الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تراجع الشعر؟ - السعيد عبدالغني

السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)

2023 / 6 / 5
الادب والفن


وقال الشاعر السعيد عبد الغني: في نظري الشعر مر بثلاثة مراحل عبر تاريخه عربيا:
المرحلة الأولى وهي المعيارية التي نقيس عليها في كل اللحظات التالية أنه كان شفهيا في كيان الكلام نفسه، ولغة داخل اللغة لها أغراض ذاتية ومجتمعية وهو الشعر الجاهلي. وهذه المعيارية وحجم التلقي ليس القراءة وهذه نقطة جوهرية أو حجم دخوله في المدرك الذاتي للقريشي كان كبيرا. فنجد أن محورية الحياة قبل الإسلام تقوم على الشعر، بينما مثلا في حضارات أخرى كانت تقوم على تفاصيل بها فاللغة أساسية في الجوهر ما قبل الإسلام.
المرحلة الثانية: الانحسار عند ظهور الإسلام وتحديد الأغراض وهذه يمتد فيها مستويات منها صدر الإسلام، العصر الأموي، العباسي..ولكنها لها امتدادات كثيرة مثلا الامتداد الإيروتيك والصوفي مع انحسار ظل الوجود المؤسس للإسلام.
المرحلة الحديثة: قصيدة النثر التي بطبيعتها لا يتم سماعها أكثر مما يتم قراءتها وهي منتج حداثي غائب قالبه عن الكثير عربيا كمحتوى وقالب حتى لو كان بلا شكل. غائبة فلسفته فقصيدة النثر تعتمد على أنواع أخرى معرفية. والتي لغتها اختصت بأساليب لغوية أكثر وبتقدمات في مطبخ معقد من سريالية لتجريدية إلخ. والطريقة السائدة للجمهور للتلقي هو البصري والسمعي ليس المقروء لهذا مع عوامل أخرى منها طبيعة الثقافة العربية مع الخصوصية لكل دولة، أدى إلى انحسار أنماط شعرية.
مضيفا، لكن ليس كل الأنماط فالشعر العامي له جمهور كبير بغض النظر عن جودة ما له جمهور معرفيا وفلسفيا في نظري. الشعر تراجع لأنه لم يعد يخاطب باللغة الجاهزة، لغة اليومي، حتى قصيدة النثر بنوعيها اليومي لا تغري بدرجة كبيرة، القراءة فعل مجهد، وفعل عنيف في بعض الأحيان، لأنها تتطلب مجهود ليس استسهال وإثارة فارغة، تغير حيوات الناس جمل، توازي مصير الأسلحة. في نظري أن انحسار قراءة الشعر وبشكل محدد قصيدة النثر الجيدة هو لعدة عوامل
الأولى.. احتياجها لمجهود فلسفي ومقاربات وتأويلات وعمل خيالي للبحث والتأمل والتشكيل
الثانية.. قلة الترويج لها بسبب طبيعة الخطاب لها والتجارية الكبيرة عند الأنماط الأخرى.
الثالثة.. الاهتمام بما هو سوقي على ما هو معرفي أما الرابعة هي إقلاق الدلالات الشعرية الثوابت الشخصية والمجتمعية والدينية بشكل بداهي، لأن في الشعر، كل شيء منطقي وحر من التقييم الشعر ترمومتر بالنسبة لي لقياس أمدية القارىء لأنه يجمع كل الطرق اللغوية الأخرى فيه. ذوق القارىء في الشعر يحدد الكثير من رغباته في المعاني، لهذا أنا أفضل قراءة الشعر دوما عن قراءة أي شيء ٱخر، أشعره ذاكرة الوميض. كأن الإنسان نشوته أو امتدادها البعيد هو وميض وهناك أبعاد أخرى أقل نأيا هي ما يوجد في الأجناس الأخرى وليس حديثا مطلقا بل هو وجهة نظري. الوميض حتى قطب لي، شيء لا تستطيع أن تمسكه، تحدده، تعينه، لكنك تعترف بوجوده. نسبة المعنى فى القصيدة خالصة ونوعه أيضا خالص.
وتابع، والمعاني العميقة في عادة الحضارات والأزمنة جميعها أن لا تكون عامية حاجة المجتمع بمختلف شرائحه ولكن النسبة للشرائح هي المختلفة فعادة المعنى العميق هو أن يقل تداوله وطلبه ككل المعارف الأخرى أو الإبداعات الأخرى. السؤال الذي لدي هل هو تراجع أم أنه عليه أن يتنازل إن كان يريد أن يصل؟ أو يظل يحتفظ بنفسه بدون المطالبة بأن يكون شعبويا بنوعه الذي أقصده ليس أنواعه الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر