الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا

عماد حبيب

2006 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ليس صحيحا أنّ الاسلام جاء ليحرّر الانسان من عبوديته لأخيه الإنسان و يخرجه من ظلالة الشرك بالله الرب الواحد إلى جنة التوحيد، و أنه حارب الرق و شجّع على عتق رقاب العبيد لأنه لم يكن بإمكانه أن يحرّمه نهائيا حرصا على عدم إحداث صدمة إجتماعية في مجتمعات تعتبر الرق أحد أهمّ مقوّماتها.

أوّلا حين نقول أن الله حرص على سلم اجتماعيّة و على مشاعر الناس (السادة) لاستمالتهم لدينه، الدين الحق الأوحد، فنحن نكذب كذبة سخيفة جدا جدا لا يمكن ان يصدّقها من احترم نفسه قليلا. الله لا ينافق يا سادة، و لا يجامل و لا يسنّ شريعته نزولا عند رغبة هذا او ذاك، هو ليس ملكا أو سلطانا تهمّه الطبقة العليا التي تحمي عرشه و تنشر دينه.

ثانيا عماد الدين نفسه، حجر أساسه، هو أن الاسلام دين توحيد و عدل و نور نظريا، و هذا ما نقوله في نصوص الانشاء، كلام جميل لنقنع أنفسنا و نتكيّف مع واقعنا، و لكنه أساسا عبودية بغيضة لكل الأوثان التي لم تتحطّم يوم فتح مكّة بل بدأنا نصنعها و نعبدها لنتقرّب إلى الله بها تماما كما كانت العرب قبل الإسلام (ما يسمونه الجاهليّة و الأصح علميّا هو ما قبل الإسلام).

أوّل هذه الأوثان التي لم يجرؤ أحد أن يحطّمها هو الحجر الأسود. و هو أقلّها وقعا و تأثيرا و نتائج كارثيّة، فليطف حوله ملايين المسلمين، لا ضرر من ذلك. ثانيها و هو ما ابتدأ نظريّا (و ليس لي دليل على ذلك بل و أشكّ في التوقيت ، فغالبا بدأت هذه الظاهرة بعد وفاة الرسول، لأني لا أعتقد أنه قبل بها في حياته أو علم بها ) ثانيها هو التبرّك بكلّ متعلقات الرسول، كلّها من ملابسه لشعرة من لحيته لمسجده و هكذا حتى صار قبره بعد موته محجّا للنّاس كالكعبة و حرما في نفس قدر الحرم المكي بل و قبل الحرم القدسي. إلى هنا و الأمر بسيط و عقائدي. المشكلة أن كلّ هذا مقدّمة لا بد منها للأوثان القادمة التي كرّست العبودية و أدّت إلى أن هذه الرقعة من الأرض اليوم هي و هي وحدها التي يتركّز فيها العنف و التخلف و الجهل و ملايين الملايين من الشعوب التي تعيش عالة على العالم لا تنتج شيئا و لا تقدّم في الغالب سوى الإرهاب (الصورة هنا مبالغ فيها، عنصرية ربما، لكن عزائي أني منهم و يحق لي أن أدعي ابني و أكره من يقول آمين )


الأوثان الأخرى التي تثقل عبوديّتها كاهل المسلمين هي القدسيّة التي أعطيت بأوامر الخلفاء و السلاطين و الشيوخ و السادة و من لفّ لفّهم على كلّ ما نقول أنه معلوم من الدين بالظرورة، على كل الخلفاء فلا يجرؤ أحد أن يكتب أنّ عثمان كان متعصبا لأهله و منحازا لأقاربه و مكّنهم من رقاب العباد حتى أنه حين قتل لم يدفن إلا خفية ذات مساء و قد هرّب أهله جثمانه تهريبا، هم العشرة المبشّرين بالجنّة مع كل ما في هذه الرواية من تناقض مع نصوص القرآن التي تؤكّد أنه لا يعلم الغيب غير الله و لا أحد غيره لا أحد و لو كان الرسول نفسه. الوثن الأكبر هو أبو هريرة الراوية الأشهر و الأكذب و الذي لازالت لعناته لليوم تطارد النساء لكره دفين بينه و بينهن جعله يروي أحاديث تحقّر من شأن المرأة أيما تحقير. فهي أغلب أهل النار و تنقض الوضوء و الصلاة كالحمار و الغائط.

لمجرّد أني أذكر أبو هريرة هذا أو غيره من "الصحابة" تمتنع أغلب المواقع التي تنشر لي عن نشر مقالي أو تعديله على الأقل. و ما دمنا عاجزين عن تحطيم أوثاننا فسنبقا عبيدا ليس لله و لكن لها و لكن لمن يستعملها من شيوخنا و حكامنا و أسيادنا. فهي سلاح رائع في ايديهم. يكفي أن تستعملها لتكفر المعارض لك. و ستجد شابا يافعا غسل مخه كما يجب يجري لينفذ الفتوى و يكسب الجنة و الحور العين التي حرمه هؤلاء الجهلة منهن في الدنيا.

هذه هي حقوق الإنسان المسلم التي ينادي بها، بل يصرخ و يتشنج و يحارب و يرهب اخواننا اياهم لأجلها. العبودية بمعناها تعطيل العقل و الايمان الأعمى. الإيمان تعريفا هو أن تصدّق الشيئ بدون برهان علمي. العبودية تذهب إلى أكثر من ذلك، هي أن تسلب الانسان ارادته و حريته بحيث أن دينه و فكره سيكون على دين و فكر سيّده و الاّ كان الموت نصيبه، و ما اختراع حد الردّة الذي لا وجود له في صحيح الاسلام الاّ لتكريس هذه العبوديّة.

ليست مصادفة أن كلّ الذين يعلنون أنفسهم بأنفسهم شيوخا و مدافعين عن "صحيح" الإسلام هو من أشد أعداء قيم المواطنة و الحريّة و المساوات بين كل الشركاء في الوطن. فهذه المفاهيم "الغربيّة" كافرة، و هي، و هذا اهمّ شيئ، الباب الذي ستدخل منه كلّ الفؤوس التي ستحطّم أوثانهم. و هم مستعدّون للموت من دون أوثانهم. و ليست مصادفة أن يقتل فرج فودة و يطلع علينا في الجزيرة (مرة أخرى هي) من يقول رحم الله من قتله. و ليست مصادفة أن يطعن نجيب محفوظ. فكلّما قتلت مفكّرا حرّا توقّف غيره عن الكتابة أو هكذا يتصوّرون. و خوفهم من الفكر هو خوف الخفافيش من ضوء النهار، لأنه أعلم الناس بهشاشة أوثانهم، و لكن كلّما زادت هشاشة الفكرة، زاد إرهاب اصحابها في الدفاع عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تعتبر الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة خطوة تم


.. الناتو يعلن عن خطة شاملة لتسليح وتمويل الجيش الأوكراني




.. نافذة إنسانية.. شبح الجوع يعود إلى شمال غزة مع استمرار إغلاق


.. وزير الإعلام السعودي: دور الحكومة أصيل في تنظيم الحج ولا أحد




.. -عن روح أبي-.. طفل من غزة يوزع التمر صدقة عن والده الشهيد