهلة وجميلة ، وفي الصباح أخذتها إلى الجامعة معها لتحتفل معها ، كانتا على السلم الخلفي تأخذان صورة سيلفي للذكرى ولمشاركتها مع الأصدقاء ، حينها تعثرت ملاك وفقدت اتزانها فوقعت الكعكة المزينة من يديها لتسقط على وجه رامي فيستثار غضبًا وحنقًا ، وينظر في وجه الفاعل ليجدها نفس الفتاة التي أثارت غضبه مسبقًا عند المقر، يهم قائلاً : ألا ترين ، أم أنكِ عمياء؟!.

لم تجيبه رهـف ، فأمسك بيدها بقوة لدرجة أنه آلمها كثيرًا مهددًا إياها ومحذرًا بألا تقترب من طريقهم مجددًا، رهـف لم تتفوه بكلمة واحدة ومنعت دموعها من السقوط أمامهم رغمًا وجبرًا، هنا تتدخل ملاك فتعتذر لرامي بأنها كانت هي السبب في ارتطام الكعكة به وتوسيخ ملابسه بها كليًا وتسارع لتنظيف ثيابه، ولكنه بكل قوة يصدها بيده لدرجة أنها ترتطم رأسها بالجدار، ذهلت رهـف من ردة فعله وطريقته في التعامل مع اعتذار صديقتها، ثار غضبها وانصب كليًا عليه بكلمات قاسية ذات أثر قوي على نفسه : صدقًا أنا لا أصدق الغطرسة التي تمتلكها دونًا عن غيرك، إنك حقًا مغرور ومتكبر ولا ترى أحدًا غير نفسك بأنانيتك هذه، بداية كسرت هاتفي ولم تعتذر أصلاً، ومن ثم أحرجتني أمام جميع الحضور، وها أنت اليوم ترفض اعتذار صديقتي بكل وقاحة.

نظر في عينيها بكل شراسة وأمسك برأسها وقربها من عينيه أكثر، تسارعت حينها دقات قلبها من شدة ما ألم بها من خوف، ولكنه لم يمسسها بسوء لم يقل لها إلا جملة واحدة : يا لكِ من جريئة!.

كان لهاشم من الأعضاء الأربعة موقفًا جميلاً، لقد التقط بيده البطاقة التي ألحقتها رهـف مسبقًا بالكعكة المزينة لتهنئة صديقتها وأعطاها إياها وانصرف مع أصدقائه.

في اليوم التالي جاءت رهـف إلى الجامعة لتجد معلقًا بمكانها الخاص صورة خاصة بمجموعة المقربين الأربعة والخاصة بلعبتهم الشهيرة الروليت ؛ لم تستطع أن تتمالك أعصابها لذلك طلبت من صديقيها أنها ذاهبة بسرعة للتنزه لئلا يقلقان عليها، فصعدت سطح الجامعة الأردنية وصرخت صرخة طويلة بأعلى صوتها وبعدها صارت تتمتم بكلمات بصوت مرتفع وكأنها تخاطب مجموعة المقربين الأربعة : إنكم حقًا حمقى، عندما أتيت إلى هذه الجامعة لم أرد إلا الدراسة بشكل جدي فقط، لم أرد أن أدخل في تحديات أو أن يتنمر علي أحدًا، ما الذي فعلته للمقربين الأربعة، أتمنى أن ينقطع عنهم اتصال النت من الأقمار الصناعية وأن يعانون من قلة اتصال أحبتهم بهم كما أعاني من ذلك، أتمنى ألا يجدوا أحبة من الأساس لكي لا يسأل عنهم أحد، أتمنى أن يتعثروا بطريقهم ولا يجدوا أحدًا يأخذ بأيديهم.

كانت تتحدث بصوت مرتفع ومستمر دون أن تأخذ نفسًا أو تستقطع حديثها إلى أن فاجئها هاشم بوجوده على السطح أيضًا وأنه يستمع لها، فسألها: أكملي ماذا بعد لا أجد أحدًا يأخذ بيدي عندما أتعثر في طريقي؟!.

أجابته قائلة: هل ألاقي منك التنمر مثل صديقك؟.

أجابها: أنا لا أتدخل في شؤون الناس مطلقًا ... وانصرف.

هل ستقبل رهـف تحدي لعبة الروليت التي لا تعلم عنها شيئًا على الإطلاق؟.

بعد يومها الدراسي كانت رهـف تدرس بالمنزل وإذا بوالدتها تسألها: رهـف أيمكنكِ توصيل هذه الطلبية يا صغيرتي، إنها تحوي 20 طلبا؟”، تسرع الفتاة ملبية نداء والدتها ومستخدمة دراجتها لتصل إلى المكان لتسلم الطلبية، وهناك تجد رامي وتتفاجأ بوجوده في مكان شبيه بذلك، تحاول أن تعطي له الطلبية متجنبة أية مشاكل ممكن أن تحدث بينهما.

رهـف : إنه طلبك يا سيدي، هنيئا لك.

ولكنه يستوقفها أثناء رحيلها قائلاً: انتظري حتى أتأكد من طلبي، من المحتمل أن يكون خاطئًا”.

انتظرت الفتاة ولكنها على يقين تام بأنه يفتعل المشاكل وبصبر وروية أخذت قرارًا في نفسها بتجنبه، ولكنها لم تتمكن من الصمود طويلاً فعندما بدأ يستهزئ بنوعية الطعام التي تعدها والدتها، وأنه بطلبه قد ساعد في نفقاتها ونفقات أهلها، صرخت رهـف في وجهه قائلة: دائمًا ما كنت أسمع أن الجامعة الأردنية هي جامعة طلاب الصفوة، الصفوة في الأدب والسلوك والتربية، ولكني كلما نظرت إليك أشعر بالخجل من نفسي بأنني بيوم التحقت بتلك الجامعة والتي تمثلها أنت بوقاحتك، أتعلم كم من الوقت تقضي والدتي في إعداد تلك الوجبات حتى تتمكن من مساعدة والدي في نفقات المعيشة، ولكن كيف لشخص مثلك مغرور لا يرى في كل الدنيا إلا نفسه أن يقدر ذلك، إنك فعلاً عار على الحياة”.

هنا لم يتمالك نفسه إلا وهو يرطم وجهها بالوجبة التي بيده، نظرت إليه بحسرة وألم وفي هذه المرة لم تستطع كبح دموعها الجامحة، لم يستطع أن يرفع عينيه من عليها ولم يستطع التفوه إلا بكلمة واحدة: أنتِ من اضطررتني لفعل ذلك.

سارعت بالرحيل والدموع لم تتوقف من عينيها ولم تجف لوهلة، أمسكت بدراجتها وفي طريقها للعودة إلى منزلها رأت ماءًا فأرادت أن تنظف ملابسها خشية سؤال والديها عن السبب، فاضطرت إلى خلع معطفها، فتعرضت للمضايقة من شابين أرادا بها الفاحشة والسوء، فأخذت تصرخ وتقاومهما، ومن حسن حظها أن هاشم كان حينها في طريقه إلى المكان الآتية منه رهـف لمقابلة صديقه رامي ، فقاتل الشابين وأنقذ الفتاة.

تزايد بكائها وسألت هاشم : لماذا يفعل بي هكذا رامي ، وماذا فعلت له ليفعل بي كل ذلك؟!. وتكاثفت دموعها، اغرورقت عيني هاشم من شدة تأثره بحالتها وبما حدث معها، فوضع يداه على الأرض ورفع رجليه على لحائط وأخبرها قائلاً: عندما تشعرين برغبتك الشديدة بالبكاء، قفي على يديكِ، هكذا لن تتساقط دموعك على الإطلاق.

عادت إلى منزلها ولم تبين لأبويها أي شيء، وكانت قد أخفت بقايا الطعام من على ملابسها، أتمت دراستها ولكنها دائمًا ما كانت تراودها الكوابيس بأسوأ مخاوفها لعبة الروليت وتنمر ذلك المتغطرس عليها؛ وبيوم استيقظت من نومها واستجمعت كل قواها بأن سردت أمام عينيها كل المواقف السيئة التي مرت بها منذ أن دخلت إلى الجامعة بسبب ذاك المغرور، ذهبت إلى الجامعة ولم تضع أمام ناظرها إلا صورة رامي وأول ما رأته ركلته بقدمها ركلة جعلته يغشى عليه، وألقت بعجلة الروليت فوقه قائلة: ومن يهتم ليلعب مع مغرور مثلك لعبة الروليت؟!.

أنا رهـف ولم يتجرأ أحد على التنمر علي ، وانصرفت وقد علت وجهها وأخيرًا ابتسامة الرضا بعدما ودعت كل مخاوفها.

جن جنونه فكيف لفتاة صغيرة لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها بعد تتجرأ عليه بهذه الكيفية وتضربه أمام كل من بالجامعة؟!.

شرح له هاشم ما تعرضت له الفتاة من محاولة اغتصاب من شابين بسبب تنمره عليها، وكيف أنها كانت لتدفع ثمنًا قاسيًا لولا أنه وقع في طريقها بالصدفة وكان سببًا في إنقاذها من شرورهما؛ بعد انتهاء اليوم الجامعي أرسل رامي سيارة وبها حارسين خاصين ليجلبا رهـف بالقوة، ارتعبت الفتاة من داخلها ولكنها لم تظهر ذلك، وأول ما وصلت رأت منزلاً فارها، ووجدت فتيات يهيئنها بملابس فخمة وعطور عالمية ومجوهرات باهظة الثمن، الفتيات يقمن بإعداد رهـف لحدث ما وعلى الرغم من كل محاولاتها في الإفلات منهن إلا أنها لم تستطع فكثرة العدد تتفوق على شجاعة الفرد الواحد، لعب الشك دورا هامًا في تفكيرها في هذه اللحظة ولكنها كانت على أتم استعداد لمواجهة ما ينتظرها.

وكيف سيتنمر عليها رامي من جديد، وكيف هي حالتها آنذاك؟.

وبعدما تم تجهيزها جاءها رامي ، لقد كانت غاضبة تجهل تماما ما يحدث بها ومن حولها، سألها الخادم أن تتبعه وذهب بها إلى مكتب وطلب منها أن تنتظر سيده، وقعت عينيها على صورة لأعضاء مجموعة المقربين الأربعة وهم صغارًا، اتجهت نحوها وحملتها بين يديها ووضعت إحدى اليدين على وجه هاشم وقالت: هذه الصورة تدل على أن هاشم لطالما كان وسيمًا ، تدخل رامي على الفور.

رامي : هل أنتِ مغرمة بهاشم ، اعلمي جيدًا أنه لا يمكنكِ ذلك.

رهف : والإحمرار يطغو على ملامح وجهها: وما الذي يعنيك في ذلك أيها المغرور، أين نحن؟”.

رامي : إننا في منزلي.

علامات دهشة وذهول: ماذا حل بكَ، كيف تحضرني إلى منزلكَ، ولماذا جعلتهن يلبسونني هكذا ؟!.

رامي : أليس من الجميل والمريح للنفس أن تتدللي هكذا كل يوم، تعلمين أمرًا إن أطعتِ كل ما أقوله لكِ بإمكاني حينها أن أجعل منكِ حبيبتي.

لم ترد عليه ولا بكلمة واحدة ولكنها مذهولة من الكلام الذي يتفوه به.

رامي : بإمكانك أن تكوني على مسافة متر مني أينما ذهبت، وبإمكانك الجلوس برفقتي أثناء تناولي للطعام وبالتأكيد سأحضر لكِ ألذ وأشهى الوجبات بالجامعة، بإمكانكِ الاتصال بي في أي وقت تريدين وستجدينني، وبإمكانكِ الحصول على مساعدتي في دراستك، وعندما نعلب الروليت يمكنني أن أخسر من أجلكِ، بإمكانكِ السفر معي خارج البلاد كل عام والتجول حول أنحاء العالم، وأخيرًا يمكنني شراء هاتفًا من أحدث الموديلات عِوضًا عن هاتفك المكسور؛ هل أنتِ فرحة الآن ؟!.

رهف : فرحة ؟!، أخبرهم أن يعطوني ملابسي لأني أريد العودة حالاً إلى منزلي، وهمت بخلع الحذاء باهظ الثمن خاصتهم.

رامي : هل جننتِ، ماذا تفعلين؟!

رهـف : اسمعني جيدًا، لا أبالي بأي مما قلته، ولكن اعلم تمام العلم أنني لست بحاجة إلى إحسان ولا عطف منك أو من غيرك، كما أنني لم أعد أريد منك عوضًا عن هاتفي، ولا أريد منك أي شيء، كل ما أريده الآن العودة إلى منزلي.

رامي : التزمي بكل كلمة لأنني أعدكِ بأنكِ ستأتين إلي باكية نادمة لأنه لا يوجد شيء بهذه الدنيا أردت امتلاكه ولم أمتلكه مطلقًا.

جن جنونها: لن تخيفني بكلامك هذا، أرني ما أنت قادر على فعله، ولكن اعلم جيدًا لن يمكنك امتلاكي ولو أعطيتني الأرض بما حوت”، ورحلت عن منزله.

عادت إلى منزلها مشوشة الأفكار وبداخلها سؤال واحد: لماذا فعل ما فعله، هل أراد التباهي أمامي أم يريد أن يعكر صفو حياتي؟!

وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى جامعتها كالمعتاد، وهناك مر بجوارها مجموعة المقربين الأربعة نظر إليها بتمعن رامي ولكنها نظرت بقلبها إلى هاشم.

بيوم العطلة تعمل مع صديقتها من الثانوية ملاك بمحل لبيع القهوة والشاي، كانت تحكي القصة كاملة لصديقتها وفي هذه الأثناء قدم هاشم ويوسف يطلبان مشروبًا، ظهرت ملامح السعادة والفرحة على وجه رهـف ، حينها توجه هاشم لطلب مشروبه من رهـف ، أما يوسف فطلبه من ملاك والذي أسماها بآنسة الشاي بالحليب؛ سألتها ملاك عن السر وراء خجلها واحمرار وجهها حينما رأت هاشم ، فلم تجب رهـف عن سؤالها إلا بابتسامة رقيقة.

وباليوم التالي ذهبت رهـف إلى الجامعة تعلو وجهها الابتسامة بسبب الحب الكامن في قلبها ولرؤيتها من تحب، مر بجوارها رامي مبتسمًا ويريد أن يكلمها إلا أنها لم تنتبه لوجوده حتى، تضايق منها كثيرًا واقترب منها ليفتعل المشاكل، وقبل أن يتجادلا أخبره يوسف بعودة رانيا من العقبة ، ذهبا لرؤيتها، وذهبت رهـف لرؤيتها بدافع الفضول فلديها خلفية من زميلاتها.

عندما علمن بمدى حب رهـف لهاشم .. أردن التنمر عليها فأخبرنها بقصة حبه برانيا والتي سافرت إلى العقبة لاستكمال دراستها الجامعية.

عندما رأتها رهـف أنها الأنسب لهاشم من كل ناحية، فهي جميلة وأنيقة ومن عائلة ثرية مثله، شعرت بانكسار في قلبها ولكنها أرادت أن تعود وتفيق مرة أخرى لطبيعتها المرحة، فقررت عدم الاحتكاك بأي شيء يجلب لها العناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل